سلطت صحيفة عبرية الضوء على المستجدات في
العلاقات بين الأردن والاحتلال
الإسرائيلي، بعد سنوات من توتر العلاقة بينهما في
ظل حكم رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق وزعيم المعارضة حاليا بنيامين نتنياهو.
وأوضحت "يديعوت أحرنوت" في خبرها
الرئيس اليوم الذي أعده ايتمار آيخنر، أن هناك عملا من قبل الحكومة الإسرائيلية من
أجل "تسخين العلاقات مع المملكة، حيث تحدث الرئيس الإسرائيلي الجديد اسحاق
هرتسوغ أمس مع ملك الأردن عبدالله الثاني، الذي اتصل ليهنئه بمناسبة تسلمه مهام
منصبه".
ونوهت إلى أن "هذه المكالمة التي أجريت أمس، جاءت
بعد اللقاء (السري) الذي جرى مؤخرا بين
الملك ورئيس الوزراء نفتالي
بينيت في عمان،
وبعد لقاء وزير الخارجية مئير لابيد مع نظيره الأردني"، مؤكدة أن
"المكالمة كانت وديه ودافئة".
وزعمت أن "الملك أعرب للرئيس الوافد عن
رضاه من عودة العلاقات السياسية بين إسرائيل والأردن لمسارها السليم"، منوهةإلى
أن "هرتسوغ شدد على أهمية العلاقات بين الطرفين، وعلى نيته مواصلة تعزيز
العلاقات".
وأفادت الصحيفة، بأن "عبدالله و هرتسوغ
اتفقا على الإبقاء على الاتصال واللقاء قريبا"، مشيرة إلى أن المحادثات بين
عمان وتل أبيب، "ترمز لعهد جديد في العلاقات بين الجانبين بعد سنوات من
التوتر، حيث زار بينيت في 29 حزيران/ يونيو العاصمة الأردنية سرا، والتقى لأول مرة
بالملك في قصره لفتح صفحة جديدة في العلاقات".
ولفتت إلى أنه "سادت في السنوات الأخيرة
قطيعة مطلقة بين نتنياهو والملك، وكانت ذروة الأزمة بين الاثنين عندما رفض الأردن
السماح لطائرة نتنياهو بالعبور وهي في طريقها لأبو ظبي، في ظل الذروة في حملة انتخابات نتنياهو، وجاء إغلاق السماء
كانتقام أردني على حادثة وقعت قبل ذلك عندما ألغى ولي العهد الأردني زيارة كان خطط
لها إلى القدس، بسبب الخلاف على ترتيبات حراسته".
وأكدت "يديعوت"، أن "بينيت يسعى
منذ توليه مهام منصبه لتسخين العلاقات مع الأردن"، موضحة أنه طرح في لقاء
عبدالله وبينيت مشكلة شح المياه التي يعاني منها الأردن، حيث أكد رئيس حكومة
الاحتلال أنه سيلبي طلب الأردن، بيعيه نحو 50 مليون متر مكعب للعام الواحد لفترة
خمس سنوات، وهو الطلب الذي رفضه سلفه في الحكومة.
وبالتوازي، التقى لابيد يوم الخميس مع ووزير
الخارجية الأردني أيمن الصفدي في الجانب الأردني من معبر "اللنبي"، وتم
التوصل إلى "توافقات في مواضيع التجارة والمياه، كانت قد تبلورت منذ عهد وزير
الخارجية السابق أشكنازي، كما أنهما اتفقا على زيادة حجم التصدير الأردني للضفة الغربية
لمقدار نحو 700 مليون دولار من أصل 160 مليون دولار في السنة".
وفي السياق ذاته، زعمت "يديعوت" في
افتتاحيتها التي كتبها الباحث الإسرائيلي الكبير في "معهد بحوث الأمن
القومي" عوديد عيران، وهو سفير سابق في الأردن والاتحاد الأوروبي، أن
"التعاون الاقتصادي في مجالي المياه والطاقة مع الأردن سيكون في مصلحة
الطرفين؛ اقتصاديا وسياسيا وعلى المستويين الإقليمي والدولي".
ورأت أن "الطلب الأردني لشراء المياه، هو
فرصة محظور تفويتها لترميم العلاقات بين الطرفين، ولتغيير الواقع الإقليمي"،
منوها إلى أن "الرد الإيجابي على الطب الأردني، سيسمح باستئناف الاتصالات على
المستوى السياسي الأعلى، والتي انقطعت تماما في السنوات الأخيرة، وهي ستتيح بحثا
متجددا وحيويا في حل استراتيجي لمسائل المياه، والطاقة والمناخ في المثلث الأردني-
الفلسطيني-الإسرائيلي".