كشفت صحيفة "هآرتس" العبرية، عن استعدادات جديدة يقوم بها جيش الاحتلال الإسرائيلي، من أجل مواجهة خطط القتال و"هجوم مفاجئ" من قبل حزب الله اللبناني.
وأكدت الصحيفة في تقرير للخبير
العسكري عاموس هرئيل، أن الجيش الإسرائيلي، قام بـ"تشكيل وحدة احتياطية جديدة،
تحمل اسم "دفورا" (نحلة)، تابعة لقيادة المنطقة الشمالية، بهدف تعزيز قوات
الجيش حال توغل مسلحي حزب الله في إسرائيل"، موضحة أن هذه الوحدة التي تضم مئات
العناصر في خدمة الاحتياط من سكان الشمال، ستصبح عملياتية في نهاية العام الجاري.
وزعمت أن "الجيش على المدى
القصير، لا يقلق بشكل خاص من إمكانية اندلاع حرب مع حزب الله، فلبنان منشغل بنفسه،
والوضع الداخلي عاصف، وتشكيل الحكومة الجديدة قبل أسبوع لا يتوقع أن ينقذه من الأزمة".
ونبهت الصحيفة إلى أنه "على
المدى الأكثر بعدا، توجد لإسرائيل مشكلة، لأن حزب الله مزود بأكثر من 70 ألف صاروخ
لمسافات مختلفة (عندما نضيف قذائف الهاون فإن الرقم يتضاعف)، وهذه القذائف تغطي كل
هدف في إسرائيل، والأكثر أهمية، أن هناك أكثر من 100 منها مزودة بأنظمة تمكنها من الإصابة
الدقيقة".
وأضافت: "يضاف إلى ذلك،
تحسين قدرة "قوة الرضوان"، وهي وحدة النخبة التي تضم بضعة آلاف من جنود الكوماندوز
الذين راكموا تجربة قتالية حقيقية في أثناء الحرب في سوريا"، منوهة إلى أن
"التجربة المتراكمة أحدثت تغييرا في الرؤية، فحزب الله يتدرب استعدادا لهجوم مفاجئ،
وفي حال اندلعت الحرب، سيقوم رجاله بالسيطرة على بلدة لإسرائيلية قريبة من الحدود،
أو على عدة مواقع ونقاط رئيسية، وبذلك يعملون على تشويش وإعاقة دخول قوات الجيش الإسرائيلي
إلى جنوب لبنان".
اقرأ أيضا: جنرالان إسرائيليان: هذه أهم التحديات الأمنية لدولة الاحتلال
وذكرت "هآرتس"، أن
"إسرائيل لاحظت هذا التوجه المتغير تقريبا في 2015، ورئيس الأركان أفيف كوخافي،
الذي كان في حينه قائد المنطقة الشمالية، وصف للمرة الأولى حزب الله بـ "جيش"
يتجاوز بكثير منظمة عادية، وبالتدريج تم في الجيش الاسرائيلي القيام بإجراءات لتحسين
الاستعدادات الدفاعية وزيادة التعقب الاستخباري حول حزب الله".
ولفت إلى أنه "ضمن أمور
أخرى، تم تحسين أجزاء من الجدار الحدودي مع لبنان، وتم تدشين منطقة تدريبات قرب الحدود، بحيث تسمح دائما بأن تضع في حالة استعداد دائم قوة أخرى جاهزة للتشغيل، ولكن تولد الانطباع أنه في المناوشات الدورية في لبنان امتنعت إسرائيل وحزب الله عن شد الحبل أكثر من اللازم،
وفي كل مرة حدث فيها تبادل لكمات، فضلوا التوقف قبل أن يجدوا أنفسهم في حالة احتكاك
حقيقية مع القوات البرية".
ونبهت إلى أنه "كجزء من الرد
على احتمالية قيام هجوم مفاجئ في المستقبل من قبل حزب الله، يتم الآن في قيادة المنطقة
الشمالية إقامة وحدة احتياط جديدة باسم "دفورا"، وهذه الوحدة التي ستكون
خاضعة للفرقة "91" المسؤولة عن الحدود مع لبنان، وستعمل كقوة تدخل سريعا
في حالة اختراق حزب الله".
وبينت الصحيفة، أنه "سيخدم
في الوحدة بضع مئات من الجنود، معظمهم خريجو وحدات خاصة وألوية المشاة وجميعهم من سكان
الجليل، وسيأخذ الجنود السلاح والمعدات الشخصية معهم لبيوتهم، وعند الحاجة سيتم إرسالهم
سريعا لساحة الأحداث، كتعزيز للقوة التي توجد في المنطقة بصورة عملياتية، قبل أن يتمكن
الجيش الإسرائيلي من أن يرسل إلى المكان قوات إضافية".
وأشارت إلى أن "هذا نموذج
يستند في الأساس على وحدة مكافحة الإرهاب في إيلات، التي تعتمد أيضا على جنود احتياط،
والحاجة إليها تطورت على خلفية المسافة الكبيرة بين إيلات والبلدات الأخرى".
وكشف المقدم الإسرائيلي بني
مئير، وهو ضابط العمليات الخاصة والدفاع القطري للفرقة، أن "تشكيل الوحدة التي
ستصبح عملياتية نهاية السنة الحالية، استهدف مساعدة الجيش في حربه على الزمن، فإذا
نجح حزب الله في أن يتغول داخل مناطقنا بشكل مفاجئ، فالانتظام المضاد السريع سيكون
حاسما".
وزعم أن "هذه القوة، يمكنها
أن تكون نوعية ومدربة، وبالأساس في متناول اليد، واستجابة جنود الاحتياط عالية؛ لأن
الأشخاص هنا يدركون الحاجة".
ونوه الضابط لـ"هآرتس"،
إلى أن "أعمار معظم الجنود ما بين 30-40 عاما، وهم أشخاص أصبح مركز حياتهم في
الجليل، ومن بينهم عدد كبير من الضباط"، مضيفا: "نبحث عن أشخاص يتحلون بالصبر
ولهم تجربة وجدية، وتقدير متزن أيضا".
مقارنة إسرائيلية بين الانسحابين من أفغانستان ولبنان
حملة إسرائيلية تحرض على المزيد من القتل في غزة
جيش الاحتلال يستغل "تليغرام" لتصفية حساباته مع الخصوم