للمرة الأولى منذ سيطرة "الجيش الوطني"
المدعوم تركياً على منطقة "نبع السلام"، عُقد في مدينة تل أبيض، بريف الرقة
الشمالي، الثلاثاء،
مؤتمر حضرته
عشائر عربية وكردية ومسيحية وتركمانية ودرزية ويزيدية،
وشخصيات من "الحكومة المؤقتة"، والائتلاف السوري، وقيادات من "الجيش
الوطني"، وممثلون عن منظمات المجتمع المدني، ومجالس محلية.
وقال المتحدث الرسمي باسم "مجلس القبائل والعشائر
السورية"، الشيخ مضر حماد الأسعد، إن المؤتمر دعا إلى تنفيذ القرارات الدولية
حول
سوريا، ووقف عمليات الإبادة التي ترتكبها روسيا وإيران والنظام بحق السوريين منذ
عقد كامل، بعد أن قرر هذا الشعب الخروج عن طاعة نظام الأسد.
وأضاف لـ"عربي21": "أراد المؤتمر
من خلال الانعقاد في مدينة تل أبيض، أن يوجه رسائل للضغط على التحالف الدولي، لدفعه
إلى قطع الدعم عن مليشيات الوحدات الكردية"، أو ما يعرف بقوات سوريا الديمقراطية
(
قسد).
وتابع حماد الأسعد أن "الوحدات الكردية لا زالت
تنهب ثروات منطقة الجزيرة السورية من نفط وقمح، وتمنع عودة المهجرين من سكانها إلى
منازلهم، وتكدس الأسلحة لممارسة سياسات تهدف إلى التغيير الديمغرافي".
وبحسب المتحدث العشائري، فإن المؤتمر جدد التأكيد
على وحدة سوريا أرضا وشعبا، ونبذ الفرقة على أساس قومي أو ديني، وقال إن "المؤتمر
دعا إلى الإسراع في تطبيق الحل السياسي، بما يؤدي إلى قيام دولة حرية وكرامة ومواطنة".
بدوره، أكد رئيس المجلس المحلي في مدينة تل أبيض،
وائل الحمدو، أن المؤتمر عُقد بحضور ممثلين عن كل العشائر السورية العربية والكردية
والتركمانية.
وفي حديثه لـ"عربي21"، قال الحمدو إن المؤتمرين
وجهوا شكرهم للجيش الوطني الذي حرر هذه المنطقة من سيطرة المليشيات الانفصالية، وللجيش
التركي لدوره الداعم، وتابع الحمدو: "نأمل أن نعقد المؤتمر القادم في مدينة الرقة
بعد تحريرها من سيطرة "قسد"".
وأدان المؤتمرون، ممارسات "قسد"، واستهداف
رموز وزعماء العشائر في مناطق شرق الفرات، واستنكروا ممارسات التهجير القسري والتجنيد
الإجباري واستبدال مناهج التعليم، وحذروا من عمليات التغيير الديمغرافي في تلك المناطق.
وشدد البيان الختامي على أن "الجيش الوطني"
هو حامي الثورة وقوتها الضاربة، وأن مجلس القبائل والعشائر يدعمه بالكامل، ويدعمه لكي يكون قويا وموحدا على أسس غير طائفية.
واستنكر البيان، الدور الروسي الهادف إلى ضرب استقرار
المناطق المحررة، واستهداف اقتصادها من خلال عمليات القصف على المعابر والمرافق الحيوية،
ونددوا بالقصف الروسي على المدنيين في إدلب وغيرها بحجة محاربة الإرهاب.
وفي كانون الأول/ ديسمبر الماضي، كانت العشائر قد
عقدت مؤتمراً عاماً في مدينة أعزاز شمالي حلب، أكدت فيه على رفض تعويم النظام السوري.
وتم تأسيس "مجلس القبائل والعشائر السورية"
في العام 2018، ويضم أكثر من 125 قبيلة وعشيرة من جميع مكونات المجتمع السوري.
وفي 9 تشرين الأول/أكتوبر 2019، أعلن الجيش التركي
عن بدء عملياته العسكرية (نبع السلام)، بالتنسيق مع "الجيش الوطني"، بهدف
تطهير منطقة شرق الفرات من العناصر الإرهابية، تمهيدا لإنشاء "منطقة آمنة"،
تساعد اللاجئين السوريين، والنازحين من أبناء المنطقة، على العودة لبلادهم.
وأسفرت العملية بعد تعليقها في 17 تشرين الأول/أكتوبر،
وفق اتفاق تركي- أمريكي، أعقبه بأيام اتفاق تركي-روسي، عن تحرير منطقة تزيد مساحتها
على 4 آلاف كيلومتر مربع، بطول يصل إلى 150 كيلومترا، وتضم قرابة 600 منطقة سكنية،
موزعة على أرياف محافظة الرقة الشمالية، ومحافظة الحسكة الغربية.