مقالات مختارة

بدون أوهام

1300x600

لا يوجد طرف فلسطيني، سواء من مناطق 48، أو من مناطق 67، أو من المنافي والشتات، يتوهم أن فريق حكومة المستعمرة المقبلة، حكومة يائير لبيد ونفتالي بينيت، حكومة ائتلاف الأحزاب الثمانية، ستكون حكومة معتدلة واقعية تقبل بأي استجابة لحقوق الشعب الفلسطيني الثلاثة :1-المساواة في مناطق 48، 2-الاستقلال لمناطق 67، 3-العودة للاجئين، بل سيبقى الائتلاف مسكوناً برأي الأغلبية من الأحزاب الخمسة اليمينية المتطرفة : 1-يوجد مستقبل، 2-ازرق ابيض، 3-يمينا، 4-إسرائيل بيتنا، 5-أمل جديد، متمسكة بـ : 1-القدس الموحدة عاصمة للمستعمرة، 2- وان الضفة الفلسطينية هي يهودا والسامرة، 3- مواصلة الاستيطان.


وتبقى الأحزاب الثلاثة المتبقية متحفظة بدون تهديد لفك التحالف.


ولذلك من المستبعد تحقيق اختراق سياسي على جبهة العلاقة مع ما هو قائم في مناطق 67، والاحتمال الوارد هو إدارة التعامل مع رام الله ومحيطها تحت عنوان التنسيق الأمني المذل، ومواصلة التهدئة الأمنية مع غزة وتسهيلات محتملة بدون الإخلال بشروط التهدئة المفروضة، طالما أن الانقسام باق، وكلاهما رام الله وغزة اسيرتا التنسيق والتهدئة.


التحول الجوهري المحتمل هو التغيير الذي سيقع داخل مؤسسات صنع القرار لدى المستعمرة انعكاساً بخروج الأحزاب الدينية المتزمتة: 1-شاس،2-يهدوت هتوراة، 3-الصهيونية الدينية، ودخول البديل عنها الأحزاب الثلاثة المعتدلة : 1-العمل، 2-ميرتس، 3-الحركة الإسلامية.


هذا التحول كما وصفه ناحوم بريناع في مقالته في يديعوت احرونوت يوم 9/6/2021، تحت عنوان «نوبة هلع للحريديم» نقلاً عن لسان الحاخام أريه درعي رئيس حركة شاس بقوله إنها «نهاية الدولة اليهودية»، وتأكيداً لذلك، كما جاء في افتتاحية هآرتس يوم 7/6/2021، تحت عنوان «يواصلون التحريض حتى آخر لحظة» نقلاً عن « نداء حاخامات إسرائيل» حاييم دروكمان، شلومو أفنير، شموئيل ألياهو، يدعون فيه إلى «عمل كل شيء كي لا تقوم مثل هذه الحكومة».


أحزاب حكومة التغيير اليمينية واليمينية المتطرفة الخمسة توصلت إلى قاسم مشترك مع الأحزاب الثلاثة المعتدلة إلى تحقيق الهدف الأول وهو التخلص من نتنياهو، ويبدو أنها فلحت في تحقيق ذلك، أما الهدف الثاني فهو التخلص من الأحزاب الدينية اليهودية المتزمتة، مما يعكس حالة الغضب والحنق التي تجتاح قيادات الأحزاب الدينية، وهذا يعود لسببين جوهريين: اولهما هزيمة رؤيتها الدينية وجموحها وتسلطها، وثانيهما خسارة مصالحها ومصدر ثرائها ودخلها المالي.


مشروع المستعمرة ما زال قوياً متمكناً متفوقاً، وفكفكة تماسكه الداخلي، تحتاج لوقت ومبادرات وجبهة معارضة تضع البديل الديمقراطي لما هو سائد من العنصرية والاحتلال والاحادية والصهيونية.
المأخد الذي يُسجل على قادة المجتمع العربي الفلسطيني في مناطق 48 وأحزابهم الفاعلة هو حالة الانقسام الذي وقع بين التحالف في صفوف القائمة البرلمانية المشتركة والتي أعطى رده عليها شعبنا الفلسطيني في مناطق الجليل والمثلث والنقب ومدن الساحل المختلطة يوم 23/3/2021،بتراجع حجم التمثيل من 15 مقعداً في البرلمان إلى 10 مقاعد.


انتفاضة القدس في رمضان، وتفاعلاتها، سيكون لها الأثر السياسي اللائق، على مجمل الوضعين الفلسطيني والإسرائيلي، وسقوط نتنياهو ومعه الأحزاب الدينية المتزمتة بداية الانحساروالتراجع لمكانة المستعمرة.

 

(عن صحيفة الدستور الأردنية)