أعلنت وزارة الداخلية في قطاع غزة، الجمعة، انتهاء التحقيق في شكوى قدمتها صحفية، قالت فيها إنها تعرضت للاعتداء من عناصر أمنية وسط قطاع غزة.
وقررت الوزارة التي تشرف عليها حركة حماس في قطاع غزة، حبس عنصر الأمن الذي قام بالاعتداء على الصحفية، والاعتذار لها.
وكانت الصحفية رواء أبو مرشد، قالت إنها تعرضت للضرب من أحد العناصر الأمنية أثناء تواجدها في منطقة حدودية شرق قطاع غزة.
وقالت وزارة الداخلية، إنها استمعت لإفادة المشتكية وإفادات شاب وفتاة آخريْن كانا بصحبتها، بالإضافة لإفادة عنصرين من قوة "حماة الثغور" التابع للمقاومة، اللذين كانا مناوبيْن وقت الحدث.
يشار إلى أن "حماة الثغور" هم عناصر يتبعون لكتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، ومهمتهم متابعة الحدود مع قطاع غزة.
ولفتت الداخلية، إلى أن تحقيقاتها خلصت إلى أن الصحفية "مرشد" ومن معها تواجدوا في المنطقة المذكورة بغرض التصوير الشخصي، ولم تكن في مهمة عمل رسمية، كما لم تقم بالتنسيق والإشعار لدخول المنطقة كونها منطقة حدودية، خاصة مع تزامن وجودها في ظل تصعيد عسكري إسرائيلي يوم الأحد الماضي.
وأضافت أن "مرشد" لم تبرز أي بطاقة تثبت عملها الصحفي أو أنها في مهمة رسمية عندما طلب منها عناصر "حماة الثغور" ذلك، فيما أبرزت بطاقة الهوية الشخصية فيما بعد.
وتابعت أنه وقع جدال بين "مرشد" وأحد عناصر "حماة الثغور" الذي "خالف بموجبه التعليمات في التعامل مع المواطنين، وقام بضرب المواطنة "مرشد" بغصن شجرة، ثم قام زميله باستدراك الأمر وسمح لهم بمغادرة المكان".
وقررت وزارة الداخلية، إيقاع عقوبة الحبس على عنصر "حماة الثغور"، الذي اعتدى على المواطنة "رواء مرشد"، وتقديم الاعتذار للصحفية.
وأكدت الوزارة على جميع الصحفيين بضرورة اتباع إجراءات التنسيق المتعارف عليها قبل دخول المناطق الحدودية، مع اصطحاب البطاقات التعريفية.
الصحفية رواء مرشد كتبت قبل أيام على صفحتها في "فيسبوك"، أنها كانت مع زميلتها المصورة وشاب آخر وطفلة بعمر ٦ سنوات في جلسة تصوير في أحد المزارع في منطقة جحر الديك.
وأضافت: "أثناء عملنا جاء اثنان من رجال الضبط الميداني بلباس عسكري حاملين أسلحة، وبدأوا باستجوابنا عمن نكون، وقاموا بسؤالنا إن كنا نعلم أن هذه الأرض أمنية، فقمنا بالرد بكل احترام بأننا لا نعلم كون أن زميلتي جاءت الأسبوع الماضي وأتمّت جولة تصوير دون أي استجواب من قِبل أحد وكوننا حصلنا على موافقة التصوير من صاحب الأرض، وإن كانت هذه الأرض حدودية فسنغادر على الفور".
وتابعت: "قاموا بطلب بطاقاتنا التعريفية وأثناء تعريفي عن نفسي كصحفية بدأ النقاش يذهب باتجاه شكلي وعدم ارتدائي الحجاب، أي أن الشخص كان يحاول إسكاتي بأسلوب أبعد ما يكون عن الأدب كلما حاولت التعريف عن نفسي، وظل يوجه لي جملا من نوع أنني مرتدة ولا أنتمي لهم ولا يحق لي الكلام ولا يشرفه مناقشتي وعليّ أن أخرس".
وأشارت إلى أن أحد العناصر الأمنية قام بإكمال توجيه الحديث لها "بلغة غير محترمة"، مضيفة: "فقمت بالرد عليه بالحرف الواحد: انت بتحكي معي؟ فما كان منه إلا أن أمسك جذع شجرة وقام بضربي عدة ضربات على جسمي".
وأثارت قصة الاعتداء على الصحفية "مرشد" جدلا على مواقع التواصل الاجتماعي، بسبب حديث عنصر الأمن معها بشأن الحجاب والاعتداء عليها.
وأصدرت نقابة الصحفيين بيانا، استنكرت فيه ما وصفته بـ"الاعتداء الهمجي وغير المقبول" على الصحفية.
وأشارت إلى أنها "ستتواصل مع كافة المنظمات الحقوقية من أجل محاسبة منفذ هذا الاعتداء قانونيا ونقابيا، وستتابع الإجراءات التي ستتخذها حركة حماس بهذه الجريمة النكراء بحق الصحفية مرشد".