عصفور صغير يبلغ طوله من 8 إلى 12 سم ومع الجناح نحو 14 إلى 16 سم، دخل رغم ذلك ضمن أدوات الصراع العربي-الإسرائيلي بعدما حاولت سلطات الاحتلال الإسرائيلي إطلاق اسمها عليه. وهي محاولات لقيت ممانعة فلسطينية، دفعت السلطة الفلسطينية إلى اعتماده "الطائر الوطني الفلسطيني" ولتضعه إلى جانب رموز سيادية أخرى مثل العلم والنشيد الوطني وغيرها، واعتماد صورته كشعار لترويج المنتجات المحلية المصدرة إلى دول العالم.
يسمى رسميا "عصفور الشمس" الفلسطيني ويطلق عليه شعبيا اسم "تمير فلسطيني"، و"أبو الزهور"، وتكمن أهمية الطائر في ارتباط اسمه بفلسطين تاريخيا، وتحوله إلى رمز وطني، فقد اكتشف ورصد للمرة الأولى في فلسطين عام 1865، وهو الدليل الذي يعتمده "المجلس العالمي لحماية الطيور". ويعتبر "العصفور الفلسطيني" من الطيور المقيمة طوال العام في الأراضي الفلسطينية.
وتصنف فلسطين بوصفها أهم معابر الطيور المهاجرة في العالم. وكانت الأراضي الفلسطينية قد احتضنت تاريخيا نحو 530 نوعا من الطيور، يوجد منها اليوم 347 نوعا في الضفة الغربية وقطاع غزة ضمن مجموعات تصنف ضمن فئات: الطيور المقيمة، والزائرة الصيفية، والمهاجرة، والزائرة الشتوية، والمشردة.
ويعتبر "عصفور الشمس" من أصغر طيور فلسطين، وتعرف عنه رشاقته. ويتواجد بالقرب من المنازل، لكنه يتغذى على رحيق الأزهار باستخدام منقاره الطويل، وكذلك على بعض الحشرات. تتغذى هذه الطيور في أغلب الأوقات وهي رابضة بجانب الزهور أو عليها، ولكنها تستطيع التحليق أيضا خلال الغذاء بشكل شبيه للطنان.
ويصل وزن الذكر إلى 7.6 غرام ووزن الأنثى إلى 6.8 غرام. لون منقاره أسود وطويل إلى حد ما مع التواء نحو الأسفل. ويتميز بألوان قوس قزح في ريشه الأسود، ولون ريش الذكر البالغ داكن، ولكن قد يظهر لمعان أزرق أو أخضر على الريش عندما يتواجد الطير في الضوء تتواجد خصلة من الريش لونها برتقالي بجانب صدر الذكر، لكن من الصعب رؤيتها إلا من مدى قريب، أما لون ريش الإناث والصغار فهو بني ورمادي.
ويمتاز العصفور بصوته الجميل المرتفع ويكون عبارة عن جلجلة أو خشخشة، كما أن له عدة أصوات متنوعة منها صوت إنذار حاد.
يتواجد هذا العصفور في مناطق ذات درجات حرارة عالية ومناخ جاف في علو سطح البحر وحتى علو 3200 متر فوق سطح البحر. ويعيش في الغابات الجافة والأراضي الحرجية والوديان والسافانا، كما أنه يشاهد في البساتين والحدائق، ووجوده شائع في بعض المدن في مناطق معينة.
الفلسطينيون يرون بأن "عصفور الشمس" الفلسطيني يمثل الحرية التي يتوق لها الشعب الفلسطيني، وبأنه رمز للصمود الفلسطيني في وجه المحاولات الإسرائيلية تغيير اسم العصفور وسلخ ارتباطه بفلسطين، بعد أن اقترحت له اسمين هما "الطائر الوردي" و"بير إسرائيل"،
السلالة التي تتواجد في الوطن العربي تتوالد في فلسطين وفي شمال الأردن وفي المناطق التي تمتد من غرب السعودية حتى اليمن وسلطنة عمان في الجنوب، وفي العقود الأخيرة بدأ هذا الطير بالعيش في سيناء، وقد تصل بعض هذه الطيور إلى لبنان وسوريا في الشتاء.
يشبه عش هذا الطير المحفظة النسائية، وهو مصنوع من أوراق وعشب ومواد نباتية أخرى، ويربط العصفور هذه المكونات بشعر وخيوط من بيت العنكبوت، ويستعمل العصفور أيضا الريش والصوف من أجل بناء العش.
من بين أعداء هذا الطير في الطبيعة، العديد من أنواع الثعابين، والثدييات المفترسة وطيور أبو زريق التي تستطيع الدخول إلى العش وإيذاء الأم وصغارها. وتسبب قطع الأشجار، والتوسع العمراني، وبناء المستوطنات الإسرائيلية، في تقليل المساحة المتاحة لعيش "طائر الشمس" وبالتالي إلى تناقص عدده، نوعا ما.
ويستطيع "التمير الفلسطيني" العيش في الطبيعية لمدة من 3 إلى 9 سنوات. وهو عصفور فضولي للغاية ويقوم بفحص كل شيء جديد وغريب بالنسبة له.
فضولية هذا الطائر كانت أيضا سببا في صراع دائر حول الحياة البرية بين الفلسطينيين وسلطات الاحتلال، لم يتوقف فقط عند العصفور الصغير، وإنما تفرع واشتد حول حيوانات أخرى من بينها "غزال الجبل الفلسطيني"، الذي حاول الاحتلال تغيير اسمه إلى "غزال الجبل الإسرائيلي"، وهو الأمر الذي تعلق بـ"شجرة البطم الفلسطينية" أيضا التي تنمو في مناطق البحر المتوسط مثل جبال القدس، و"زهرة شقائق النعمان" التي حاول الاحتلال إلصاقها به.
الفلسطينيون يرون أن "عصفور الشمس" الفلسطيني يمثل الحرية التي يتوق إليها الشعب الفلسطيني، وأنه رمز للصمود الفلسطيني في وجه المحاولات الإسرائيلية تغيير اسم العصفور وسلخ ارتباطه بفلسطين، بعد أن اقترحت له اسمين هما "الطائر الوردي" و"بير إسرائيل"، لكنها لم تتمكن من ذلك، بسبب توثيق اسم الطائر في المصادر والمؤسسات الدولية. ومواصلة هذا الطائر الغناء للحرية والانعتاق من الاحتلال.
المصادر
ـ قائمة ببعض طيور فلسطين: وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية.
ـ الصراع الهادئ: فلسطين بلا طائر وطني، جميل ضبابات، وكالة وفا، 2012.
ـ طائر فلسطين يواجه "الأسرلة" ويقاوم "التهويد"، نهاد الطويل، جامعة النجاح.
ـ فلسطين تتخذ من "عصفور الشمس" شعارا لمنتجاتها الوطنية، الخليج أونلاين، 2018.
- عصفور الشمس الفلسطيني هل يكون مقيماً دائماً في طبيعة الشمال اللبناني؟، ميشال حلاق، 2018.
"يوم الأرض" مناسبة وطنية تؤكد أن الأرض هي محور الصراع
فلسطين أربعة آلاف عام في التاريخ.. بحث في الجذور
المخيم.. شاهد على تهجير اللاجئين الفلسطينيين ومحطة للعودة للديار