قضايا وآراء

أكذوبة الثنائيات (إسرائيل وحماس.. العسكر والإخوان)

1300x600
ذات العقلية ونهج الإدارة وتصدير الأزمات وإضاعة الحقوق وشغل الرأي العام وإلهائه عن القضية الأساسية، هناك قضية الأرض المحتلة وحق المقاومة والتحرر، والقضية الأساسية هنا قضية الاستبداد والفساد والقمع وحق المناضلة وانتزاع الحريات.. هناك اختزال المشهد في أكذوبة ثنائية إسرائيل وحماس، وهنا اختزال المشهد في أكذوبة ثنائية العسكر والإخوان.

لذلك من الطبيعي أن تجد نظم العسكر وكلاء لنظم الاحتلال، لأن كليهما يقوم على نفس النهح ويفكر بنفس الطريقة ويحكم بنفس الفكر ويقوم بنفس الممارسات.

كلاهما يمارس التهجير القسري، في الأرض المحتلة وفي سيناء، والتطهير العرقي على خلفية سياسية أو فكرية أو قومية، والقتل بدم بارد، والخطف القسري، والاعتقال والتعذيب وإهدار القوانين والمواثيق الدولية، وهكذا.

وكلاهما يكره الحقيقة ويخاف الكلمة والصورة، فينتهك حقوق الصحافة والإعلام، ويححب الصحف والمواقع والصفحات، ويعتقل الصحافيين بل ويقتلهم.

وكلاهما يصدر الأزمات ويروج الشائعات ويضلل المجتمعات، أيضا يبحث عن شماعات الفشل هروبا من المسؤولية القانونية والأخلاقية والإنسانية. كل إخفاق وفشل يكون سببه الإرهاب أو المقاومة أو الإخوان أو الشعب نفسه (الزيادة السكانية التي تلتهم التنمية).

وكلاهما يوهم بأن هناك طرفا آخر مصدر الشر والعنف والإرهاب وغياب الأمن، وفي نفس الوقت يمارسان كل ألوان القمع والعنف والكراهية ضد جميع الأطراف، وحتى الذين معهم نالوا نصيبهم من البؤس.

وكلاهما يمثل كيانات حاجزة وقواعد قمع وعنف ناجزة.. فصهاينة اليهود كيان حاجز بين المنطقة العربية والغرب، وقاعدة عسكرية ناجزة لتأديب الجيوش العربية حتى لا تتمرد على أهداف المشروع الغربي.. ونظم العسكر كيانات حاجزة بين الشعوب وحقوقها من طرف، وبين الشعوب والصهاينة من طرف آخر.

والطبيعي أن كليهما يدعمه المجتمع الدولي.. يدعم الاحتلال والاستبداد لأنهما أدوات مصالحه في المنطقة وداخل الدول وعلى منصات الحكم.

أيضاً كلاهما يعاني نفس التحديات، ومنها:

- افتقاد الشرعية، فلا شرعية لمحتل غاصب ولا شرعية لمنقلب فاسد.

- غضبة الشعب في الداخل الفلسطيني والمدن العربية المحتلة، وهي غضبة غابت قرابة ستة عقود، وغضبة شعب ثورة يناير، وكلاهما يغلي وينتظر لحظة الحسم وقد بدأت من فلسطين.

- الحكم بالحديد والنار، وهو نمط حكم قصير الأمد والنفس، مضرب العقل والممارسات، لا يشعر بالأمان ولن يشعر، ويخوّن كل من حوله بل ويتخلص منهم.

- التفريط في ما لا يملك لمن لا يستحق، فالصهاينة ينهبون ثروات وموارد الشعب الفلسطيني ومقدساته، والعسكر يفرطون في الأرض والنهر والبحر والثروات، ويوردون الوطن قاع بئر الديون.

الخلاصة:

- المشكلة هناك، هي الاحتلال وتوابعه، من جرائم ضد الإنسانية والتطهير العرقي والعنصرية وجرائم الحرب من القتل والتهجير القسري، والحل هي المقاومة التي تقرها كل المواثيق الدولية الحقوق الإنسانية والشرائع السماوية.

- المشكلة هنا هي الاستبداد والفساد والقمع، وتداعياته القائمة والقادمة، والحل هو استمرار النضال السلمي لاستعادة المسار الديمقراطي المعبر عن إرادة الشعب وحقوقه وكرامته.

وختاما.. استدعاء ثنائيات إسرائيل وحماس، وكذلك العسكر والإخوان، هو بمثابة سحب الرأي العام للأجزاء والتفاصيل، بعيدا عن صلب الموضوع والقضايا الأساسية في الاحتلال والاستبداد وحقوق المقاومة لاسترداد الأرض والنضال لاسترداد الإرادة.