قالت وكالة "بلومبيرغ" الأمريكية، إن روسيا تضغط على حليفها، اللواء المتقاعد خليفة حفتر لدعم سيف القذافي، نجل الزعيم الليبي الراحل في الانتخابات الرئاسية.
ونقلت الوكالة على ثلاثة مصادر مطلعة في موسكو قولها، إن الرئيس الروسي، يحاول الدفع بسيف القذافي إلى الواجهة السياسية في ليبيا، متحديا بذلك الولايات المتحدة وأوروبا، والقوة الإقليمية الصاعدة تركيا، في حين يتوقع أن تحظى الخطة بدعم مصري.
وقالت الوكالة، إن المنافسة الانتخابية القادمة على خط رفيع بين استعادة الاستقرار وإعادة إشعال العنف، وتتجاوز الرهانات السيطرة السياسية فقط.
ونقلت عن ثلاثة آخرين في ليبيا أن حفتر الذي يسيطر على شرق البلاد يريد بنفسه التنافس على الرئاسة، غير أن جميع من صرحوا بذلك للوكالة طلبوا عدم ذكر أسمائهم بسبب حساسية المشهد السياسي الليبي.
ومنذ أشهر، شهدت ليبيا انفراجا سياسيا، ففي 16 آذار/ مارس الماضي، تسلمت سلطة انتقالية منتخبة، تضم حكومة وحدة ومجلسا رئاسيا، مهامها لقيادة البلاد إلى الانتخابات المقرر إجراؤها في 24 كانون أول/ ديسمبر المقبل.
اقرأ أيضا: ظهور سيف القذافي يؤرق حفتر وقد يدفعه لمقاربات جديدة
ونقلت "بلومبيرغ" عن شخص مقرب من الكرملين، قوله، إنه بالنسبة لبوتين، الذي شعر بالرعب من طريقة مقتل القذافي، فإن ليبيا هي قضية شخصية للغاية ويشعر بالمسؤولية تجاه سيف الإسلام.
ورأت الوكالة أنه "إذا نجحت حيلة الكرملين، فإن إعادة حكم القذافي ستكون أجرأ خطوة لبوتين حتى الآن. وسيتعزز نفوذ روسيا في الشرق الأوسط بعد أن نجح بوتين في التدخل لدعم بشار الأسد في سوريا، في حين أنه دعم أيضًا القادة الاستبداديين في فنزويلا وبيلاروسيا".
وأكدت أن روسيا واثقة من دعم مصر لخطتها، بحسب شخصين في موسكو، رغم وجود تلميحات في القاهرة بأن الوقت مبكّر لمصر لتقرر موقفها. وتحظى موسكو أيضًا بقبول ضمني من إيطاليا.
وكان سيف الإسلام، نجل الزعيم الليبي السابق معمر القذافي، ظهر في مقابلة نادرة مع صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، نشرت في 30 تموز/ يوليو الماضي، وذلك بعد تواريه عن الأنظار منذ إطلاق سراحه عام 2017.
ولمح في المقابلة المطولة إلى احتمال ترشحه للرئاسة، وهو يخطط للعودة إلى السياسة، من دون أن يعطي مزيدا من التفاصيل.
وأصدر مكتب المدعي العام العسكري في ليبيا مذكرة بحث وتحرٍّ لضبط سيف الإسلام القذافي وإحضاره إلى مكتبه، بعد ظهوره الإعلامي.
وجاء في المذكرة أن ضبط "القذافي" يتعلق بملف قضية جرائم القتل المرتكبة من قبل المرتزقة الروس من شركة فاغنر أثناء هجوم قوات حفتر على العاصمة طرابلس في الرابع من نيسان/ أبريل عام 2019.
الغارديان: وثائق روسية تكشف دور بوتين بمساعدة حملة ترامب