أكدت صحيفة عبرية، أن مدينة القدس المحتلة تمر بحالة من التوتر تنذر بتفجر الوضع بسبب الاعتداءات الإسرائيلية، منوهة إلى أن رئيس السلطة محمود عباس، يحاول النزول عن شجرة الانتخابات، ويأمل أن تنقذه تل أبيب.
وأوضحت صحيفة "هآرتس"
في تقرير أعده الخبير العسكري عاموس هرئيل، أنه مع انشغال الاحتلال بإيران، "يتبلور
في هذه الأثناء خليط متفجر في القدس حول الساحة الفلسطينية (باب العامود)، في الخلفية
تتشكل أزمة سياسية بين إسرائيل والسلطة حول مسألة إجراء انتخابات المجلس التشريعي في
القدس".
ونوهت إلى أن "الصور من
وسط القدس ليلة الاثنين، تذكرنا بمشاهد كان من الأفضل نسيانها من صيف 2014"، حينما
حرق متطرفون يهود الفتى الفلسطيني الشهيد محمد أبو خضير.
وخلال الأيام الماضية،
"قام شباب يهود باصطياد مارة عرب في مركز القدس، وقاموا بضرب أحدهم، كما ساهم عناصر
من اليمين المتطرف في التوتر الحاصل"، بحسب الصحيفة التي نوهت إلى أن "الأعصاب
في القدس متوترة حول مسألة قرار الشرطة الإسرائيلية، منع تجمعات الفلسطينيين على الدرج
في ساحة باب العامود".
اقرأ أيضا: مواجهات مع مستوطنين بالقدس والاحتلال يعتقل 3 شبان (شاهد)
وأشارت إلى أنه "في الشبكات
الاجتماعية تم توثيق عنف شرطي إسرائيلي ضد سكان البلدة القديمة بالقدس، وشارك في المواجهات
مئات الفلسطينيين والعشرات من قوات الشرطة، وأصيب عدة أشخاص"، موضحة أن
"إغلاق ساحة باب العامود اعتبر إهانة من قبل إسرائيل، وذلك بالمس بتقاليد شهر
رمضان".
وتابعت الصحيفة: "صراعات
الحرم كالعادة تصب الزيت على النار، ففي الأسبوع الماضي قامت الشرطة الإسرائيلية بقطع
كوابل مكبرات الصوت في المسجد الأقصى، سبق ذلك إلغاء زيارة للأمير حسين الأردني للحرم
بسبب خلافات مع تل أبيب، إضافة للقيود على المصلين".
ولفتت "هآرتس" إلى
أن "أحداث القدس تضاف إلى أحداث وقعت في يافا في الأيام الأخيرة، حيث شهدت المدينة
مواجهات عنيفة بين السكان العرب وقوات الشرطة الإسرائيلية".
البحث عن ذريعة
وفي خلفية تلك الأحداث،
"يستمر الشرك السياسي الذي تشكل أمام السلطة الفلسطينية، والذي كله من صنع يد
رئيسها محمود عباس، الذي فاجأ إسرائيل وربما نفسه، عندما قرر الذهاب لإجراء انتخابات
عامة".
ونوهت إلى أن "حماس تتعاون
مع عباس في ذلك، وكان في فتح في البداية تأييد واسع لهذا القرار؛ سواء على خلفية الحاجة
للشرعية لمواصلة حكمه، أو لأن عددا من الشخصيات الرفيعة الخاضعة له تعتقد أن الانتخابات
ستساعدها في ترسيخ مكانتها قبل الصراع على وراثة عباس ابن الـ85 عاما".
ورغم مراسيم عباس الخاصة بالانتخابات،
إلا أنه بحسب الصحيفة "في هذه الأثناء يزداد الخوف في قيادة السلطة من نتائج الانتخابات،
وإلى جانبه الصعوبة في كبح لاعبين مثل الأسير مروان البرغوثي"، منوهة إلى أنه
"تم تحذير عباس عدة مرات من قبل محدثيه الإسرائيليين؛ من أن المراهنة على الانتخابات
يمكن أن تنتهي بهزيمة ترفع حماس إلى السلطة في الضفة، وحينها ستجد فتح صعوبة في النهوض".
وأفادت بأن "شخصيات كبيرة
في السلطة تتلمس إمكانية قيام إسرائيل بإنقاذهم من هذا الشرك؛ والفكرة التي تم طرحها
كانت تتعلق بتضخيم الأزمة حول تصويت سكان القدس، حيث ستجد حكومة إسرائيلية يمينية صعوبة
في الموافقة على وضع صناديق اقتراع للسلطة في شرق المدينة؛ رغم أن هذا الأمر حدث في
السابق".
اقرأ أيضا: استطلاع يظهر تفوق البرغوثي على عباس في انتخابات الرئاسة
وأكدت "هآرتس" أن
"رفض إسرائيل يمكن أن يوفر لعباس ذريعة لتأجيل الانتخابات، بحجة أن تل أبيب لا
تمكنه من إجراء عملية ديمقراطية نظيفة، وهو لا يمكنه التخلي عن أبناء شعبه في القدس،
ولكن في هذه الأثناء إسرائيل لا ترسل لعباس رسائل واضحة حول ذلك".
وتابعت: "في قنوات غير
رسمية تم التوضيح، أنه إزاء الوضع السياسي في الجانب الإسرائيلي والذي يثير الشفقة،
لن يكون بالإمكان إعطاء إجابة متفق عليها حول شرق القدس في الوقت القريب، والكرة بقيت
في الملعب الفلسطيني قبل نحو شهر من الموعد المخطط لإجراء انتخابات المجلس التشريعي،
بتاريخ في 22 أيار/ مايو 2021".
ونبهت إلى أن "إسرائيليين على
اتصال مع المقاطعة في رام الله، تولد لديهم الانطباع بأن القرار سيتم اتخاذه، وعباس
بحسب قولهم، استوعب بشكل متأخر حجم المعضلة، وهو الآن يبحث عن سلم من أجل النزول عن
الشجرة، وقيادة السلطة قلقة بشكل خاص من قائمة المرشحين الجذابة التي بلورتها حماس،
في الوقت الذي فيه فتح متنازعة ومنقسمة".
وقدرت أنه "في هذه الظروف،
تزداد حسب رأيهم الاحتمالات لإعلان قريب لعباس عن تأجيل الانتخابات، حتى بدون ذريعة
إسرائيلية، وكلما تأخر الإعلان حتى موعد قريب من موعد الانتخابات، فإنه يمكن أن يستقبل بصورة
أكثر هياجا في المناطق".
وتابعت: "هناك شك كبير؛
هل هذه المناورات تشغل الشباب الفلسطينيين الذين يخوضون مواجهات مع قوات الشرطة الإسرائيلية
في باب العامود".
وأكدت أن "عدم الوضوح حول
الانتخابات في السلطة، يضيف المزيد من الكبريت على النار المشتعلة في القدس، والتي
يمكن أن توفر ذرائع أخرى للمواجهات في الأيام القريبة القادمة، وإزاء الحساسية السياسية
في الجانب الإسرائيلي، لن يكون من المفاجئ اكتشاف أن الأحداث العنيفة في المدينة، مجندة
لخدمة مناورات نتنياهو من أجل البقاء، الذي يحتاج لدعم أحزاب يمين أخرى في محاولة للتمسك
بالحكم".
جيش الاحتلال يتأهب لخيار إلغاء الانتخابات الفلسطينية
تقدير إسرائيلي بانفجار الوضع في يافا بسبب سياسات الاحتلال
الاحتلال يخطط للبناء في مستوطنة "أبو غنيم" بالقدس