بعض دعاة الحداثة الزائفين يعيبون على القرآن الكريم أنه يخاطب الإنسان البدائي في البيئة البدائية.
يتحدث عن الإبل في زمن الطائرة، والصواريخ، ومركبات الفضاء.
ويتحدث عن العشيرة في زمن الدول والتكتلات والإمبراطوريات.
القرآن الكريم كتاب إيمان وأخلاق، والحديث عن الإيمان والأخلاق أعمق أثراً في بداية الطريق، وقبل أن تتشعب المسالك والدروب.
البيئات المبتدئة أكثر إصغاءً من المجتمعات التي يحكمها الصراخ والضجيج وتوتر الأعصاب.
البيئات البدائية فيها التبر وأصداف اللؤلؤ، وخامات المعادن، التي لا تتغير طبائعها حين تصبح حلياً وجواهر، أو تصبح قطارات، وسيارات، وطائرات.
وفي مسيرة الإنسان الطويلة، يبقى الطهر، والبر، والصدق، والرحمة هي الخصال السامية سواء غاص الإنسان في البحار، أو طار في أجواء الفضاء.
إن هدف الحضارة كما يقول «بويز» في كتابه «معنى الحضارة»: «هو أن تزيد رؤية الإنسان للحقيقة والجمال» وهو ما يعمل القرآن على تركيزه.
إنها جرعات من الخير يأخذها الإنسان ساعة مولده، كما يأخذ «التطعيم» للوقاية من الأمراض طيلة حياته.
أمام تحديات العصر، وضغوطه ومشكلاته، تصبح هذه الجرعة أكثر ضرورة، ويصبح الأسلوب القرآني هو الأسلوب.
حافظوا على ثقافاتكم وحضاراتكم ولا تستبدلوها بثقافة الأقوياء!