طالبان تدعو تركيا لسحب قواتها وروسيا لرفع عقوباتها

دعت حركة طالبان الأفغانية، الاثنين، أنقرة لسحب قواتها من أفغانستان أسوة بقوات حلف الناتو، كما دعت موسكو لرفع العقوبات عن الحركة. يأتي ذلك في الوقت الذي أعربت فيه وزارة الدفاع الأمريكية عن قلقها من التقدّم السريع لمقاتلي طالبان في أنحاء أفغانستان. 

وطالبت طالبان تركيا بسحب قواتها من أفغانستان، مثل بقية الدول الأخرى الأعضاء في حلف الناتو.

ونقلت قناة "تولو نيوز" الأفغانية عن المتحدث باسم طالبان، سهيل شاهين، قوله: "باعتبارها عضوا في الناتو، يجب على تركيا سحب قواتها من أفغانستان على أساس اتفاق وقعناه مع الولايات المتحدة في 29 شباط/ فبراير 2020". وأضاف: "وبما أن تركيا دولة مسلمة كبرى، فإن أفغانستان لديها علاقات تاريخية معها، ونأمل أن تكون لنا معها علاقة وثيقة وطيبة بعد تشكيل حكومة إسلامية جديدة في بلادنا في المستقبل"، وفق وكالة "تاس" الروسية.

وردت حركة طالبان بذلك على عرض كانت قد تقدمت به تركيا مؤخرا لتأمين مطار كابل بقواتها المسلحة، بعد انسحاب قوات الناتو من أفغانستان.

ووقعت الإدارة الأمريكية السابقة برئاسة دونالد ترامب، اتفاق سلام مع طالبان في شباط/ فبراير 2020 بالدوحة، تعهدت بموجبه واشنطن بسحب قواتها، وكذلك قوات حلفائها، بحلول الأول من أيار/ مايو 2021.

على صعيد آخر كشف شاهين، الاثنين، أن طالبان تناقش مع الجانب الروسي قضية رفع العقوبات عن الحركة.

وأضاف: "طلبنا منهم (السلطات الروسية) رفع الحركة من قائمة عقوبات (مجلس الأمن)".

وزار وفد يمثل الحركة روسيا يومي 8 و9 تموز/ يوليو الجاري، وعقد اجتماعا مع الممثل الخاص للرئيس الروسي لأفغانستان، مدير الدائرة الثانية لآسيا بوزارة الخارجية الروسية، زامير كابولوف.

وفي وقت سابق، قالت الحركة إن الاتفاق الذي تم التوصل إليه في عام 2020 بين "طالبان" والولايات المتحدة يتضمن رفع الحركة من جميع "القوائم السوداء". 

وفي تصريح سابق للممثل الخاص للرئيس الروسي لأفغانستان، كابولوف، قال إنه لم تتحقق بعد شروط رفع "طالبان" من قوائم العقوبات.

ووفقا له، لا يمكن القيام بهذا الإجراء إلا عندما تبدأ مفاوضات ذات مغزى بين الأطراف الأفغانية، والتوصل إلى جدول أعمال واضح ودقيق والاتفاق عليه، وفق وكالة "نوفستي" الروسية.

اقرأ أيضا: سحب مسؤولين هنود من قندهار وتزويد مطار كابول بنظام دفاع جوي
 

قائد القوات الأمريكية والأطلسية في أفغانستان يسلم مهامه

سلم قائد القوات الأمريكية والأطلسية في أفغانستان الجنرال أوستن سكوت ميلر مهامه، الاثنين، في سياق الانسحاب النهائي للقوات الأجنبية من البلد حيث تواصل حركة طالبان توسيع نفوذها، وفق وكالة "فرانس برس".

وخلال مراسم أقيمت في كابول، قام الجنرال ميلر الذي يقود قوات التحالف في أفغانستان منذ أيلول/سبتمبر 2018 بتسليم القيادة إلى الجنرال كينيث ماكينزي قائد القيادة الأمريكية الوسطى (سنتكوم) المتمركزة في فلوريدا بجنوب شرق الولايات المتحدة، والمسؤولة عن العمليات العسكرية الأمريكية في عشرين دولة في الشرق الأوسط وفي وسط وجنوب آسيا، من ضمنها أفغانستان.

البنتاغون يعرب عن قلقه

أعربت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، الأحد، عن قلقها من التقدّم السريع لمقاتلي حركة طالبان، في الوقت الذي تستمر فيه القوات الأمريكية بالانسحاب من أفغانستان.

وقال المتحدث باسم البنتاغون، جون كيربي، في تصريحات لشبكة "فوكس نيوز": "إننا بالتأكيد نراقب بقلق عميق الوضع الأمني المتدهور، والعنف الذي يتصاعد، والتقدم والزخم الذي يبدو أن طالبان تتمتع به الآن"، وفق قناة "الحرة" الأمريكية.

وأشار كيربي إلى أن المسؤولين في وزارة الدفاع، يحثون نظراءهم في أفغانستان على الدفاع عن بلادهم في ظل استمرار انسحاب القوات الأمريكية.

وقال كيربي إن "المسؤولين يراقبون تحركات طالبان في البلاد، ويعملون مع الجيش الأفغاني ويشجعونهم على استخدام القدرات والإمكانيات التي نعرف أنهم يمتلكونها، ونعلم أنهم يعرفون كيف يدافعون عن بلادهم".

وأشار إلى أن قدرات أفغانستان العسكرية تشمل قوة جوية ذات قدرة عالية وقوات خاصة متطورة للغاية يمكنها المساعدة في الدفاع عن البلاد من عودة ظهور طالبان.