صحافة إسرائيلية

يديعوت: لو أن بايدن قرأ هذا الكتاب قبل الانسحاب من أفغانستان

رأت الصحيفة أنه "لو قرأ بايدن الكتاب لكان ممكنا ألا يرسل رئيس جهاز "سي.أي.إيه" للقاء قادة طالبان"- تويتر

تحدثت صحيفة عبرية، عن قرار الإدارة الأمريكية الانسحاب من أفغانستان، معتبرة أنه كان من الواجب على الرئيس الأمريكي جو بايدن أن يتعلم من رئيس وزراء المملكة المتحدة الأسبق ونستون تشرتشل.


وقالت "يديعوت أحرنوت" في افتتاحيتها التي كتبها سيفر بلوتسكر: "لو كان بوسعنا أن نوصي مستشاري الرئيس الأمريكي جو بايدن أن يقرأ الآن على وجه السرعة كتابا ما، لاقترحنا عليه كتاب "خمسة أيام في لندن" للمؤرخ جون لوكاش".


وتابعت: "هو كتاب كلاسيكي، صدر قبل أكثر من 20 عاما، يصف بالتفصيل مداولات مجلس الحرب البريطاني برئاسة ونستون تشرتشل في عهد الاجتياح الألماني لغرب أوروبا ما بين 24-28 أيار/ مايو 1940".


وأكدت الصحيفة، أن "الوضع في الميدان صعب؛ فبعد أن احتل بلا معارك تقريبا بلجيكا وهولندا وأغرق فرنسا نفسها، يغلق الجبار الألماني على 340 ألف جندي بريطاني، يرابطون على أرض فرنسا في ميناء "دنكك"".


وذكرت أن "تشرتشل الذي دخل لتوه منصب رئيس وزراء بريطانيا، ملزم بأن يقرر؛ هل يقبل بالتلميحات التي يأتي له بها دبلوماسيون مختلفون عن استعداد هتلر المزعوم للشروع في مفاوضات غير مباشرة لأجل السماح بإخلاء هادئ للقوات البريطانية من القاعدة في "دنكك" أم يرد التلميحات ردا باتا ويخاطر بحرب مضرجة بالدماء؟".

 

اقرأ أيضا: قتلى وجرحى بينهم أمريكيين بتفجير بمحيط مطار كابول (شاهد)


ونوهت "يديعوت"، إلى أنه "في نهاية 4 أيام من المداولات، يقرر تشرتشل ووزراؤه بحزم؛ لا حديث مع النازيين، ولا بأي وساطة أو تحت أي مظلة، إذ إن كل حديث معهم سيؤدي إلى التدهور في "المنحدر السلس"، وفي أسفله تسليم بنظام الشر المطلق الذي يهدد الحضارة البشرية بصفتها هذه".


وبينت أن "رفض تشرتشل المطلق لأي شكل من "الحوار" و"التنسيق" مع النظام النازي لم يعد بالنصر، يكتب لوكاش، ولكنه "أوقف الانهزامية"، رغم أن الجيش الألماني كان جيشا قويا، مسلحا جيدا، ويحمل على موجات الانتصارات، فإن الموقف غير المهادن للحكومة في لندن دفع هتلر وجنرالاته للامتناع عن الهجوم المباشر على القوات البريطانية في انسحابها في البحر من فرنسا إلى بريطانيا؛ في إحدى حملات الإخلاء الأكبر والفورية في التاريخ".


ورأت أنه "لو قرأ الرئيس بايدن في الوقت المناسب كتاب "خمسة أيام في لندن"، لكان ممكنا على الأقل ألا يرسل رئيس جهاز "سي.أي.إيه" من أجل لقاء تنسيق مع قادة طالبان، وبالتأكيد ما كان ليوافق علنا على مطلب التنظيم لإنهاء التواجد الأمريكي في كابول حتى نهاية الشهر الحالي فطالبان تتكون من 40 ألف مقاتل من قبائل مختلفة مع سلاح قديم".


وقدرت الصحيفة العبرية، أن "طالبان ما كانت ستتجرأ على مهاجمة آلاف الجنود الأمريكيين المتواجدين في مطار كابول"، منوهة إلى أن "إخلاء اللاجئين كان سيستمر بقدر ما ينبغي أن يستمر".


ولفتت إلى أنه "عندما يكون الاعتبار الأعلى للرئيس الأمريكي هو توفير تبادل النار مع طالبان، خشية أن يصاب جندي أمريكي، فهذا بداية التدهور في المنحدر السلس الذي حذر منه تشرتشل في 1940".