واصلت حركة "طالبان" الأفغانية تقدمها على حساب القوات الحكومية، والقبائل المتحالفة معها.
وأعلنت "طالبان" مساء السبت، أنها سيطرت على 5 مقاطعات جديدة، خلال أقل من 12 ساعة، مع أسر مئات الجنود.
وذكرت حسابات تابعة للحركة في "تويتر" أن طالبان سيطرت على مقاطعات بانجواي في قندهار، وزيروك في باكتيا، وكوفاب وأرغو وكوهيستان في بدخشان.
وخلال الـ48 ساعة الماضية، أعلنت طالبان سيطرتها على 13 مقاطعة، 9 منها في ولاية بدخشان شمال شرق أفغانستان.
ونشرت حسابات الحركة فيديوهات تظهر أسر المئات من أفراد القوات الحكومية، قبل إطلاق سراحهم لاحقا.
فيما تقول الحركة إن نسبة كبيرة من هؤلاء الأسرى قبلوا بالالتحاق في صفوف طالبان بعد تركهم القوات الحكومية.
وبثت الحركة مشاهد للغنائم التي كسبتها خلال سيطرتها على عدد من مستودعات ومعسكرات الجيش الأفغاني.
كما عرض ناشطون مشاهد قالوا إنها تظهر هروب مسؤولين أفغان، وموظفين حكوميين من ولاية بدخشان تزامنا مع تقدم طالبان نحوها.
إلا أن القوات الحكومية أكدت أنها تتقدم هي الأخرى في المعركة ضد طالبان.
وأفادت وزارة الدفاع الأفغانية السبت، بمقتل أكثر من 300 من مقاتلي الحركة خلال الساعات الأربع والعشرين السابقة، وأوضحت أن نحو خمسين منهم قتلوا إثر ضربات جوية شُنّت إحداها ليلا في ولاية هلمند في جنوب البلاد التي تشهد مواجهات متكررة بين القوات الحكومية وطالبان.
وأكد عضو مجلس ولاية هلمند عطاء الله أفغاني، لوكالة فرانس برس، أنه "في الأيام الأخيرة، شدد الطيران الأفغاني ضرباته ضد أهداف لطالبان وقد تكبّد المتمردون خسائر".
زحف نحو "باغرام"
والأحد أيضا، أعلنت السلطات الأفغانية إحباط هجوم لحركة طالبان على قاعدة "باغرام" الجوية التي أخلتها القوات الأمريكية مؤخرا، بعد أن شكل مركزا أساسيا للاحتلال على مدار العقدين الماضيين.
وقال شيرين روفي، حاكم مقاطعة باغرام بولاية بروان، الأحد، إن 20 مقاتلا من طالبان هاجموا نقطة تفتيش للشرطة المحلية بالقرب من القاعدة الجوية.
وأضاف أن قوات الأمن تصدت لمسلحي الحركة بعد أن قتل شرطي ومسلح إثر اطلاق نار متبادل.
ولم تعلن طالبان مسؤوليتها عن الهجوم.
وأعلن مسؤولون أمريكيون، الجمعة، أن الجيش أخلى قاعدة "باغرام" الجوية، وسلمها إلى قوات الدفاع والأمن الوطنية الأفغانية، وذلك بعد ما يقرب من عقدين من الزمن، فيما أشادت طالبان، في بيان، بالانسحاب الأمريكي من القاعدة.
يشار إلى أنه منذ بدء الانسحاب النهائي للقوات الأمريكية في الأول من أيار/ مايو، صعّدت طالبان هجماتها ضد القوات الأفغانية وسيطرت على عدة مناطق ريفيّة، فيما يعمل الجيش على تحصين مواقعه في المدن الكبرى.
لكن تشدد القتال وضغوط طالبان لم يمنعا الولايات المتحدة من تسريع انسحابها من البلاد لوضع حد للحرب الأطول في تاريخها.
وكان يوجد في أيار/ مايو نحو 9500 عسكري أجنبي في أفغانستان، 2500 منهم تقريبا أمريكيون. وغادر العسكريون الأمريكيون وقوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) الجمعة قاعدة باغرام الواقعة على مسافة 50 كيلومترا شمالي كابول، وهي خطوة كبيرة تعكس اقتراب موعد نهاية الحضور العسكري لـ"الناتو" في البلاد.
اقرأ أيضا: تعرف إلى "باغرام".. قاعدة تختزل قصة احتلال أمريكا لأفغانستان
طالبان تواصل سيطرتها على مناطق جديدة بأفغانستان
حركة طالبان تطالب تركيا بسحب قواتها من أفغانستان
NYT: البنتاغون يدرس طلب الإذن بمواصلة التدخل في أفغانستان