نشرت صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية، مقالا مشتركا لكل من وزير خارجية الاحتلال الإسرائيلي يائير لابيد، ووزير خارجية الإمارات عبدالله بن زايد آل نهيان.
وجاء في بداية المقال: "توقع العالم أن الفوارق بيننا هي التي ستعرفنا، أحدنا يهودي والثاني مسلم، أحدنا إسرائيلي والثاني عربي، هذه رفعت إلى السطح مسألة تطرح المرة تلو الأخرى؛ هل الماضي هو الذي يقرر المستقبل، أم لعلنا أسياد مصيرنا؟".
وعلى الرغم من اللغة المنمقة التي غلبت المقال، إلا أنه يتجاهل تماما كونه مستفزا للكثيرين من العرب ولا سيما الفلسطينيين الذين يرفضون أي تطبيع عربي مع الاحتلال الإسرائيلي والترويج له على المستوى الرسمي بما يخالف إرادة الشعوب.
ويأتي المقال في وقت يزور فيه لابيد الإمارات لأول مرة بالنسبة لوزير خارجية الاحتلال.
وتابها المقال في افتتاحية الصحيفة، بالعلاقة الدبلوماسية المثيرة للجدل بين البلدين، وكتبا: "ففي الأسبوع الذي جرت فيه زيارة رسمية أولى لوزير خارجية إسرائيلي في الإمارات، وخلالها افتتحت سفارة وقنصلية إسرائيل في الإمارات، هي فرصة لطرح السؤال مرة أخرى، والقرار بالرد عليه".
وأضافا: "عندما وقعت الإمارات وإسرائيل على اتفاقية التطبيع التاريخية في 2020، قررتا السير في طريق أخرى، فتثبيت العلاقات الدبلوماسية هو جهد مشترك للجانبين، من أجل تحديد فكر جديد يؤثر على المنطقة بأسرها".
اقرأ أيضا: هكذا سخرت قناة عبرية من ابن زايد ونتنياهو بعد التطبيع (شاهد)
وزعما أن "تصميمنا لتنفيذ الاتفاقات ينبع من الاعتراف بأن لدينا الكثير من الأهداف المشتركة، أبرزها هو التزامنا بخلق مستقبل أفضل للأجيال التالية، فإذا كانت هناك فرصة لبناء عالم من السلام، محظور أن نفوتها".
وكثير ما انتقد محللون طبيعة الأهداف الإماراتية التي تسعى تحقيقها من خلال التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، وبأي ثمن تم ذلك "السلام"، لا سيما أن أبو ظبي وتل أبيب لا سابق حرب بينهما.
وقالا: "لا شك أننا نقف أمام تحديات كبرى؛ فالسلام الذي اخترناه يقوم على خلفية اندلاع عنف وتطرف في المنطقة يميز بديناميكية دبلوماسية مركبة وبمصالح اقتصادية ثقيلة الوزن، ونهجنا العمل أولا وقبل كل شيء لحوار مفتوح بين الطرفين، ولكن سيتعين علينا التغلب على قوى تحاول التآمر علينا، وعلى الرغم من ذلك، نؤمن بقلب كامل بقوة القرارات التي تضع مصلحة مواطنينا في الأولوية العليا ونأمل بمواصلة الطريق لتشجيع مزيد من الدول في المنطقة لأن تختار الطريق المؤدي إلى السلام" (التطبيع)، بحسب زعمهما.
وبذلك اختار ابن زايد الحديث عن المقاومة الفلسطينية الشعبية ضد الاحتلال باستخدامه مصطلح "العنف"، مدعيا أن هناك مؤامرة على دولته التي فضلت التطبيع مع إسرائيل رغم الغضب الفلسطيني والعربي من هذه الخطوة.
وذكرا كل من لابيد وعبدالله بن زايد، أن "فضائل إحلال سلام مستقر واضحة للجميع؛ فتثبيت العلاقات بين الإمارات وإسرائيل أدى إلى ازدهار عظيم؛ نمو اقتصادي، تبادل للثقافة وتعاون سياسي بين الجانبين، نحن نشهد نفوذا تجارية فحصت فرصا واعدة للاستثمار والتجارة في جملة من الفروع".
وزادا: "نحن نشهد تعاونا وثيقا بيننا؛ في البحث والتطوير للتطعيمات ضد فيروس كورونا، والدليل؛ إسرائيل والإمارات تتصدران مكافحة الوباء، ومعدلات المطعمين فيهما هي من الأعلى في العالم (هناك تصاعد لدى الاحتلال في زيادة عدد الإصابات بكورونا حاليا)، والآن نلتزم بتبادل العلم والخبرة مع دول أخرى كي تساهم في الجهد الدولي للانتصار على كورونا، وفضلا عن ذلك، يسر كل من تل أبيب وأبو ظبي التشارك في مقدراتهما في مجالات كالمعلومات الرقمية، المدن الذكية، السايبر والذكاء الاصطناعي، فالنمو في هذه الفروع سيؤدي لمنفعة جمة، وسيدفع إلى الأمام برفاه الجمهور، كما سيعمق المنافسة في السوق ويعدنا للمستقبل".
اقرأ أيضا: سخرية من لقطة لعبد الله بن زايد خلال توقيع التطبيع (شاهد)
ونبها إلى أنه "بعد توقيع اتفاقية التطبيع، تمت إقامة "صندوق إبراهيم" بمشاركة كل من واشنطن وتل أبيب وأبو ظبي، ومن خلال الصندوق يمكن للأطراف الثلاثة، نقل أكثر من 3 مليارات دولار للاستثمار في السوق الخاصة، وتطوير مبادرات تدفع للأمام بالتعاون الاقتصادي الإقليمي وتؤدي إلى الازدهار في الشرق الأوسط وما خلفه، وستخلق هذه المبادرة فرصا غير مسبوقة لسكان المنطقة".
وتثار حاليا تساؤلات العديدين عما جنته الإمارات من خطوة التطبيع على أرض الواقع وسط تشكيكات من صواب هذه الخطوة حتى على مستوى المصالح الإماراتية.
ولفتا إلى أنه "في هذه الأيام بدأت اثنتان من الثقافات المتطورة والدينامية في العالم البناء معا لمحرك شديد القوة للتقدم والفرص الجديدة، ليس فقط من أجل الإمارات وإسرائيل، بل في صالح المنطقة بأسرها، وهذا الحلم نشترك فيه وهو هام بقدر لا مثيل له، فالجمهور لدينا يريد العيش في عالم من السلام، ومن أجل تحقيق هذا علينا أن نعمل بكد، لخلق فرص لاتصالات مشتركة وتشجيع آخرين على الانضمام إلينا، وهذا الجهد لا يمكن التقدم به إلا من خلال تعاون متعدد الأطراف بين دول تتقاسم التزامنا للاستثمار في التعاون بدلا من المواجهات".
وفي ترويج مستمر للتطبيع، نوها في المقال إلى أنه "صحيح أن "اتفاقات إبراهيم"(التطبيع) هي الأولى من نوعها في المنطقة، ولكننا نؤمن بأنها ترسم الطريق لاتفاقات أخرى، لمستقبل لا تكون فيها الفوارق عائقا في الطريق إلى الحوار، وكلما نال الفعل زخما، نتذكر أحيانا أن القرارات الحاسمة هي القرارات التي تبدو لنا صعبة بل وربما مستحيلة".
وتابعا: "كلانا يريد العيش في عالم فيه السلام ممكن، وعلينا أن نعمل بكد ومعا، من أجل الوصول لحلول بعيدة المدى ودائمة للمشاكل في منطقتنا، وسنواصل حمل الحلم بكل جهودنا لبناء عالم أفضل، السلام ليس اتفاقا يوقع عليه، بل السلام هو طريق حياة، والاحتفالات التي أجريناها هذا الأسبوع ليست نهاية الطريق، بل فقط البداية، اخترنا بشكل مختلف السلام".
وتوصلت الإمارات والاحتلال الإسرائيلي في 13 آب/ أغسطس الماضي، إلى اتفاق لتطبيع العلاقات بينهما تم توقيعه يوم 15 أيلول/ سبتمبر الماضي في واشنطن في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب.
وقوبل الاتفاق بتنديد واسع؛ واعتبرته الفصائل والقيادة الفلسطينية، "خيانة" من الإمارات وطعنة في ظهر الشعب الفلسطيني.
"ذا إنترسيبت": لا فرق بين حكام إسرائيل الجدد ونتنياهو
NYT: هل تنحرف السياسة الأمنية والدفاعية لبينيت عن نتنياهو؟
"يديعوت": رجال أعمال إماراتيون يقاومون التطبيع الاقتصادي