يلجأ الاحتلال الإسرائيلي حينما يعجز عن اعتقال أو اغتيال أحد الفلسطينيين، إلى وحدات المستعربين التي تعمل بلباس عربي للتمويه والتخفي، وهي عصابات إسرائيلية وقوات خاصة بدأت فكرتها في الثلاثينيات، عندما قامت عصابة "الهاغاناه" بتشكيل فريق من أعضائها للقيام بمهام استخباراتية وتصفيات ضد الفلسطينيين.
وتتركز مهام وحدات
المستعربين في الآونة الأخيرة، في مدن الضفة الغربية المحتلة والقدس، وأحدث مهامها
اعتقال القيادي البارز في حركة حماس جمال الطويل، الليلة الماضية، من أمام منزله
بمدينة البيرة.
ويمتلك عناصر وحدات
المستعربين تدريبا وتأهيلا عاليا لتنفيذ مهامهم، إلى جانب لغتهم العربية القوية،
ومعرفتهم بالقرى والأحياء الفلسطينية بشكل جيد.
وينتشرون بشكل لافت بين
المتظاهرين الفلسطينيين دون أن يشعر بهم أحد بسبب وسائل التخفي التي يعتمدونها،
ويساعدون جنود الاحتلال في فض المظاهرات وقمع الشبان، وحتى اعتقالهم أو قتلهم.
ورغم أن المستعربين يخضعون
لتدريب كبير، إلا أنهم يواجهون لحظات دقيقة، وربما يرتكبون بعض الأخطاء، التي يمكن
من خلالها الكشف عن هويتهم.
اقرأ أيضا: مستعربون يختطفون القيادي بحماس جمال الطويل من منزله
وفي تقرير سابق نشرته صحيفة
"ميكور ريشون" العبرية، نقلت عن قائد وحدة المستعربين، لم تكشف اسمه، أن
"أفراد الوحدة يخرجون في صباح اليوم المحدد إلى المكان الذي توجد فيه المظاهرات،
يرتدون الكوفية الفلسطينية على أعناقهم، ويحملون أعلام فلسطين، وفي بناطيلهم يضعون
المسدسات، لكنهم أحيانا يواجهون مشكلة أمنية مرتبطة برغبة المتظاهرين التعرف على بعضهم
البعض، في ظل أن جميع المتظاهرين يعرفون أسماء عائلاتهم".
وتابع: "تبدأ مهمة المستعربين
حين يتقدمهم أصحاب الخبرة الطويلة، فيما العناصر الجديدة تكون في الخلف، خشية انكشاف
أمرهم، ثم ينتشرون بين صفوف المتظاهرين، ويسلطون الضوء على العناصر المركزيين منهم،
وفي لحظات معدودة يتم الاتصال بين المستعربين وقوات الجيش لاقتحام المظاهرة، حيث يضعون
أيديهم على المتظاهرين الخطرين، ويسلمونهم لقوات الجيش".
وأوضح أن وحدة المستعربين أحيت
قبل أسابيع مرور 25 عاما على تأسيسها، وهي مناسبة للقول إنها تعمل في أجواء متوترة
قابلة للانفجار في أي لحظة، فجأة يمكن لحدث صغير أن يشعل المنطقة التي يعملون فيها،
لا سيما في مدينة القدس.
وقال إن كلمة المستعربين جاءت
من اللغة العربية التي تعني أن إنسانا غير عربي يريد الانخراط بين العرب، حيث يتدرب
أفرادها على معرفة الطبوغرافيا الميدانية للمنطقة الفلسطينية التي يعملون فيها، ولهجات
الكلام المتداولة، وأسماء العائلات المشهورة، ما ينفعهم حين يدخلون بلدة فلسطينية ما،
سواء لجمع المعلومات الأمنية الاستخبارية، أو لتنفيذ اعتقال بحق أحد المطلوبين، وأحيانا
الاغتيالات.
وأشار إلى أن وحدات المستعربين
عملت خلال 2016 ضد 780 هدفا فلسطينيا، لتنفيذ تلك المهام السابقة، ويوميا ينفذون مهمة
أو اثنتين، تتضمن ملاحقة الفلسطينيين الذين يلقون الحجارة والزجاجات الحارقة على سيارات
المستوطنين، ومنظمي التظاهرات، ومصادرة الوسائل القتالية، وكل ذلك بالتنسيق بين الشرطة
والجيش وجهاز الأمن العام الشاباك.
كاميرا بمواجهة البندقية.. هكذا وثّق المقدسيون جرائم الاحتلال
أوقاف القدس لـ"عربي21": الاعتداء على الأقصى مبيت وخطير
عز الدين.. طفل فلسطيني من الخليل فقد عينه برصاص الاحتلال