قال كاتب إسرائيلي إن "عملية هروب الأسرى الستة شكلت إيذانا بولود رمز وطني جديد أمام الفلسطينيين، الذين عبروا عن شعورهم بالبهجة الغامرة، وخرجوا باستنتاج مفاده أن الطرف المستضعف نجح في إخضاع وإذلال الجانب القوي، وهو الاحتلال الإسرائيلي، وهكذا عاد الأسرى إلى كونهم رمزا للنضال بعد سنوات من التغيرات التي شهدها المجتمع الفلسطيني، وهذا هو الوقت المناسب لمؤيدي المواجهة مع إسرائيل، وهو أمر خطير بالنسبة لها".
وأضاف إيهود حامو بمقاله بموقع
"القناة 12" العبرية، وترجمته "عربي21"، أن "الفلسطينيين يحتاجون
لرموز يمكن لهم أن يتحدوا حولها، في الستينيات كانوا أعضاء في فتح ومنظمة التحرير،
وفي السبعينيات خاطفي الطائرات من الجبهة الشعبية، وفي العقد التالي أتى رموز الانتفاضة
الأولى، وفي التسعينيات ولد مهندسو العمليات التفجيرية التابعين لحماس، التي حولت إسرائيل إلى جحيم، وفي العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، جاء الانتحاريون والمسلحون خلال
انتفاضة الأقصى"، وفق وصفه.
وأشار إلى أنه "لسنوات
طويلة، ظل الفلسطينيون يكافحون من أجل إنتاج رموز وطنية، خاصة في الضفة الغربية، لاسيما
عندما هدأت الانتفاضة الثانية، وبدأوا ينظرون لمقاومة الاحتلال انطلاقا من حساب الأرباح
والخسائر، بعد أن أفسح الكفاح المسلح طريقه إلى حياتهم نفسها، ولذلك خرجت ظاهرة العمليات
الفردية، التي تسعى لتحقيق الذات، بجانب الأهداف الوطنية، وبدأ الاهتمام بالأسرى في
السجون الإسرائيلية، وأحاطت بقضيتهم هالة من القداسة في الروح الفلسطينية".
اقرأ أيضا: إضراب بمدن فلسطين تضامنا مع الأسرى.. ومواجهات مع الاحتلال
وأكد أن "هروب الأسرى الفلسطينيين
الستة بات حدثا مهما للغاية يثير المخيلة الفلسطينية، ويلبي الحاجة المزدوجة، سواء
لخلق رموز وطنية جديدة، أو زيادة التضامن المتجدد مع الأسرى، وعندما تتجول في مدينة
جنين، بدا من الصعب ألا تتأثر بالغبطة على الجانب الآخر، حين شعر الفلسطينيون أن المستضعف
النهائي تمكن من إخضاع الجانب القوي، وإهانته بشكل خاص، وهو الاحتلال، وهذا شعور مشترك
بينهم جميعًا، وفي الوقت نفسه، تعتبر هذه أيام لتمجيد الأسرى الستة".
وأشار إلى أنه "بينما كنت
أسير في ضواحي جنين، خرجت صيحات فرح من كل مركبة، وأصبح هؤلاء الأسرى بنظر الفلسطينيين
أسطورة، لأن السجن الإسرائيلي وفق التعريف الفلسطيني يعتبر "كبسولة" صراع
مضغوطة، عالم له قوانينه الخاصة، منفصل عما يحدث في الخارج، ولكن في الممارسة العملية
بات متورطا بطريقة قد تكون مفاجأة، لأن الأسرى الموصوفين بين الفلسطينيين بأنهم
"أبطال المجد" كسروا هالة "حراس الأمن" الإسرائيليين الذين أحاطوا
بهم".
وأوضح أن "هؤلاء الأسرى الستة شكلوا مصدر أمل للفلسطينيين من رفح جنوبا إلى جنين شمالا، وسط حالة من الإحباط التي تسود الشارع الفلسطيني، ما يعني أن المكانة
الاجتماعية للأسرى ما زالت مرتفعة، ومرتفعة جدا، ومن وجهة نظر الفلسطينيين، يظل دورهم
مهمًا للغاية في النضال من أجل الاستقلال، ويُنظر إليهم على أنهم رأس السهم في النضال،
ومن ضحوا بأثمن ما لديهم، وهي حريتهم".
وختم بالقول إن "عملية
هروب الأسرى الستة أشعلت المخيلة الفلسطينية، وأعادت قضيتهم إلى طاولة النقاش، ليس
فقط في إسرائيل، ولكن أيضًا في الجمهور الفلسطيني، وزادت من حجم ضخ الروح المعنوية
في الروح الفلسطينية، ما أعاد رفع هذا الرمز القديم الجديد للنضال من أجل الاحتلال
الإسرائيلي، وهو يجمع كل الفصائل الفلسطينية من حوله، وهذا وقت ملائم جدا لخصوم إسرائيل
وأعدائها، وداعمي الصراع ضدها، وهو أمر خطير".
الاحتلال يتوقع تضاعف أعداد الإسرائيليين بنهاية 2065
الاحتلال يتأهب على 3 جبهات بالتزامن مع الأعياد اليهودية
يديعوت: غياب التسوية يزيد الاستيطان ويقرب الدولة الثنائية