قال محللون إسرائيليون، إنه رغم عدم تطاير الصواريخ من غزة، إلا أن المواجهة بين المقاومة والاحتلال لم تنته بعد، مشيرين إلى أن غزة تشكل تحديا أمنيا للحكومة الجديدة.
وقال مستشرق إسرائيلي إن "شهرا مر على اندلاع القتال الأخير في غزة، فيما تقوم إسرائيل بحملة انتقامية هادئة ضد حماس، ورغم أن الصواريخ لا تحلق فوق رؤوس الإسرائيليين، فإن هذه المواجهة لم تنته بعد، بعد أن هددت إسرائيل بإعادة غزة بضع سنوات إلى الوراء، وهي تقوم بذلك بالفعل".
وأضاف جاكي خوجي في مقال بصحيفة معاريف، ترجمته "عربي21"، أن "غزة اليوم تواجه مشكلة في تجميد المنحة المالية القطرية، واحتمال أن تحدث مشكلة في التيار الكهربائي، وعمود الناقلات الذي ينطلق يوميا عند معبر كرم أبو سالم، ويحمل معه الوقود لمحطة الكهرباء الوحيدة بقطاع غزة، لم يُرَ هناك منذ شهر أو أكثر، كما أنه تم تقليص مساحة الصيد لستة أميال، ونتيجة لذلك، فإن الانخفاض في محصول الصيد يكاد يكون صفراً".
وأشار إلى أن "معبر إيريز مغلق أمام دخول وخروج التجار والمرضى الفلسطينيين من غزة، كما أنه كان من المفترض أن تصل الأموال القطرية هذا الأسبوع، لكن تم إيقافها بتعليمات من تل أبيب، رغم أننا أمام 100 ألف مستحق، يحصل كل منهم على 100 دولار شهريًا، وهناك عشرات الآلاف من الموظفين الحكوميين يتقاضون رواتب متواضعة، وكلا هذين العنصرين يخرج من خزائن الحكومة القطرية بموافقة إسرائيل".
اقرأ أيضا: جنرال إسرائيلي: "القسّام" تملي سياستها في القدس رغما عنا
وأكد أنه "إذا لم يتم إيجاد حل لموضوع المنحة القطرية، فقد تقوم حماس بتقييم جديد للوضع، وتفكر في كيفية التصرف، لأن عدم وجود كهرباء كما في الماضي، وانقطاع تدفق الدولارات، يعد خطوة قاسية ضد حماس، وما تقوم به إسرائيل من هذه العقوبات يعتبر وسيلة استراتيجية تعوض عن الدونية العسكرية، لكنها إذا لم تعط ما يستحقه الفلسطينيون في غزة، فستأخذه حماس بالقوة، وترى أن هذه اللغة وسيلة لإرضاء الجمهور الفلسطيني".
فيما قالت ليلاخ شوفال الكاتبة الإسرائيلية إن "التحدي الأمني في غزة سيكون مهمًا للحكومة الإسرائيلية المقبلة، خاصة للوزراء الذين سيؤدون اليمين في البداية، فالساحة في القطاع متفجرة، والجيش الإسرائيلي يستعد لكل الاحتمالات، وستكون كل حادثة أمنية مهمة عملية اختبار للحكومة الجديدة، مع أشخاص ليس لديهم خبرة أمنية كبيرة".
وأضافت في مقال بصحيفة إسرائيل اليوم، ترجمته "عربي21"، أن "الواقع الأمني لا ينتظر الحكومة الجديدة، فحكومة لابيد-بينيت التي يتوقع إعلانها خلال يومين، لن يكون لها أيام أريحية في الساحة الأمنية، لكن الساحة الأكثر تفجرا في المستقبل القريب هي غزة، فرغم انتهاء حربها الأخيرة قبل أقل من شهر، فإن صراعا آخر سيتطور معها".
وأشارت إلى أن "تشكيل الحكومة الجديدة ستشكل نقطة حساسة في الوقت المناسب، ولا يستبعد احتمال أن تحاول حماس تعطيل عملية انتقال الحكومة، وفي التقييمات التي أجريت هذا الأسبوع، تبين أن الخيار المعقول هو أن المنظمات المسلحة لن تطلق النار على إسرائيل كما فعلوا إبان اندلاع عملية ’حارس الأسوار‘".
وأشارت إلى أن "الأيام الأخيرة شهدت تزايدا للتقارير عن اتصالات بشأن صفقة أسرى بين إسرائيل وحماس، والإشارات تؤكد أن الاتصالات تجري بالفعل، كالعادة، لكنها تأتي فقط من الجانب الفلسطيني، خاصة مع نشر صور جديدة لجلعاد شاليط خلال أسره، إضافة إلى بث مقطع صوتي، وزعم خبراء إسرائيليون أنهم يجرون فحصا للمقطع الصوتي للتأكد أنه ليس مزورا".
وأوضحت أنه "رغم وجود الكثيرين في إسرائيل ممن يقدرون أنه يمكن التوصل إلى صفقة تبادل أسرى في غضون أسابيع قليلة إلى بضعة أشهر، فإن الفجوات بين الطرفين لا تزال كبيرة، وإسرائيل ترفض إطلاق سراح أسرى شاركوا في عمليات قتل فيها إسرائيليون".
هآرتس : وضع عباس بائس.. وجيل جديد قادم لا يؤمن بالتسوية
إرباك إسرائيلي.. غزة ذاهبة لتهدئة طويلة أم مواجهة جديدة؟
اعتراف إسرائيلي: سياسة الجيش بغزة فاشلة وحماس تزداد قوة