قال كاتب إسرائيلي إن "الحكومة الحالية تحمل العديد من الشعارات الاحتيالية والأكاذيب الرئيسية، وبموجبها تدخل إسرائيل حقبة جديدة وخطيرة وسابقة بسبب أداء هذه الحكومة، ما يتطلب تفكيك عدد من هذه الأكاذيب، وكشف أساليب الخداع الذي يميز الحكومة".
وأضاف ران باريتس في مقاله على
موقع "ميدا" الإلكتروني، ترجمته "عربي21"، أن "أولى هذه الأكاذيب أننا أمام
"حكومة الوحدة"، لأننا أمام مخلوق هجين، وتحمل الكثير من العيوب التي لا
تجعلها قادرة على البقاء، وهذا نوع جديد من الحكومة، لأنها تجمع بين عدة وجوه من القصور،
ولن تكون قادرة على صياغة سياسة متفق عليها، وستعاني من كل آثار الابتزاز المحتملة، كما بتنا نرى بالفعل".
وأشار إلى أننا "أمام حكومة
كراهية وإقصاء ومقاطعة، وتحرم باقي المكونات الإسرائيلية، سواء اليهود الأرثوذكس المتطرفين،
من السفارديم والأشكناز، ما يجعل إطلاق وصف حكومة الوحدة عليها بأنها استهزاء بباقي
اليهود، ويعني أنها لا تأخذ بعين الاعتبار الجمهور التقليدي، وهذا بلا شك استعلاء قبيح
واحتقار وإهانة لهم، لأنها تستبعد الجمهور العريض في إسرائيل، وهم المتدينون، وهو الأمر
أكثر بشاعة".
وأكد أن "الحكومة القائمة
ليس لها أي منافع سياسية، بل تعاني من التمييز المستمر من قبل النخب السياسية، وتتمتع
بأقل قدر من القيادة الاجتماعية، وليس لديها مؤسسات خاصة بها، ما يشير إلى أننا أمام
حكومة تظهر ضعف الشخصية وقلة الفهم لدى قطبيها نفتالي بينيت ويائير لابيد، رغم أن رئيس
الوزراء الجديد لا يريده اليمين، واليسار مستعد لقبوله، ولكن ليس دعمه، فقط طالما
أنه يخدمه كدمية يقف على خيط".
وأوضح أن "بينيت يفتقر
إلى الشرعية العامة خارج الحكومة، ما يجعل حزبه أقلية صغيرة بداخل الحكومة، وبالتالي
فإنه ليس رئيس الوزراء، لأنه خال من المحتوى، وأثبت بالفعل أنه مستعد لفعل أي شيء
من أجل اللقب، ورغم أنه سياسي كاريزمي، وتجاوز نسبة الحسم، لكن لديه استعداد لا متناه للكذب، وخداع ناخبيه بجبهة حازمة، وأصبح رئيسا للوزراء فقط حين باع كل قيمه وناخبيه
لليسار".
اقرأ أيضا: صحيفة: بينيت يلمح لدور إسرائيل بهجوم على موقع نووي إيراني
وأضاف أن "بينيت بات ضعيف
جدا في العلن من الناحية السياسية، ما يطرح السؤال الحقيقي عمن يتحكم بالفعل في الحكومة،
وتجعل الأصابع تتوجه نحو شريكه لابيد، صاحب أكبر حزب، ويمكنه في أي لحظة أن يجند أغلبية
في الحكومة، رغم أنه ضعيف أيديولوجيا، وهو أيضا يريد اللقب، دون أن يكون لديه أي
أيديولوجية أو معرفة أو قدرات ذات صلة بإدارة إسرائيل".
ونوه إلى أن "الحكومة الحالية
التي تزعم أنها "حكومة مصالحة"، تحيط بها مشكلة واحدة فقط، أنها حكومة كراهية،
وهي المادة اللاصقة الوحيدة التي تربطها، وبات بينيت أكبر كاره عرفته السياسة الإسرائيلية
على الإطلاق، هذه الكراهية التي جعلته ملكا، في البداية، وجه كراهية نتنياهو من اليسار
إلى اليمين، وخلق خلافات وانقسامات في صفوف اليسار، واقترح على اليسار صفقة مفادها
"أعلم أنك تكرهني، لكنك تحتقر نتنياهو".
وأشار إلى أن "الحكومة
الحالية لن تكون قادرة على الحفاظ على معظم التحالفات الإقليمية والدولية، لأن العلاقات
التي أقامها نتنياهو مع دول كثيرة من المجر مرورا بالهند والبرازيل تعدّ بنظر قطاع
عريض من الحكومة الجديدة خطيئة وجريمة، بل إنها تفضل أن تكون إدارة بايدن "سيدهم"،
في الملفين الفلسطيني والإيراني، ما يبعد عنها صفة أن تكون حكومة صهيونية".
وبين أن "هذه الحكومة تعاني
إفلاسا أيديولوجيا وأخلاقيا وسياسيا وإفلاسا للهوية، هذه حكومة استثنائية حقا
من نواح مختلفة، فهي أول حكومة ما بعد الصهيونية، وتعتمد على أصوات أعضاء الكنيست
العرب، ولا ناخبين لرئيس وزرائها".
ما مدى جرأة حكومة بينيت في التعامل مع الملفات الحاسمة؟
كاتب يميني: حكومة بينيت تخدع الإسرائيليين وتعيدهم لأوسلو
قناة عبرية: هذه الأحداث قد تنفجر أمام حكومة بينيت ولابيد