تحدث دبلوماسي إسرائيلي عن عودة الحرب الباردة بين الولايات المتحدة الأمريكية والحلف الصيني الروسي، متطرقا لموقف الاحتلال الإسرائيلي من هذه الحرب التي تعتزم الصين من خلالها فرض نظام عالمي جديد.
وقال السفير الإسرائيلي الأسبق في الولايات المتحدة، زلمان شوفال، في مقال بصحيفة "معاريف" العبرية: "قبل نحو 30 عاما، انتهت الحرب الباردة التي استمرت نحو 45 عاما، بين العالم الديمقراطي بقيادة الولايات المتحدة والعالم الشيوعي برئاسة الاتحاد السوفياتي، أما اليوم، فنحن نقف أمام حرب باردة جديدة، من جهة تقف الولايات المتحدة، وفي الجهة الأخرى الصين وروسيا".
ورأى أن "المواجهة العلنية الأكثر ستكون في السنوات القادمة مع الصين، التي تحدت بالفعل؛ أيديولوجيا وعمليا، الديمقراطية الغربية، وفي هذه اللحظة تتركز المواجهة على الاقتصاد والتكنولوجيا، ولكن لا تعوزها تماما علائم عسكرية.
ولفت شوفال إلى أنه "في الوقت الذي يطالب اليسار في الولايات المتحدة بتقليص ميزانية الدفاع، تزيد الصين بوتيرة سريعة تعاظمها العسكري، وفي الحرب الباردة السابقة عملت الأيديولوجيا الاشتراكية وفشلها الاقتصادي في صالح أمريكا وحلفائها، أما في الواقع الراهن، وبفضل نجاحات الصين في المجال الاقتصادي، فثمة عاطفيون في الغرب يفضلون إغماض عيونهم عن طبيعتها الطاغية والمس بحقوق الإنسان وجوانب أخرى".
ورأى أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن بخلاف سابقه الرئيس دونالد ترامب، "توصلت إلى الاستنتاج الصحيح؛ أن هذه ليست مجرد منافسة اقتصادية، بل إن أمريكا والعالم الحر يقفان أمام معركة صينية شاملة لفرض نظام عالمي جديد بقيادتها".
ونبه إلى أنه "عندما أعلن بايدن عن نيته تأسيس حلف الديمقراطيات، ردت الصين وروسيا بعد بضعة أيام ببيان مشترك ضد العقوبات والتدخل الأمريكي في شؤونهما، وكانت الخطوة التالية للصين، توقيع اتفاق اقتصادي شامل ذي تداعيات عسكرية محتملة مع إيران، بجعلها عمليا جزءا من التجمع الصيني - الروسي، ناهيك عن أن أمريكا وأوروبا تفضلان تجاهل ذلك".
اقرأ أيضا: كاتب إسرائيلي يهاجم ريفلين ويصف نتنياهو بـ"رئيس العصابة"
وأوضح أن "الصين تجتهد لتعزيز علاقاتها الدبلوماسية والاقتصادية مع دول لا تعد جزءا من شركائها الطبيعيين؛ بمن فيهم إسرائيل، ما يفترض بهم رغم مصالحهم في العلاقات الاقتصادية مع الصين، الحرص على ألا تتضرر علاقاتهم الحيوية مع واشنطن".
وفي خضم هذه المعركة، تساءل: "أين إسرائيل في كل هذا؟"، مضيفا: "في الحرب الباردة التاريخية، كان الوضع واضحا؛ إسرائيل ومصالحها كانت جزءا من المعسكر الأمريكي، واليوم أيضا توجد دون شك في ذات المعسكر، رغم الخلافات في مواضيع معينة؛ مثل إيران والقضية الفلسطينية".
ومع ذلك، توجد بحسب شوفال "بعض الفروق؛ بينما في حينه كانت روسيا والعالم الشيوعي أعداء للصهيونية ومؤيدين للعالم العربي، ولكن اليوم وبفضل التحولات التي وقعت في روسيا ومصالحها في الشرق الأوسط، والدبلوماسية الناجحة في عهد بنيامين نتنياهو، التي عرفت كيف تستغل ذلك؛ تتمتع إسرائيل اليوم بتفاهمات عملية وبعلاقات ودية مع روسيا، دون المس بحلفها الأساس مع أمريكا".
وبين أن التطبيع مع بعض الدول العربية "يعمل في هذا الاتجاه"، منوها إلى أن "أحد الشروط للحفاظ على هذا الوضع؛ هو إقامة حكومة منسجمة في الموضوع السياسي، وليست حكومة خليط حزبي، نهايتها شلل سياسي".
وتتواصل أزمة تشكيل الحكومة الجديدة لدى الاحتلال الإسرائيلي، حيث يسعى نتنياهو المتهم بالفساد، جاهدا بعد حصوله على كتاب التكليف من رئيس الاحتلال لهذه المهمة، إلى إقناع بعض الأحزاب الإسرائيلية بالانضمام له، وسط تكهنات بفشله.
خبير: تحديات أمنية أمام حكومة الاحتلال المقبلة.. أبرزها إيران
الأحزاب الإسرائيلية المتنافسة تستعرض مواقفها في أبرز القضايا
تحذير إسرائيلي من ولاية جديدة لنتنياهو: يقودنا للهاوية