دعت وسائل إعلام عبرية، حكومة الاحتلال الإسرائيلي إلى وقف العدوان على غزة، مشيرة إلى أنه لا جدوى منه.
"هآرتس"
أوضحت صحيفة "هآرتس" في افتتاحيتها اليوم بعنوان: "كفى"، أن "الحياة في إسرائيل تشوشت بشكل مطلق، والكثير من الجمهور الإسرائيلي يعيش في قلق دائم".
وذكرت أنه "في الوقت الذي تتراكم فيه الجثث ومعها جزر الخرائب وموجات الدمار لعدد لا يحصى من الأبراج، المنازل، الشقق، المكاتب والبنى التحتية المدنية في غزة، تتواصل الحملة بلا عراقيل، بينما بات واضحا منذ بضعة أيام أنها لم تعد تؤدي لأي مكان، غير زرع المزيد من القتل والدمار في غزة وإسرائيل".
ونوهت أن الحكومة الإسرائيلية بزعامة المتهم بالفساد بنيامين نتنياهو، تواصل العدوان على غزة "كي تبهر جمهورها بقدرات الجيش والمخابرات، الذين يقاتلون ضد جسم عسكري أدنى منه بلا قياس"، مؤكدة أنه "لا منفعة لإسرائيل من هذه الحملة، وستزرع المزيد من التطلع للثأر".
وشددت الصحيفة على ضرورة الإسراع في وقف العدوان على غزة "فورا"، لأنه "لا يساهم في شيء لإسرائيل، فهذه حرب أخرى، كان بالإمكان تفاديها"، منبهة أن "الهجمات الإسرائيلية على غزة عديمة الجدوى".
وفي مقال له بـ"هآرتس"، أكد الكاتب ألوف بن، أن العدوان على غزة "كشف عدة إخفاقات في استعداد الجيش وأدائه وفي قيادة حكومة مشوشة وعاجزة، بدلا من تبديد الوقت على ملاحقة "صورة الانتصار" مع التسبب بقتل ودمار في غزة وتشويش الحياة في إسرائيل".
وأكد أن "هذه العملية ضد غزة، هي الأكثر فشلا والزائدة في تاريخ إسرائيل"، مضيفا: "نحن شهود على فشل عسكري وسياسي خطير، كشف عيوبا في استعداد الجيش وأدائه، وفي قيادة حكومة مشوشة وعاجزة".
ورأى أنه "يجب على نتنياهو الموافقة على وقف فوري لإطلاق النار، وكلنا أمل أن يتم استيعاب الفشل بسرعة"، موضحا أن هناك العديد من "المشكلات الرئيسية التي تبينت في الاستعداد للحرب وإدارتها منها؛ إسرائيل تفاجأت تماما من مبادرة حماس وقدرتها القتالية، كما أن إسرائيل اعتبرت غزة ساحة ثانوية، يجب استيعابها عبر الوسائل الاقتصادية".
ونوه ألوف بن، أنه "لا أحد من "جهات التقدير" حذر من أن حماس تستطيع بجهود قليلة التخلص من القفص الذي دفعتها إسرائيل لداخله، والوقوف على رأس النضال الفلسطيني كحامية للمسجد الأقصى"، موضحا أنه "في ظل فشل الاستخبارات الاستراتيجي، من خلال الاستخفاف بنوايا حماس وقدرتها، تطور أيضا الفشل الاستخباري التكتيكي، والجيش لم يجمع ما يكفي من الأهداف النوعية في غزة".
وذكر أن "كل طبقات التجميل التي تنتهجها الحكومة، لا يمكنها إخفاء الحقيقة؛ وهي أنه لا يوجد للجيش الإسرائيلي أي فكرة عن كيفية التسبب بشلل جيش حماس وإخراجه عن توازنه"، منوها أن "القلق العام في إسرائيل، يتركز حول انهيار الحياة المشتركة فيها".
ومن بين إخفاقات الاحتلال، أن "القوات البرية للجيش، تدهورت لدور هامشي يتمثل بكونها قوة تضليل، مهمتها التشويش على العدو وإغرائه بالدخول لشرك الهجوم الجوي، وحتى في هذا لم تنجح".
ولفت إلى أن "القبة الحديدية، وجدت صعوبة في الصمود أمام رشقات مركزة من الصواريخ"، مؤكدا أن "عسقلان تحولت لمدينة أشباح، والمنازل التي لا توجد لها حماية تمت مغادرتها".
إبادة عائلات
وفي مقال آخر في "هآرتس" للكاتبة الإسرائيلية عميره هاس بعنوان "الجيش يعتبر البيوت السكنية أهدافا عسكرية"، أكدت أن جيش الاحتلال "أباد" العديد من العائلات الفلسطينية في غزة دون إنذار، موضحة أن "إبادة عائلات كاملة في القصف الإسرائيلي، كانت صفة من صفات عداون 2014".
ونبهت أن زيادة عدد العائلات التي يتم إبادتها بسبب الهجمات الإسرائيلية، "يدل على أن الأمر لا يتعلق بأخطاء، بل بقرار من أعلى، مدعوم من قبل رجال قانون عسكريين"، مؤكدة أن "إسرائيل على علم بعدد الأطفال والنساء والشيوخ في كل بيت قام الجيش الإسرائيلي بقصفه لسبب ما".
"يديعوت"
أكد رئيس معهد السياسة والاستراتيجية في المركز متعدد المجالات في هرتسيليا، الجنرال عاموس جلعاد في مقال بصحيفة "يديعوت أحرنوت"، أن الأداء الإسرائيلي خلال عدوان 2021 على غزة والذي أطلق عليه الاحتلال حملة "حارس الأسوار" في "المستوى السياسي – الاستراتيجي تجاه حماس، واضح أنه باء بالفشل، وهذا يستوجب إعادة احتساب المسار".
ولفت إلى أن "حماس لديها رؤية واستراتيجية واضحتان، وهي تسجل في نهاية المواجهة الحالية امتيازات هامة حلمت بها وهي؛ وضع القدس في مركز الاهتمام الدولي والفلسطيني، اتخاذ صورة من يحمي الإسلام، المواجهات في الداخل، تقويض إضافي لمكانة السلطة الفلسطينية، وهجمات واسعة النطاق بالصواريخ على إسرائيل رغم ضرباتنا العسكرية".
وأضاف: "كل هذا يغذي الإحساس في أوساط قيادة حماس، أن طريقهم الاستراتيجي والتاريخي هو الصحي، وأنه رغم الضربات العسكرية، عليهم أن يواصلوا هذا المسار"، مؤكدا أن "حماس ستعمل كل ما تستطيع كي تحقق رؤيتها، باعتمادها على صورة نجاحها قبل المواجهة وخلالها".
وفي ظل هذا الواقع، شدد الجنرال على أهمية العمل على "القضاء على حماس كعدو، تدريجيا أو بسرعة"، منوها أن "الدول العربية (الأنظمة) ستخاف على استقرارها، إذا ما عادت المسألة الفلسطينية لمركز جدول الأعمال الإقليمي، علما بأن التعاون الأمني الخفي سيستمر، والتطبيع سيبتعد".
وفي نهاية مقاله، قال جلعاد: "مطلوب استخلاص الدروس وتقويم جديد للوضع على أساس الإخفاقات في المستوى الاستراتيجي، لغرض تعزيز مكانة وقدرات إسرائيل للتصدي لجملة التهديدات الواسعة التي تنتظرنا في الأفق".
اقرأ أيضا: 10 أيام على العدوان.. "الفشل" يطارد الاحتلال بغزة رغم جرائمه
تعليمات لجنود الاحتلال خوفا من المقاومة.. "إنجاز لحماس"
هل تضطر إسرائيل لوقف أحادي لإطلاق النار.. كيف ستبرر ذلك؟
كاتب إسرائيلي: حماس قادت مواجهة القدس وغزة باقتدار