سياسة دولية

أكثر من 200 طالب لا يزالون رهن الاختطاف في نيجيريا

لا يتوقع أن تنتهي الظاهرة قريبا في نيجيريا - جيتي

نشرت صحيفة الغارديان تقريرا للصحفي إيمانويل اكينوتو قال فيه إن هناك أكثر من 200 تلميذ لا يزالون مختطفين من قبل الجماعات المسلحة في شمال نيجيريا، من بين أكثر من 1000 طالب تم خطفهم هذا العام حيث أصبحت المدارس في شمال نيجيريا أهدافا رئيسية.

إن الغياب المذهل للأمن والإحجام عن التعامل بشكل هادف مع التهديدات المسلحة قد حول بسرعة معظم شمال نيجيريا إلى ملاذ لعصابات الخطف حولته إلى جحيم لآلاف العائلات. العديد من الضحايا هم من تلاميذ المدارس، حيث وقعت العديد من عمليات الاختطاف الجماعية هذا العام.

في أيار/ مايو، كانت لويز ابنة دانبوي بيغ البالغة من العمر 16 عاما من بين 128 طالبا وطالبة تم اختطافهم أثناء استعدادهم لخوض الامتحانات في 5 تموز/ يوليو في مدرسة Bethel Baptist في كادونا بشمال نيجيريا.

في الأسبوع الماضي، تم إطلاق سراح لويز و27 طالبا وطالبة آخرين بعد دفع فدية للخاطفين، المعروفين محليا باسم "قطاع الطرق". وفر ستة طلاب مختطفين من المهاجمين بينما ظل 87 - بعضهم لا يتجاوز عمره 11 عاما - رهن الاختطاف.

قال بيغ إنه بعد أن احتُجزت ابنته لمدة 22 يوما في مخيم في الغابة: "ابنتي تستعيد نفسها الآن، فهي قوية وفي كامل رشدها"، مضيفا أنه لاستعادتها خسر كل شيء.

 

اقرأ أيضا: 23 منطقة بالعالم معرضة لمجاعة قاسية خلال 90 يوما

وقال: "بعت كل ممتلكاتي. لقد بعت منزلنا الدائم. وقطعة أرض كنت قد اشتريتها، اضطررت إلى بيعها للإفراج عن ابنتي". ولا يزال العديد من أقارب المخطوفين يحاولون يائسين العثور على أموال فدية، مما يعكس تجارب الآلاف هذا العام فقط الذين أرهبتهم الجماعات المسلحة.

يُعتقد أن العديد من قطاع الطرق من الفولاني، وهي مجموعة عرقية لها ثقافة تاريخية متجذرة في حياة البداوة وتربية الماشية المنتشرة في جميع أنحاء غرب إفريقيا. نظرا لأن طرق الرعي أصبحت أراضيَ خاصة أو تضاءلت تماما بسبب آثار أزمة المناخ، فقد تصاعدت النزاعات مع المزارعين.

برز تصاعد التشدد من قبل الآلاف من الشباب والساخطين من الفولاني باعتباره أكثر الأزمات الأمنية فتكا في نيجيريا، حيث أودت الصراعات والهجمات الجماعية بحياة المزيد من الأرواح في السنوات الأخيرة مقارنة بالتمرد الجهادي في الشمال الشرقي.

مع معاناة الاقتصاد، وعدم مقدرة قوات الأمن المحلية ضعيفة التمويل على الرد، أصبحت هجمات الخطف مقابل فدية جريمة مربحة. وتسببت الحرية التي تمكنت عصابات الخطف من العمل بها في حدوث حالة من اليأس على نطاق واسع في نيجيريا، حيث اتهم الكثيرون حكومة الرئيس محمد بخاري بالفشل في معالجة الوضع.

مع ازدهار العصابات، فشل مزيج من الأساليب المتضاربة والعمليات من قبل الحكومات المحلية والفيدرالية، وفقا لمورتالا عبد الله، خبير الأمن والمناخ في نيجيريا. وقال إن "التدخل الأمني في الشمال الغربي هو انعكاس للطريقة الإشكالية الأوسع التي يستجيب بها السياسيون للقضايا الأمنية في البلاد".

لقد استخدم المسؤولون الحكوميون قرارات العفو عن الأسلحة و"صفقات السلام" المثيرة للجدل وحتى دفع الأموال المباشر من قبل المسؤولين الحكوميين دون تأثير يذكر. كما تم شن عمليات عسكرية متكررة ضد المخابئ في الغابات، بما في ذلك باستخدام الضربات الجوية.

رفضت حكومة ولاية كادونا، مثل عدد متزايد من السلطات المحلية، دفع الفدية أو التفاوض مع قطاع الطرق. وقال المحافظ ناصر أحمد الرفاعي، في نيسان/ أبريل: "إنني أعني ما أقول وسأقوله مرة أخرى هنا. حتى لو تم اختطاف ابني، سأدعو له بالجنة.. لأنني لن أدفع أي فدية".

لكن بالنسبة للمجتمعات الأكثر فقرا وانكشافا والتي تواجه تهديدات للحياة ودفع الفدية، أثار موقف الحكومة الغضب. وفقا لوكالة الإحصاء النيجيرية، يعيش 40% من السكان البالغين على أقل من دولار واحد يوميا.

بالإضافة إلى تتابع الهجمات، فإن ما تسبب في مزيد من القلق هو الحرية التي يتصرف بها الخاطفون، وعدم بذل الجهد حتى لإخفاء هوياتهم أمام الضحايا، والاتصال بالعائلات من الخطوط الهاتفية المسجلة، والاتصال بمحطات الراديو حيث تم وضع الأطفال على الهواء للاستغاثة. يعيشون ويعملون من معسكرات في الغابات معروفة لمسؤولي الأمن.

في الأيام التي أعقبت الاختطاف من جامعة غرينفيلد، بدأ قطاع الطرق في الاتصال بأسر الطلاب وتعريفهم بأنفسهم.

قال إدريس: "اسمه باليري، إنه قائد المجموعة.. إنه الشخص الذي اعتاد الاتصال والقول إذا كنا نريد أن يبقى الطلاب على قيد الحياة، كان علينا أن ندفع. قائد المجموعة هذا لا يزال يستخدم نفس الرقم! ورقمه مع رجال الأمن والجميع.. وفي أي وقت تتصل به سوف تتحدث معهم".

وشجع قطاع الطرق على نحو متزايد على التودد إلى الشخصيات العامة، حتى أنهم خرجوا على الراديو. في أيار/ مايو، خرج باليري، زعيم العصابة المختطفة، وحمزة، ابن شقيق إدريس، على محطة إذاعة صوت أمريكا الهوسا. ويتم تداول مقطع من المقابلة بين عائلات المخطوفين وفي المجتمع المحلي في كادونا.

قال إدريس: "سأل الصحفي باليري عن مكان الطلاب، وبعد ذلك، في نفس المقابلة، أجبرنا على الاستماع من بعض الطلاب، فكان حمزة".

"سأله الصحفي كيف حاله هناك في الأدغال. قال حمزة للصحفي إنهم قتلوا أمامهم خمسة من الطلاب". تم نقل الجثث، مع جثة أحد الموظفين الذين قتلهم قطاع الطرق، إلى أرض المدرسة.

قال إدريس إنه في 29 أيار/ مايو، أعيد الطلاب والموظفون بعد دفع فدية تزيد عن 100 مليون نيرة. لكن الذي ما يزال مصدر ألم أقارب المخطوفين هو عدم ملاحقة المهاجمين.

وقال إدريس: "حتى بعد إطلاق سراحهم، هل قاموا بمطاردة المختطفين؟ هل ذهبوا إلى معسكرهم في الأدغال؟ إذن ما السبب وراء قولك إنك لا تعطي فدية وحتى بعد أن نجمع المال للدفع، لا تفعل شيئا؟".