قال مستشرق إسرائيلي إن "محاولة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو استغلال تحركه السياسي تجاه الدول العربية من خلال التطبيع، من أجل تحقيق مكاسب انتخابية، ليس سلوكا استثنائيا، من أجل النجاح في الانتخابات، فقد سعى أسلافه أيضا لتنفيذ زيارات سلام، أو تحركات حربية، لكنهم فشلوا جميعا بمعظم الأوقات".
وأضاف إيلي فوده بمقاله بصحيفة يديعوت أحرونوت، ترجمته "عربي21"، أن "نتنياهو بذل جهودا حثيثة لزيارة الإمارات العربية المتحدة قبل الانتخابات، بهدف استخدامها لدفع جهوده للبقاء في السلطة، وحقيقة أن الزيارة أُلغيت، بسبب خلاف مع الأردن، لا يلغي فرضية أنه اكتشف أن قمة ستُعقد في أبو ظبي الشهر المقبل بمشاركة كبير مستشاري إدارة الرئيس جو بايدن، لإعلان ذوبان الجليد مع زعماء الدول العربية مؤخرا".
وأشار فوده، أستاذ الدراسات الإسلامية والشرق أوسطية في الجامعة العبرية بالقدس، وعضو مجلس إدارة "ميتافيم - المعهد الإسرائيلي للسياسة الإقليمية الخارجية، أن "نتنياهو سعى في الشهور الأخيرة للتطبيع مع البحرين والسودان والمغرب، وقبلهم الإمارات، لكن الأخيرة علقت على تأجيل زيارة نتنياهو المتكررة بأنها لن تكون طرفا في أي انتخابات إسرائيلية، وهي بعبارة أخرى تبلغ نتنياهو أن ما يقوم به لتحقيق الزيارة إنما هو "مبالغة".
وأكد أن "محاولة رؤساء الوزراء الإسرائيليين السابقين لدفع تحركاتهم تجاه العالم العربي من أجل تعزيز فرص انتخابهم ليست جديدة، حيث لم تشمل هذه المحاولات الترويج للسلام والزيارات فحسب، بل شملت أيضا إظهار القوة في مواجهة الأعداء".
وضرب مثالا بالقول إن "الفترة المضطربة التي سبقت انتخابات 1981 مثال جيد للنقاش حول هذه القضية، فقبل ثلاثة أسابيع منها، أمر رئيس الوزراء مناحيم بيغن بشن هجوم على المفاعل النووي في العراق، بعد تأجيل موعد الهجوم عدة مرات لاعتبارات تشغيلية، ومن المحتمل أن يكون الهجوم الناجح، وتدمير المفاعل لعب دورا بنتائج الانتخابات، منحت الليكود 10 آلاف صوت، مكنت بيغن من تشكيل حكومته الثانية".
وأشار إلى أنه "في وقت سابق من مارس 1981، قام زعيم المعارضة شمعون بيريس بزيارة سرية إلى المغرب، وتسربت بالطبع لوسائل الإعلام، رغم أن صناع القرار في المغرب معروفون بأنهم مؤيدون تقليديون لحزب الليكود، وبعد ذلك بخمس سنوات، في يوليو 1986، قام بيريس بزيارة أخرى للمغرب، لكن هذه المرة ليس سرا، لأن في ذلك الوقت كان على وشك إنهاء ولايته كرئيس وزراء مع الليكود".
وأوضح أن "رد الفعل الإماراتي على تأجيل زيارة نتنياهو، بأنها ترفض المشاركة في اللعبة السياسية الإسرائيلية، يجب أن يكون موضع ترحيب في إسرائيل، ولعل فشل الزيارة المغربية في حينه قد أقنع بيريس بالتخلي عن موضوع الانتخابات المبكرة".
ينتقل الكاتب للحديث عن "الفترة التي سبقت انتخابات الكنيست الرابعة عشرة عام 1996، حين اتخذ رئيس الوزراء شمعون بيريس عدة خطوات سياسية لدفع ترشيحه إلى الأمام، بعد سلسلة من هجمات حماس، في أعقاب اغتيال يحيى عياش، وهي خطوة اعتقد أنها ستؤدي لفوزه في الانتخابات، لكنه نظم مع الرئيس الأمريكي بيل كلينتون قمة في شرم الشيخ مع قادة من العالم العربي ودول أخرى".
وأشار إلى أن "هذه الخطوات كان الهدف منها عمليا تعزيز مكانة بيريس الدولية، وبالتالي الداخلية، في الانتخابات المقبلة، وعلاوة على ذلك، نظرا لصورته التصالحية عقب اتفاقيات أوسلو، أطلق بيريس في أبريل 1996 عملية عناقيد الغضب في لبنان من أجل تعزيز صورته الأمنية، لكنها شهدت مأساة قتل فيها أكثر من 100 مدني في كفر قانا، ربما أصابت بيريس، وساعدت نتنياهو على الفوز بأغلبية ضئيلة لا تتجاوز 1٪".
وأكد أن "نوايا رؤساء الحكومات الإسرائيلية لتحقيق إنجازات سياسية تخدمهم في الاستعداد للانتخابات، تدفعهم أحيانا لاتخاذ قرارات دراماتيكية، لكنها بالعادة لم تؤت ثمارها، لأن الجمهور الإسرائيلي رأى في هذه الإجراءات محاولة ساخرة، أو تلاعبا مكشوفا للتأثير على نتائج الانتخابات، ولذلك لم يقتنعوا بها".
وختم بالقول إن "محاولة نتنياهو استغلال اتفاقات أبراهام التطبيعية لصالح حملته الانتخابية محاولة ساخرة، واستغلالية سافرة لتحقيق إنجاز سياسي؛ تمهيدا لنيل فوز انتخابي، الأمر الذي يتطلب من القادة الإسرائيليين أن يتعلموا عدم التمسك باللاعبين الخارجيين لتعزيز أهدافهم الداخلية".
تحليل: أحزاب اليمين باتت أكبر تهديد انتخابي على نتنياهو
قناة عبرية: اتصالات سعودية إسرائيلية لبحث توجهات بايدن
JP: المحكمة الحاخامية في البحرين خطوة نحو "العصر الذهبي"