تحدثت صحيفة الغارديان البريطانية، عن الثمن
الكبير الذي دفعه المسلمون، لقاء الحرب على ما يعرف بـ"الإرهاب" عقب
هجمات الـ11 من أيلول/ سبتمبر.
وأشارت الصحيفة في مقال للكاتب مصطفى بيومي
وهو أمريكي مسلم، إلى أنه ليس هناك
نسخة أخرى من الإسلام معروفة للجمهور. ففي 17 سبتمبر 2001، بعد أيام من الهجمات المروعة
على أمريكا، قام الرئيس الأمريكي حينها جورج دبليو بوش بزيارة حظيت بتغطية إعلامية
كبيرة، وهي زيارة المركز الإسلامي في واشنطن.
في ذلك الوقت، كان
المسلمون وكل من يبدو مسلما يتعرضون في أمريكا لأعمال عنف رهيبة في جميع أنحاء
البلاد، وبلغ عدد جرائم الكراهية المئات. وشملت: الاعتداءات الجسدية الوحشية،
وإحراق عدة مساجد، وجريمتي قتل على الأقل.
وأضاف بيومي: إذا تذكر
الجميع ماقاله بوش "الإسلام هو السلام" في مسجد واشنطن، فكم منهم يتذكر
أن الإدارة الأمريكية نفسها قد بدأت بالفعل في اعتقال واحتجاز المئات، إن لم يكن
الآلاف من المهاجرين
المسلمين، وغالبا في ظروف قاسية للغاية ومسيئة؟ كم منهم يتذكر
الخط الساخن الذي أنشأه مكتب التحقيقات الفيدرالي مباشرة بعد هجمات 11 سبتمبر،
الذي تلقى أكثر من 96,000 بلاغ في أسبوعه الأول؟
وقال إن المسلمين أصيبوا
بحالة من الذعر خاصة من يقيم بتأشيرة عمل في الولايات المتحدة، وسادت لدى الكثيرين
فكرة توقيف عشوائي من قبل السلطات الذي قد يؤدي إلى الاحتجاز والترحيل.
في هذه الأجواء بدأت
تنتشر القصص المفزعة، مثل قصة الرجل المصري الذي اتهم بالتعدي على ممتلكات الغير
في نفس الفندق الذي كان يقيم فيه وتم ترحيله.
وتابع: "بدأنا
نتعلم بسرعة كيف نبقي رؤوسنا منخفضة على الأرض، وصوتنا غير مسموع قدر الإمكان خوفا
من لهجتنا، وبدأنا نرفع العلم الأمريكي على سيارات الأجرة والمتاجر".
فأي نسخة من جورج
دبليو بوش ينبغي تصديقها: رئيس الكلمات الرقيقة عن المسلمين.. المسلمون هم أطباء
ومحامون وأساتذة قانون وأعضاء في الجيش ورجال أعمال وأصحاب متاجر وأمهات وآباء، وهم
بحاجة إلى أن يعاملوا باحترام"، أم إدارته التي تمارس أعمالا لا ترحم تجاه
نفس المسلمين؟
فالحرب على الإرهاب
تعتمد على هاتين النسختين المزدوجتين للمسلم المواطن الاستثنائي والغريب الخطير في
نفس الوقت.
وقال بيومي إنه بعد
عشرين عاما يجب على كل أمريكي أن يسأل ما الغرض من
الحرب على الإرهاب؟ أهدرت
تريليونات الدولارات في الميزانيات العسكرية وقتلت مئات الآلاف من الناس، ودمرت
مجتمعات بأكملها واقتلعت وشردت. ما الذي أحدثته هذه الحرب العالمية غير المزيد من
البؤس والمزيد من الدمار، والمزيد من العنف السياسي في كل مكان ألمت به؟ وعلى مدى
العقدين الماضيين.