أكدت صحيفة عبرية، أن نجاح 6 أسرى فلسطينيين في التحرر ذاتيا من سجن "جلبوع" الإسرائيلي، وضع رئيس السلطة محمود عباس في ورطة، حيث يرجح أن تؤدي الحادثة إلى اشتعال الأراضي الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي.
صفقة تبادل أسرى
وأشارت صحيفة "هآرتس" العبرية، في مقال نشرته للصحفي جاكي خوري بعنوان "ورطة عباس"، إلى أن "الاهتمام في غزة وفي رام الله، تركز مؤخرا على محاولات محمومة لجلب أكبر قدر من التسهيلات للفلسطينيين، مع استغلال زخم رياح الخطاب السياسي في المنطقة، ورغم أن الفصائل في غزة وعلى رأسها حماس، هددت بالتصعيد، كان واضحا للجميع، أنه لا يوجد لأي طرف مصلحة في القتال".
ونوهت إلى أن "عباس كان في ذروة استعداده لإلقاء خطاب سياسي في الأمم المتحدة، كي يجمل شهرا ناجحا من ناحيته؛ اللقاء مع وزير الأمن بني غانتس، الحوار المباشر مع حكومة إسرائيل، تسهيلات مدنية واقتصادية، حوار مفتوح مع الإدارة في واشنطن، وتوقع لقاء مع الرئيس جو بايدن، قمة ثلاثية في القاهرة مع الملك عبد الله والسيسي، إضافة لتوقعات في رام الله، خاصة بتطورات في الساحة العربية ستؤدي لتداعيات اقتصادية إيجابية على الفلسطينيين".
واعتبرت أن "فرار الأسرى الستة، إلتهم جميع الأوراق، وهذا حدث لم يتم أخذه في الحسبان في أي سيناريو، وإطلاق سراح أسرى لم يكن مطلقا في الوعي الفلسطيني، فمن ناحيتهم، الإمكانية الوحيدة لتحرير الأسرى، عبر صفقة تبادل أسرى".
اقرأ أيضا: تفاصيل جديدة حول عملية جلبوع.. والمطاردة قد تطول
ونبهت الصحيفة، إلى أنه "ليس من الغريب، أن هرب الأسرى يثير هزة في النظام السياسي وفي الرأي العام وفي الخطاب الجماهيري كله، قضية الأسرى حتى قبل الهرب، تحتل مكانا مهما في قلب الإجماع الفلسطيني، ولا يتم سماع أي رأي ضد الأسرى، وكذلك السلطة تهتم بعدم المس بأي حال من الأحوال بالأسرى، وهذا هو السبب، فرار الأسرى من سجن إسرائيلي، حظي بالتأييد من كل أطراف الطيف السياسي الفلسطيني".
ولفتت إلى أن "هؤلاء الأسرى، هم أبطال لدى الرأي العام الفلسطيني، لأنهم نجحوا في التغلب على أحد الأجهزة الأمنية الأكثر تطورا في العالم وتحرير أنفسهم"، مضيفة: "الفلسطينيون يطالبون بصورة فورية، بتوفير الحماية للأسرى عند الحاجة، وعدم التعاون (التنسيق الأمني) في عملية تعقبهم".
ورأت أن "رد إسرائيل، خاصة داخل السجون، أثبت كم هي واسعة تداعيات هذا الحدث، فهي لا تقتصر على تحرر الأسرى الستة، فقرار توزيع الأسرى بين السجون المختلفة، تسرب خلال دقائق، وأثار بسرعة ردودا كثيرة"، موضحة أن "التوتر في السجون، والمواجهات والاعتصامات التي جرت في أرجاء الضفة، تشكل إشارة لما سيأتي".
السلطة تدرس خطواتها
ونبهت إلى "يوم الغضب" الذي دعت إليه فصائل فلسطينية في أرجاء الضفة الغربية المحتلة، إضافة إلى مسيرات باتجاه نقاط الاحتكاك مع الجيش الإسرائيلي، مشيرة إلى أن "أحداث أيار/مايو الماضي، تدل على أن الأمر يتعلق بتطور مع إمكانية كامنة لتفجر عال وقدرة استنزاف لجهاز الأمن الإسرائيلي".
وتابعت: "التوقيت لا يفيد في تهدئة النفوس؛ الحديث يدور عن منتصف أيلول/سبتمبر، وهو وقت قصير قبل الذكرى السنوية للانتفاضة الثانية، الأمر الذي يمكن أن يصب الزيت على النار"، منوهة أن "السلطة وأجهزة أمنها، لا يمكنهم السماح لأنفسهم بالظهور كمن ساعدوا إسرائيل في الإمساك بالأسرى الستة، ولكنها أيضا لا تستطيع أن توفر لهم الحماية".
وحذرت "هآرتس"، من أن "الإمساك بالأسرى، هو تحد مهم يمكن أن تكون له تداعيات قاسية، وفي حال قتل أحدهم، فالتداعيات يمكن أن تكون حتى أكثر أهمية".
وذكرت أن شخصيات فلسطينية تشارك تل أبيب في تخوفها هذا، أكدت للصحيفة أنهم "يفضلون هرب الأسرى لدولة مجاورة أو إلى قطاع غزة، تجنبا لمواجهة تداعيات الإمساك بهم في الضفة، وفي المقابل، التنظيمات في غزة لا يمكنها السماح لنفسها بالبقاء غير مبالية إزاء ما يحدث، وإذا كانت أحداث أيار/مايو الماضي، قادتهم لإطلاق الصواريخ، فمن المؤكد أن الخطر أيضا قائم الآن، عندما يدور الحديث عن أسرى، وهدد بعضهم، في حال المس بالأسرى، سيؤدي هذا إلى الرد".
اقرأ أيضا: تقديرات جديدة حول محرري جلبوع.. والسلطة تشارك بالمطاردة
وقدرت أن "التصعيد إذا وقع، سيدفن كليا جهد سفير قطر في المنطقة، كما أن حوار تبادل الأسرى، سيتبخر، وفي نهاية المطاف، من سيحرر الأسرى في هذا التوقيت"، مؤكدة أن "هرب الأسرى، سيناريو معقد لم تكن السلطة الفلسطينية مستعدة له، وهي الآن ستضطر لدراسة خطواتها طبقا للتطورات في الأسابيع القريبة القادمة".
ونبهت الصحيفة، أن "هذه الورطة ليست هي قضية السلطة الفلسطينية في رام الله، بل أيضا إسرائيل يجب عليها أن تواجه الآن الواقع الجديد، فلجنة تحقيق واستخلاص دروس بخصوص سلوك "الشاباك" هي فقط موضوع داخلي، لكن الخطوات التي يتم القيام بها ضد الأسرى في السجون ستؤثر على الضفة والقطاع، وربما على استقرار الائتلاف الحكومي في إسرائيل".
وقدرت أن "معركة كبيرة في غزة أو تصعيدا واسعا في الضفة، يتوقع أن يؤثر على العرب في الداخل"، منبهة أن "عملية البحث عن الأسرى الستة، ليست فقط عملية أمنية، بل هذا حدث سياسي يجب على رئيس الحكومة نفتالي بينيت وعباس ويحيى السنوار (قائد حماس في غزة) أن يدرسوا جيدا خطواتهم في إطاره".
وكشف الاحتلال الإسرائيلي فجر الاثنين 6 أيلول/ سبتمبر 2021، عن نجاح ستة أسرى فلسطينيين، معظمهم من أصحاب الأحكام العالية (مؤبدات)، في تحرير أنفسهم من سجن "جلبوع" الذي يوصف إسرائيليا بـأنه "شديد الحراسة"، ما شكل صدمة كبيرة لكافة المحافل الإسرائيلية، وعاصفة داخلية لا تسكن.
"يديعوت": "الهروب الذكي" من "جلبوع" كشف 7 إخفاقات كبيرة
قادة إسرائيليون: الأسرى الستة انتصروا علينا في حرب العقول
تحذير إسرائيلي: حفرة النفق قد تنتهي بمنصة صواريخ من غزة