أكد خبير إسرائيلي بارز، أنه لا مصلحة للكيان الإسرائيلي في تجديد المواجهة العسكرية مع المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، منوها إلى أن "مسيرة الإعلام" من شأنها أن تشعل نارا كبيرة وزائدة سيصعب على تل أبيب شرحها للعالم.
وقال يوآف ليمور في مقاله بصحيفة "إسرائيل اليوم": "أربعة أسابيع مرت منذ اليوم الذي أطلقت فيه حماس الصواريخ نحو القدس، ويخيل لنا أننا على شفا تصعيد متجدد في قطاع غزة، والمتفجرات كلها متناثرة منذ الآن، وهي ظاهرة لعيان الجميع، ولا يجتهد أحد لإخفائها كما في الجولات السابقة".
وذكر أن قائد حركة حماس في غزة يحيى السنوار، "حذر من أنه سيعود ليدافع عن الأقصى، وهو تلميح برد محتمل على "مسيرة الأعلام" المخطط لها الخميس المقبل".
ونوه إلى أنه "بضغط من رئيس الأركان ورئيس الشاباك، فقد غير في حينه مسار المسيرة بحيث لا تمر من باب العامود، ولكنه انطلق على الدرب وتوقفت بسبب الصواريخ، واليوم يعتقد الرجلان (ومعهما وزير الحرب) بأن إقرار المسيرة في هذا الوقت، هو خطأ جسيم بسبب احتمال التفجر".
ورأى ليمور، أنه "يجب إجراء بحث في جوهر السيادة الإسرائيلية في القدس؛ ما معنى هذه السيادة، إذا كان محظورا السير في شوارع المدينة بحرية والاحتفال بتوحيدها، ولكن يمكن ويجب إجراء بحث في الشكل المناسب، بما في ذلك في سياق الموعد والتوقيت أيضا".
وأضاف: "رؤساء جهاز الأمن يعتقدون أن مسيرة في هذا الوقت؛ على خلفية الحملة التي انتهت لتوها والوضع السياسي المشحون على أي حال في إسرائيل، من شأنها أن تشعل نارا كبيرة وزائدة سيصعب جدا على إسرائيل أن تشرحها في العالم".
اقرأ أيضا: لماذا أفرجت "القسام" عن تسجيل لجندي إسرائيلي أسير لديها؟
ورأى أن "الأسوأ، أن حماس يبدو أنها غير مردوعة، فالعكس هو الصحيح؛ السنوار خرج معززا، ويشعر كمن انتصر في المعركة، وخطاباته الأخيرة امتلأت بالحماسة، وفي شعبة الاستخبارات يوجد منذ الآن من يدعي بأن السنوار يشعر ويتصرف وكأنه صلاح الدين".
وأكد الخبير، أنه "ليس لإسرائيل مصلحة في العودة إلى القتال في غزة، ليس بسبب الثمن بل لأجل الهدف، ففي غياب قرار للدخول إلى غزة، فإن استمرار المعركة بذات الطرق سيكون مزيدا من الأمر ذاته، صحيح أن رئيس الأركان وجه تعليماته لقيادة المنطقة الجنوبية لأن تكون في جاهزية "لعدة أيام قتالية أخرى"، ولكن مشكوك أن يحققوا ما لم يتحقق في حملة حارس الأسوار".
وبين ليمور أنه "إذا كانت إسرائيل تريد تغيير المعادلة، فعليها أن تتصرف مثلما في فيلم "حملة الجدة"؛ أن تبدأ بأقوى ما عندها، وبعدها تزيد، وأن تجد فرصة لتصفية القيادة العسكرية –السياسية لحماس (وبالأساس السنوار والضيف)، ومن هناك تواصل المعركة، وكبديل، عليها أن تسرع المحادثات التي تجرى بوساطة مصرية، لأجل الوصول إلى تفاهمات تضمن الهدوء لفترة طويلة المدى".
وتابع: "أما استمرار الوضع القائم، حيث يعتمد الطرفان على وقف نار هش، عديم الشروط والتوافقات، فهو خطير ومتقلب، وحماس تطلب المال وتوافقات في القدس، أما إسرائيل فهي غير معنية بأن تعطيها الأمرين، ولكنها أيضا غير معنية بالعودة لتنقيط الصواريخ الذي من شأنه أن يؤدي إلى استئناف القتال".
ولفت الخبير، إلى أن "هذا الوضع يلزم تل أبيب بأن تتصرف الآن برباطة جأش، وأن تحدد أهدافا ومرامي، وتقرر ما هو الحرج (الربط بين المال والتوافقات)، وما هو الأقل (مسيرة الأعلام)، وفي حال امتنعت عن عمل ذلك فمن شأنها أن تعلق في دوامة خطيرة، ولمن يحتاج للتذكير، فإن غزة ليست وحدها على جدول الأعمال؛ الجولة السابقة أشعلت النار أيضا في الضفة، وفي الشمال وفي الداخل الإسرائيلي، وهذا هو السيناريو الذي يجب الاستعداد له الآن".
يديعوت: حرب الشمال هي السيناريو الأخطر.. يجب القيام بهذا
إسرائيليون: حرب الجبهة الداخلية أخطر من أي تهديد خارجي
تقديرات إسرائيلية: توجه بوقف جبهة غزة للتفرغ لانتفاضة 48