صحافة دولية

كيف ستكون السياسة الخارجية لطهران في عهد رئيسي؟

خبير روسي: رغم التعاون الكبير بين موسكو وطهران في السنوات الأخيرة لا يمكن اعتبار الدولتين حليفتين- جيتي

نشرت صحيفة "نيزافيسيمايا" الروسية تقريرا، تحدثت فيه عن أبرز ردود الفعل الدولية بعد فوز إبراهيم رئيسي، المقرب من المرشد الأعلى، بمنصب الرئيس في إيران، وملامح السياسة الخارجية الإيرانية في الفترة القادمة.


وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن إسرائيل وجهت انتقادات لاذعة إلى الرئيس الجديد، بينما أعربت الولايات المتحدة عن اعتزامها مواصلة المفاوضات حول البرنامج النووي في ظل أي نظام سياسي.


وصرحت المتحدثة الإعلامية باسم وزارة الخارجية الأمريكية لوكالة "تاس" للأنباء: "تهدف سياستنا تجاه إيران إلى تعزيز المصالح الأمريكية، بغض النظر عن الطرف الذي استلم زمام السلطة. كما نود أن نبني على التقدم الكبير الذي تم إحرازه خلال الجولة الأخيرة من المفاوضات التي أجريت في فيينا".


في الوقت ذاته، أشارت وزارة الخارجية الأمريكية إلى أن الانتخابات الحالية حرمت الإيرانيين من حقهم في اختيار قادتهم في عملية انتخابية حرة ونزيهة.


وحسب الصحيفة، تتناقض هذه التصريحات المعتدلة مع الإدارة الأمريكية السابقة، التي اتخذت موقفا "متشددا" من إيران.


قلق إسرائيلي


ومن الجانب الإسرائيلي، أثار فوز رئيسي قلقا بالغا، وقد كانت الانتخابات الإيرانية موضوع الاجتماع الأول الذي عقدته الحكومة الإسرائيلية الجديدة. وقد صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي الجديد، نفتالي بينيت، بأن نتائج الانتخابات الإيرانية تشكّل "التذكير الأخير للقوى التي تريد التعامل مع إيران، وعقد صفقات معها".


من جانبه، وصف وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لبيد الرئيس الإيراني الجديد بـ"جزار طهران، والمتطرف المسؤول عن مقتل آلاف الإيرانيين". تعود هذه الاتهامات إلى حقيقة تورط السياسي في عمليات إعدام خارج نطاق القضاء لآلاف الأشخاص الذين انتقدوا النظام الإيراني.


العلاقة مع روسيا

 

توجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ببرقية تهنئة إلى رئيسي، مذكرا بالعلاقات الودية التي تجمع البلدين. وعبّر بوتين في رسالته عن أمله في أن يساهم تقلد رئيسي منصب رئيس الدولة في تطوير التعاون الثنائي البناء في مختلف المجالات، وكذلك الشراكة في الشؤون الدولية، بما يخدم مصالح الشعبين الروسي والإيراني، ويتماشى مع تعزيز الأمن والاستقرار الإقليميين.


وحسب الصحيفة، فإن المحادثات الأخيرة التي جرت في جنيف بين بوتين ونظيره الأمريكي جوزيف بايدن تركت انطباعا بوجود تفاهم متبادل بين البلدين حول الملف الإيراني. وقد ذكر الرئيس الأمريكي خلال مؤتمره الصحفي الأخير أن الجانب الروسي لم يخف استعداده بشأن تقديم المساعدة في القضايا المتعلقة بإيران.


لكن، مديرة مبادرة مستقبل إيران في المجلس الأطلسي، باربرا سلافين، ترى أن تصريحات بايدن لا تحمل مثل هذه الرسالة، بل تفيد بأن روسيا والولايات المتحدة ستعملان معا لإحياء الاتفاق النووي.


من جانبه، يرى الخبير في مجلس الشؤون الدولية الروسي، نيكيتا سماجين، أن مسار السياسة الخارجية الإيرانية يتم تحديده من قبل الرئيس، بينما يتكفل المرشد بوضع نموذج ينبغي العمل وفقه، ويحدد السياسة التي يتعين على الرئيس الجديد تنفيذها.


أما بالنسبة للسياسة الخارجية التي سوف تعتمدها إيران فيما يتعلق بروسيا، فإن إيران تدرك حسب رأيه أن تطور العلاقات مع روسيا يعود بالفائدة على الطرفين.


ويرى سماجين أنه رغم التعاون الكبير بين موسكو وطهران في السنوات الأخيرة، لا يمكن اعتبار الدولتين حليفتين، لكن من غير المرجح تغيّر هذه المعطيات مع وصول رئيس جديد إلى الحكم، خاصة أن ذلك لا يخدم مصالح الدولتين.