قال خبير عسكري
إسرائيلي إن "الأحداث الأمنية الأخيرة في غزة وعلى الجبهة الشمالية تشير إلى
احتمالية اندلاع تصعيد عسكري في الأيام المقبلة، وبالتالي فإننا في بداية أسبوع قد
يكون صعبًا للغاية، وليس هادئًا على الإطلاق، رغم أنه لم يحدث أي شيء دراماتيكي".
وأضاف روني دانيئيل في
مقاله على
القناة 12، ترجمته "عربي21" أن "سلسلة من الأحداث اجتمعت
معًا لتوضيح إمكانية الاجترار المحتمل، ففي الساحة الشمالية تم الإبلاغ قبل أيام
عن هجوم غامض على الحدود السورية العراقية، ثم جاء تقرير من مصادر أجنبية عن هجوم
في سوريا، ثم أطلق صاروخان باتجاه إسرائيل من لبنان، وقد بدا جميع هذه الأحداث شبه
روتينية، باستثناء إطلاق النار من لبنان باتجاه إسرائيل".
وأكد أن "كل هذه
الأحداث تضاف إلى التوتر المتزايد مع غزة، حيث تستمر المفاوضات للوصول إلى نوع من
التهدئة مع
حماس، ولكن دون جدوى، فالأموال القطرية متوقفة عند الحدود، وإسرائيل لا
تسمح بنقلها حتى الآن، وكل هذا يحدد على الأقل احتمالية حدوث ارتفاع في درجات
الحرارة "الأمنية" خلال الأسبوع المقبل، لكن الحدث الأكثر إثارة
للاهتمام يأتي من الساحة الشمالية".
وأوضح أن "سلاح
الجو هاجم مجمعا لإيران وحزب الله على الأراضي السورية، وهذا يطرح السؤال عما إذا
كان إطلاق النار على إسرائيل ناتجًا عن توجيه أو أمر إيراني، رغم أن حماس تتبنى
هذه الفكرة حقًا، من خلال إطلاق نار من غزة، ورد إسرائيلي عليها، ثم أعمال عنف في
جميع أنحاء إسرائيل، واشتباكات في القدس، وكلها محاولة من حماس لربط كل هذه
الساحات لخلق نوع من الردع ضد إسرائيل".
وأشار إلى أنه "لا
يزال من غير المؤكد من أطلق الصاروخين على إسرائيل في الأيام الأخيرة، ومن المحتمل
جدا أن تكون هذه منظمات فلسطينية تتلقى إشارة من حزب الله، ومن الممكن أيضا أن
حماس في غزة التي تعاني من وضع اقتصادي وإنساني صعب، تتبنى الفكرة، وتأمر المنظمات
الفلسطينية في لبنان بإطلاق النار على إسرائيل، وهذا احتمال، لكنه غير مؤكد
بعد".
وختم بالقول إنه
"في كلتا الحالتين، فإذا تم تلخيص كل هذه الأحداث "الصغيرة"، فإنها
التي ستحدد احتمالية ارتفاع درجات الحرارة "الأمنية" في بداية هذا
الأسبوع، وبالتالي فسوف نعرف إلى أين سيؤدي هذا في المستقبل المنظور".
فيما قال روعي شارون
المراسل العسكري
لهيئة الإذاعة والتلفزيون- كان، إن "حماس تحاول إشعال المزيد
من الساحات ضد إسرائيل عن طريق التحكم عن بعد، ومنذ عملية حارس
الأسوار، تحاول المنظمة في غزة استعادة نجاح السنوات الأخيرة في لبنان في
مناطق الضفة الغربية، سعيا منها لإضاءة المزيد من مشاهد المواجهة ضد إسرائيل عن
طريق التحكم عن بعد".
وأضاف في مقال ترجمته
"عربي21" أن "إسرائيل لديها تقدير يرى أن حماس لديها مزيد من
الشعور بالنمو المتزايد بعد النجاح المذهل الذي تنسبه إلى نفسها في
الحرب الأخيرة،
رغم النجاحات التكتيكية العديدة للجيش الإسرائيلي، لكن حماس تتفاخر بقدرتها على
إشعال شرق القدس وفلسطينيي48 والضفة الغربية، وبالطبع إطلاق الصواريخ من لبنان
أثناء الحرب في غزة".
وأكد أنه "في ظل
هذه الخلفية، من الممكن أن تكون حماس تحاول استعادة عمل مبعوثيها، ليس فقط في شرق
القدس، ولكن أيضًا من لبنان، رغم أن قيادة الحركة في غزة تحاول باستمرار تنفيذ
عمليات مسلحة في الضفة الغربية، لكن التحدي الذي تواجهه إسرائيل الآن هو التصرف
الدقيق بعدم السماح بإطلاق النار من لبنان تحت ستار التنظيمات الفلسطينية، ومن جهة
أخرى تجنب رد الفعل الذي قد يؤدي إلى تصعيد ضد حزب الله".