أثارت الأنباء عن انسحابات روسية من نقاط عديدة في مدينة
تل رفعت ومحيطها
شمال حلب، تساؤلات حول دلالاتها وما إن كانت تؤشر إلى تخلي
روسيا عن المنطقة الخاضعة
لسيطرة قوات
سوريا الديمقراطية (
قسد).
وفي التفاصيل، أكدت مصادر متطابقة إخلاء القوات الروسية لقاعدتين في
تل رفعت وكشتعار، موضحة أن نحو 100 جندي روسي غادروا المنطقة برفقة آليات عسكرية.
وفور الكشف عن هذه الأنباء، احتج العشرات من أنصار وحدات الحماية الكردية
وقطعوا الطريق بالإطارات المشتعلة لمنع عبور أرتال القوات الروسية عند نقطة "الوحشية"
باتجاه مدينة حلب.
وقالت وكالة أنباء "هاوار" التابعة لـ"الوحدات الكردية"،
إن التحركات الروسية تؤكد توجها روسيا للانسحاب من ريف حلب الشمالي (مقاطعة الشهباء).
من جانبه، قال الناطق باسم "الجيش الوطني"، الرائد يوسف حمود،
في حديث خاص لـ"عربي21": "لا معلومات واضحة عن التحركات الروسية في
تل رفعت، ومن غير الواضح بعد ما إن كان الانسحاب اعتياديا، أم دائما".
ولم يستبعد حمود في هذا السياق، أن يكون الهدف من الانسحاب الروسي،
هو الضغط على "قسد"، في ملف شرق الفرات، مستدركاً: "للآن لا نستطيع
الحكم على الهدف النهائي من التحركات الروسية المفاجئة".
بدوره، قال القيادي في "الجيش الحر" المقدم عبد السلام عبد
الرزاق، إن "القوات الروسية أجرت عمليات إعادة انتشار لأكثر من مرة في الشريط
الذي تحتله "قسد" منذ سنوات، حيث أخلت بعض النقاط وتمركزت في مناطق أخرى".
وأضاف لـ"عربي21" أن روسيا كما يبدو "تعيد حساباتها
ومدى استفادتها من التواجد شمال حلب، وغالباً تبدو روسيا ذاهبة نحو خيار الانسحاب الكامل
من شمال حلب، في ظل الخلافات مع "قسد" على توريد النفط وفتح المعابر".
من جانب آخر، أشار عبد الرزاق إلى التنافس الروسي الإيراني في المنطقة،
وقال: "قد يكون لحسابات الصراع على النفوذ دور، حيث تأتي أهمية تل رفعت من قربها
من بلدة نبل التي تعد معقلا للقوات الإيرانية في حلب".
كذلك، رجح عبد الرزاق أن يكون الانسحاب الروسي، جزءا من التفاهمات الروسية
التركية.
مصدر عسكري من الجيش الوطني، أوضح لـ"عربي21" أن النقاط التي
أُخليت من الروس هي نقاط على تماس مباشر مع مناطق سيطرة "الجيش الوطني" في
منطقة عمليات "درع الفرات"، وأضاف طالبا عدم الكشف عن اسمه، أنه من غير الواضح
بعد ما إن كان الانسحاب الروسي يفسح المجال أمام تقدم قوات "الجيش الوطني"
إلى المنطقة.
ولم يتسن لـ"عربي21" الحصول على تعليق من "قسد"
حول الانسحاب الروسي.
وكانت مدينة تل رفعت محط مفاوضات بين تركيا وروسيا، حيث تطالب تركيا
باستعادة السيطرة على المدينة لإعادة النازحين من أهلها، في حين تطالب روسيا بأن تكون
المدينة منطقة منزوعة السلاح.
وفي مطلع عام 2016، سيطرت "قسد" مدعومة بالطائرات الروسية
على مدينة تل رفعت وبلدات عدة في محيطها، مستفيدة في حينها من انشغال فصائل المعارضة
بصد اجتياح تنظيم الدولة للريف الشمالي.