علوم وتكنولوجيا

علماء يكشفون لغز أول كمبيوتر عرفه التاريخ.. عمرة 2000 عام

الآلة وجدت غارقة في سفينة كنوز قديمة قبال اليونان عام 1901- UCL

تمكن باحثون من تحليل لغز أول كمبيوتر عرفه التاريخ قبل نحو 2000 عام، وجد ضمن كنوز غارقة في إحدى السفن التاريخية.


ومنذ اللحظة الأولى للعثور على آلة  "أنتيكيثيرا" قبل أكثر من قرن من الزمان، كان العلماء في حيرة حول آلية عملها، وتبين أخيرا أنها آلة حاسبة فلكية رائعة استخدمت في العالم القديم، ويمكن اعتبارها أول كمبيوتر عرفه التاريخ، وفق تقرير لصحيفة "الغارديان" ترجمته "عربي21".


وعرض الجهاز الذي يعمل باليد، والذي يبلغ عمره 2000 عام، حركة الكون، وتوقع حركة الكواكب المعروفة، ومراحل القمر وخسوف الشمس وخسوف القمر، لكن كيفية عمله كان من الصعب للغاية حلها.

 


 

ويعتقد الباحثون في جامعة كاليفورنيا أنهم تمكنوا من حل اللغز - جزئيًا على الأقل - وشرعوا في إعادة بناء الجهاز وعجلات التروس لاختبار ما إذا كان تحليلهم ناجحًا أم لا.


وقال آدم وجيك، عالم المواد في جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس: "نعتقد أن إعادة البناء تناسب جميع الأدلة التي استخلصها العلماء من القطع المتبقية حتى الآن". 


وبينما أجرى علماء آخرون عمليات إعادة بناء في الماضي، فإن حقيقة أن ثلثي الآلة مفقودان جعلت من الصعب معرفة كيفية عملها على وجه اليقين.


وعثر على الآلة التي غالبًا ما توصف بأنها أول كمبيوتر في العالم، بواسطة غواصين في عام 1901، وسط شحنة من الكنوز التي تم إنقاذها من سفينة تجارية واجهت كارثة قبالة جزيرة أنتيكيثيرا اليونانية.


ويُعتقد أن السفينة تعثرت في عاصفة في القرن الأول قبل الميلاد عندما مرت بين جزيرة "كريت" و"البيلوبونيز" في طريقها إلى روما من آسيا الصغرى.

 


 

وبالكاد لوحظت شظايا النحاس المتآكلة في البداية، لكن عقودًا من العمل الأكاديمي كشفت أن القطعة تحفة من روائع الهندسة الميكانيكية.


وكانت الآلة مغطاة في الأصل بصندوق خشبي يبلغ ارتفاعه قدمًا واحدة، وكانت الآلة مغطاة بالنقوش، واحتوت على أكثر من 30 عجلة تروس برونزية متصلة بأقراص ومؤشرات. 


وقام مايكل رايت، أمين سابق للهندسة الميكانيكية في متحف العلوم في لندن، بتجميع الكثير من كيفية عمل الآلة وبناء نسخة طبق الأصل، لكن الباحثين لم يكن لديهم أبدًا فهم كامل لكيفية عمل الجهاز.


ووفقًا للباحثين، فقد تكون الآلة قد عرضت حركة الشمس والقمر وكواكب عطارد والزهرة والمريخ والمشتري وزحل على حلقات متحدة المركز. 


ونظرًا لأن الجهاز افترض أن الشمس والكواكب تدور حول الأرض، فإن كشف مساراتها كانت أكثر صعوبة باستخدام عجلات التروس مما لو كانت الشمس موضوعة في المركز.

 

 


ويعتقد الباحثون أن العمل يقربهم من الفهم الحقيقي لكيفية عرض الآلة لما تراه في السماء، ولكن ليس من الواضح ما إذا كان التصميم صحيحًا، إذ إن الحلقات يجب أن تدور متحدة المركز التي تشكل الشاشة على مجموعة من المحاور المتداخلة المجوفة.. ولكن بدون مخرطة لتشكيل المعدن، فإنه من غير الواضح كيف كان اليونانيون القدماء قد صنعوا مثل هذه المكونات.


وسواء كان النموذج يعمل أم لا، فلا يزال هناك المزيد من الألغاز حوله، لأنه من غير الواضح ما إذا كانت آلية "أنتيكيثيرا" عبارة عن لعبة أو أداة تعليمية أو لها غرض آخر.