لا يزال العلماء يحاولون الوصول إلى السبب
وراء حدوث
جلطات دموية نادرة، لبعض الأشخاص الذين حصلوا على بعض
لقاحات كورونا
وخاصة لقاح أسترازينيكا. لكن بعضهم توصل إلى سبب قد يكون وراء ما يحدث.
وقال إريك فان جورب،
الأستاذ في جامعة إيراسموس في هولندا، لصحيفة وول ستريت جورنال: "فهم السبب
هو الأكثر أهمية بالنسبة للجيل القادم من اللقاحات، لأن فيروس كورونا سيبقى معنا
ومن المرجح أن يصبح التطعيم موسميًا".
يعتقد أندرياس
غريناشر، خبير الدم وفريقه في جامعة غرايفسفالد الألمانية، أن ما يسمى بلقاحات
ناقلات الفيروس مثل أسترازينكيا وجونسون، التي تستخدم الفيروسات الحية الضعيفة مثل
الفيروس المسبب للبرد أو الفيروسات الغدية لنقل المادة الوراثية لفيروس كورونا
لخلايا الإنسان لتكوين مناعة ضد الفيروس تحاربه إذا أصاب الإنسان، يمكن أن تسبب
مناعة ذاتية تؤدي إلى تجلط الدم.
وأرجع غريناشر هذا
السبب إلى وجود ربط بين بروتينات شاردة في الجسم المصاب بالجلطات وبعض المواد
الحافظة في اللقاح.
وفحص الفريق الألماني
أكثر من 1000 بروتين في لقاح أسترازينيكا، بالإضافة إلى مادة حافظة تُعرف باسم حمض
"الإيثيلين ديامين تترا اسيتيك" أو "EDTA"، وهي مادة شائعة في الأدوية والمنتجات الأخرى، تساعد تلك
البروتينات على الانتشار في مجرى الدم، وهي التي تتفاعل مع الصفائح الدموية أو "PF4" مكونة مركبات
تنشط إنتاج الأجسام المضادة.
ويمكن لبعض الأعراض
الجانبية الناجمة عن اللقاحات، جنبًا إلى جنب مع مركبات PF4، أن تخدع الجهاز
المناعي للاعتقاد بأن الجسم قد أصيب بالبكتيريا، مما يؤدي إلى إطلاق أجسام
مضادة تخرج عن نطاق السيطرة وتتسبب في
التجلط والنزيف.
وقال البروفيسور جون
كيلتون من جامعة ماكماستر في كندا، الذي تدير مجموعته مختبرًا مرجعيًا في كندا
لفحص المرضى الذين يعانون من أعراض تخثر الدم بعد التطعيم، إن المختبر كرر بعضًا
من أبحاث البروفيسور غريناشر وأكد النتائج التي توصل إليها.
يُعرف نوع الجلطات،
التي يسببها اللقاح، باسم قلة الصفيحات التخثرية المناعية أو "VITT".
كما يعتقد بعض العلماء
أن الفيروسات الغدية نفسها يمكن أن تلعب دورًا في إثارة الحالة لأنها مرتبطة بتخثر
الدم. يتكهن آخرون أن الأشخاص المصابين يمكن أن يكون لديهم استعداد وراثي، أو أن
أجهزتهم المناعية قد طورت سابقًا الجسم المضاد المسبب للمشاكل.
بينما اقترح فان جورب،
نظرية أخرى هي أن الأعراض القصيرة ولكن القوية التي تشبه أعراض الانفلونزا التي
أبلغ عنها العديد من المتلقين بعد أخذ الحقنة تسبب أيضًا التهابًا يمكن أن يؤدي
إلى تفاعلات المناعة الذاتية أو تفاقمها مما يؤدي إلى تجلط الدم.
يحدث التجلط بين واحد
من كل 28 ألفا – 100 ألف، وفقًا لبيانات
أوروبية، وهو نادر للغاية وسط مئات الملايين من الجرعات التي تم إعطاؤها حتى الآن.
ويتعافى معظم الأشخاص الذين أصيبوا بهذه الجلطات، لكن ما بين الخمس والثلث ماتوا،
وقد يعاني آخرون من عواقب دائمة.
وتشير البيانات
الواردة من المنظمين الأمريكيين والأوروبيين حتى الآن إلى أن الفتيات يتأثرن بشكل
أساسي بهذه الحالة. لكن العديد من العلماء، بما في ذلك سابين إيشينغر، أخصائية
أمراض الدم النمساوية، لا يعتقدون ذلك. وقال إنه لا يوجد ما يشير إلى أن تناول
حبوب منع الحمل أو وجود تاريخ من الأمراض المماثلة يعرض متلقي اللقاح لخطر أكبر.
وقال البروفيسور
غريناشر: "فيروس كورونا أخطر بكثير من هذه الحالة النادرة للغاية".