تتردد هذه الكلمة كثيراً هذه الأيام؛ بعد أن فسدت الضمائر وخربت الذمم واختلط الحابل بالنابل. ولعل ما يحدث في مرحلتنا هذه في كواليس المسلسلات التلفزيونية شيء يدعو للغرابة والدهشة والريبة في إمكانية إصلاح الأمور. فقد أصبحنا في أمسّ الحاجة إلى ما يسمى بشرف المهنة، التي بتنا نتحسر على تقاليدها وأعرافها التي انحسرت أو ربما طواها النسيان، بعد أن كانت غالبية الأمور في ما يتعلق بالإنتاج المرئي تسير وفق نظام صارم، يحترم العقد والكلمة، ويعطي الصغير حقه قبل الكبير.
كان القائمون على إنتاج العمل يوفرون للكيانات
الفنية المناخ المناسب برغبة خلقية للحصول على إبداع أفضل من طاقم العمل، سواء أمام الكاميرا أو وراءها. الجميع كان شغله الشاغر التجويد والنجاح، والجميع في راحة نفسية مطمئنين إلى أنهم في أيدٍ أمينةٍ.
إذا كان هذا النهج قديماً فما الذي يحدث الآن؟
مع الأسف ما يحدث عكس ذلك تماما. ما كان يسير في الأيام الخوالي، أصبح الآن يسير للجحيم بعينه.. لمَ لا ونحن نسمع ونرى شكاوى النجوم الذين لهم صيت قوي ولا يُشق له غبار في الإعلام.
ينهي الممثل أو العامل في هذا المجال عمله دون أن يتقاضى كافة أجوره، ويضطر للجوء إلى القضاء بعد يأسه من المنتج أو الجهة المنتجة في الوفاء بوعودها المالية.
ليس النجوم فقط من يعانون، وإنما غيرهم من طواقم العمل وراء الكاميرا.
هناك نجوم وطواقم العمل لم يحصلوا على مستحقاتهم المالية منذ شهر رمضان الفائت، وللأسف لا حياة لمن تنادي.
ما هو أكثر من هذا أن هناك البعض ممن صدرت أحكام لصالحهم؛ ولكن مع الأسف لم يجدوا تنفيذاً على أرض الواقع.
كذلك نقابة
الممثلين المنوط بها خدمة الأعضاء والوقوف إلى جانبهم ضد أي جشع من قبل الجهة المنتجة.. لكن لا أحد يحرك ساكناً.
يعاني الفنانون والنجوم تحديداً من هذا الخلل والاضطراب المالي. بالطبع ينعكس هذا سلباً على فنهم - ولهم كل الحق - فالفنان مثله مثل أي مواطن بسيط، له رغبات وأحلام، ولكنه يصطدم بصخرة الكذب والخداع.
برغم هذه الصورة القاتمة يظل الأمل موجودا، رغم تلك الفضائح التي هي معظمها للمطالبة بالحق.
آن الأوان لكي نضع النقاط فوق الحروف، عن طريق المكاشفة والمصارحة، وطلب الحق والإصرار على الحصول عليه.
لا نريد أن تتردد هذه المطالبات خارج حدود بلادنا، ويصبح هذا هو المشهد المؤسف في ذهنية الآخر؛ ليصبح هذا الانطباع السيئ العام عنا.
لا بد من تحرك سريع على كافة الأصعدة لوقف هذا النزيف غير المبرر؛ من نفر من الناس لا همّ لهم غير اكتناز الأموال، الأكثر والأدهى من ذلك استمرارهم في مهنة الإنتاج وتحديهم للجميع. حقا اللي اختشوا ماتوا.