كشف مصدر يمني مقرب من الدائرة المحيطة بطارق صالح، قائد ما تسمى "المقاومة الوطنية" المدعومة من دولة الإمارات، عن احتقان شديد يعصف بتشكيلاتها المتمركزة في مدينة المخا الساحلية على البحر الأحمر.
وقال المصدر إن هناك حالة تململ واحتقان شديد داخل تشكيلات المقاومة الوطنية التي يقودها نجل شقيق الرئيس الراحل، علي صالح، جراء سياسات الإقصاء والتهميش التي ينتهجها مستشاره، اللواء محمد عبدالله القوسي، ضد أبناء محافظتي تعز وإب المنضوين في تلك التشكيلات.
وأضاف في تصريح خاص لـ"عربي21"، شريطة عدم كشف هويته، إن القوسي، الذي يشغل أيضا ركن التدريب والتوجيه، يمارس سياسات انتقامية غير مفهومة ضد المنضوين بقوات المقاومة الوطنية من المحافظتين.
وبحسب المصدر، فإن سلوك مستشار طارق صالح الاستعلائي والمغرور، والذي يفتقر للأدبيات العسكرية، يقود التشكيلات التابعة له في الساحل الغربي نحو التفكك، بعدما بلغ الاحتقان ذروته لدى المنتمين لكلتا المحافظتين، حيث يشكلون القسم الأكبر من قوامها.
وأشار المصدر المقرب من الدائرة المحيطة بطارق صالح إلى أن اللواء القوسي، المتزوج من شقيقة طارق، والذي تقلد منصب وزير الداخلية خلال فترة حكم صالح، "يتعامل بعنصرية ومناطقية مع الضباط والأفراد الذين يتحدرون من إب وتعز، ويشكلون نحو 90 في المئة من القوات".
وأكد أن الرجل قام بتسريح نحو 700 ضابط وجندي، دون أي أسباب أو معايير تمنح له الحق في هكذا إجراء.
وقال: "رغم الوفاء والإخلاص الذي يبديه الضباط والأفراد القادمين من المحافظتين ذات الكثافة السكانية الأكبر باليمن، وأدوارهم النضالية منذ الوهلة الأولى لتشكل هذه القوة، إلا أن ذلك لم يشفع لهم، بل يتم مكافأتهم بالتسريح والجزاءات العسكرية، وصولا إلى قطع مرتباتهم".
وتابع : "قام مستشار طارق صالح بخصم مبالغ مالية مخصصة، كعلاوات للمدربين العسكريين، وهي مقررة من القيادة العسكرية، وتحويلها لحسابه الخاص".
كما ذكر أنه وجه بتغيير لوحات تعريفية يكتب عليها أسماء من قتلوا في المعارك مع الحوثيين على قبورهم، والمنطقة التي ينتمون لها، وتاريخ مقتله، واستبدل بها أخرى، بعد شطب أسماء المناطق التي ينتمون إليها.
وأردف: "لم نجد تفسيرا لهذا السلوك من قبل اللواء القوسي بحق الشهداء، سوى لأن معظمهم من محافظتي إب وتعز".
وشدد المصدر العسكري على أن توجهات القوسي أصبحت مثيرة أكثر من ذي قبل، ولا تخدم سوى الحوثيين، بل تعمق حالة الفرز المناطقي داخل القوات، موضحا : "من المؤسف أن قوات طارق تواجه مصيرا غامضا، جراء هذه السياسات التي تقودها إلى التشظي والتفكك.
كما لفت المصدر العسكري في قوات طارق صالح إلى أن القرارات التي يتخذها مستشار وركن تدريب وتوجيه فيها لا تخدم سوى الحوثيين.
ومضى قائلا: "إن القيادات التي تم تعيينها في مناصب أمنية وعسكرية بمدينة المخا، حيث مقر قيادة قوات المقاومة الوطنية، انشقت وأعلنت انضمامها إلى جماعة الحوثيين بعد ذلك".
وأورد أسماء قيادات عينت بإيعاز من اللواء القوسي، قبل أن تنضم للحوثيين، وأبرزها "عادل الخبجي، المعين قائد قطاع الأمن المركزي بمدينة المخا، انشق في مايو/ أيار الماضي، وانضم إلى الحوثيين".
وكذلك، عبدالملك الأبيض، قائد العمليات المتقدمة بقوات المقاومة الوطنية، ويحمل رتبة عميد، انضم إلى الحوثيين في يونيو/ حزيران 2020، معلنا انشقاقه عنها.
وقال المصدر إن سلوك اللواء القوسي لم يقتصر على هذا الجانب، بل اتهمه بغض الطرف عن أعمال نهب تقوم بها قيادات مقربة منه، بل تورط أحيانا بتلك الأعمال شخصيا.
ووفق المصدر ذاته، فإن القوسي الذي يعد الرجل الثاني بقوات طارق صالح، تورط بنهب أعمدة حديدية تركتها قوات التحالف داخل معسكر يختل، حيث مقر قيادة قوات المقاومة الوطنية، ثم قام ببيعها.
وزاد: "تم القبض على عصابة تعمل داخل المعسكر، وتقوم بنهب وسرقة سيارات ومركبات عسكرية، وكل أفرادها نتمون للأسف إلى محافظة ذمار، التي ينتمي إليها المستشار".
فيما يتزعم هذه "العصابة" صهر مدير القوى البشرية بالمقاومة الوطنية، عمر العمري، الذي بدوره يقوم بالتغطية على هكذا أعمال.
وأوضح المصدر العسكري أنه تم رفع شكاوى إلى قائد المقاومة، طارق صالح، بالأعمال والممارسات التي ينتهجها زوج شقيقته ومستشاره، إلا أنه لم يبد أي استجابة أو ردة فعل حيال ذلك.
وقال: "يخشى صالح من انشقاقهم عنه، وانضمامهم إلى الحوثيين، بما يحملونه من أسرار كثيرة، هم على إطلاع بها، في حال اتخاذ أي إجراءات ضدهم، ولذلك، يغض الطرف عن ما يمارسونها من أعمال داخل قواته، رغم تبعاتها الخطيرة".
ما هي خيارات مجلس الأمن للتعامل مع ملف سد النهضة؟
هل خسرت مصر كل خياراتها بعد بدء الملء الثاني لسد النهضة؟
سد جديد في جنوب السودان ينذر بأزمة جديدة بحوض النيل