قالت مسؤولة إسرائيلية، إن إسرائيل رحبت بفرصة تعزيز العلاقات مع القاهرة، وسارعت في الاستجابة للعديد من المطالب، بما فيها زيادة الوجود العسكري المصري في سيناء.
وأضافت كاسينيا سافيتلوفا عضوة الكنيست السابقة، ومديرة برنامج إسرائيل والشرق الأوسط في المعهد الإسرائيلي للسياسة الإقليمية- ميتافيم، في مقال على "القناة 12" العبرية، ترجمته "عربي21"، أنه "يجب على إسرائيل الإصرار على تطوير العلاقات المدنية مع مصر من أجل خلق الصمغ الذي يربط بينهما".
واستدركت بالقول: "لكن لا تنسَ أن السلام الثنائي مع مصر يعتمد، من بين أمور أخرى، على التقدم في الساحة الفلسطينية، ولذلك يجب أن يتعايش التعاون الأمني الوثيق بينهما، مع رؤية خاضعة للإشراف في ما يتعلق بالتسلح السريع لمصر، والتداعيات المستقبلية على أمن إسرائيل".
اقرأ أيضا: كاتب إسرائيلي: لقاء بينيت-السيسي رفع حرارة "السلام البارد" بينهما
وقالت: "هناك الكثير من المتوقع من العلاقات بين تل أبيب والقاهرة في العقد المقبل، ويبقى تحديد جهة المسؤول في مصر عن تشكيل صورة إسرائيل، ولماذا تستمر الأولى في تسليح نفسها بوتيرة مذهلة، وقد وصل التعاون بين تل أبيب والقاهرة إلى آفاق جديدة، وتقارب غير مسبوق، فيما رحبت مصر، التي وجدت صعوبة بالقضاء على أنشطة التنظيمات المسلحة في سيناء، بالتعاون مع إسرائيل، ولم تحاول إنكاره، أو إخفاءه".
وتابعت بأن "زيارة رئيس الوزراء نفتالي بينيت للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، تعد الأولى له إلى دولة عربية، وجاءت الدعوة من مصر، وتم تسليمها خلال زيارة وزير المخابرات عباس كامل قبل أسابيع قليلة، مع أن آخر مرة زار فيها رئيس وزراء إسرائيلي مصر تمت قبل 11 عامًا، وخلال هذه الفترة شهدت مصر ثورتين، وحكما قصير الأمد للإخوان المسلمين، ودخلت عدة دول عربية دوامة لا نهاية لها من الحروب الأهلية".
وأضافت أن "إسرائيل بين زيارتي نتنياهو وبينيت إلى مصر تمكنت من توقيع معاهدات تطبيع مع 4 دول في الشرق الأوسط، وواصلت الولايات المتحدة الانفصال عن المنطقة، ودخلتها روسيا والصين للبقاء فيها، وشهدت العلاقات الإسرائيلية المصرية عدة أزمات، لكنها ظلت صامدة رغم العواصف الإقليمية".
وأكدت أنه "رغم تغيير الحكومة الذي حدث في مصر بين 2011 و2013، إلا أن عاملا واحدا لا يزال مستقرا مثل الأهرامات العظيمة في الجيزة، وهو الجيش المصري، فكل الرؤساء المصريين، باستثناء محمد مرسي رجل الإخوان المسلمين، جاءوا من صفوف الجيش، وحرصوا على تقوية الجيش وصورته، وليس من المستغرب أن يدير العسكريون مسألة العلاقات الحساسة مع إسرائيل".
وأوضحت أنه "لم يكن وزير الخارجية المصري سامح شكري من وجه الدعوة لبينيت للقاء السيسي، بل رئيس المخابرات والوزير عباس كامل، حتى في الأيام الماضية، عندما كانت الزيارات واللقاءات المتبادلة أكثر تواتراً، كان من تعامل مع القضية الإسرائيلية-الفلسطينية هو عمر سليمان، أحد مساعدي مبارك، ورئيس جهاز المخابرات".
وأكدت أن "القاهرة تأمل في رؤية هدوء طويل الأمد بين حماس وإسرائيل، واستمرارا للوضع الراهن في مثلث الضفة الغربية وغزة وإسرائيل، وبهذا المعنى، لا تتداخل أهداف مصر وإسرائيل بالضرورة، لأن اتفاق وقف إطلاق النار طويل الأمد، ورفع الحصار عن غزة قد يقوي حماس بشكل كبير، ويؤدي إلى تصعيد أكثر أهمية في المستقبل".
وأشارت إلى أن "التجارة بين الدولتين ما زالت منخفضة، ففي النصف الأول من عام 2021، وصلت إلى 122 مليون دولار فقط، فيما بلغت التجارة مع الأردن 244 مليون دولار، ومع الإمارات العربية المتحدة 613 مليون دولار، ويمكن لإسرائيل أن تقدم القليل جدًا لمصر في مجال التطور التكنولوجي والمزارع، خاصة في مجال الاقتصاد المائي، ورغم ذلك فإن هذا التعاون بالكاد يتقدم".
وكشفت عن أن "مفاوضات قصيرة أجريت حول التعاون في مجال المياه مع مصر في 2016-2017، وقد لا يحتاج السيسي للموافقة على كل اتفاقية ثنائية، ولكن طالما يوجد ضوء أخضر واضح لتعاون أعمق مع إسرائيل، فإن التعاون المدني سيستمر بينهما، ولذلك جاء قرار الترويج للرحلات المباشرة لشركة الطيران المصرية من القاهرة إلى تل أبيب، وتجديد الرحلات الوشيكة إلى شرم الشيخ، وإنشاء منتدى الغاز الإقليمي بمشاركة إسرائيل في القاهرة، واتفاقية بيع الغاز الإسرائيلي لمصر".
اقرأ أيضا: هكذا تناولت الصحف العبرية لقاء "غياب الثقة" بين السيسي وبينيت
وزعمت أن "هذه الاتفاقيات مع إسرائيل تخدم المصالح الاقتصادية والجيوسياسية لمصر، وبالتالي فإنه يمكن إعطاء "ضوء أخضر" لتعزيز هذه الشراكة، ويمكن للجيش أن يتماشى مع بعضها، لكن المشكلة في هذا النهج أن التعاون الأمني الوثيق مع إسرائيل عادة ما يكون مخفيا عن الأنظار، إلا في حالات فردية، كما حدث أثناء القتال المكثف ضد داعش عندما لم يكن من الممكن إخفاء العمل المشترك، ومساعدة الجيش الإسرائيلي".
ولفتت إلى أن "جزءا صغيرا من المصريين يعلم بوجود تعاون أمني مع إسرائيل، ووفقا لاستطلاعات الباروميتر العربي الأخيرة، فلا يزال الموقف المصري الشعبي تجاه إسرائيل مشبوها وعدوانيا، والمسلسلات التلفزيونية تحتوي على رسائل معادية لإسرائيل، رغم انخفاض مستوى العداء في وسائل الإعلام المصرية بشكل طفيف، ولا يزال من الممكن العثور هنا وهناك على مقالات تناقش علاقات إسرائيل مع داعش لتدمير مصر".
وأكدت أن "النظام المصري زاد من علاقاتها مع الجالية اليهودية في مصر، واستثمر جهودا كبيرة في ترميم المعابد اليهودية القديمة في الإسكندرية والقاهرة، ولكن دعا المصريون لمقاطعة جماعية للفنان محمد رمضان، وألغيت عروضه، وتوقفت محطات الإذاعة عن تشغيل أغانيه لعدة أشهر، حتى إن حركة المقاطعة العالمية بي دي أس تحظى بازدهار بين الشباب المصري".
وأوضحت أن "السيسي كان جزءا من جهود إدارة أوباما لعقد قمة إقليمية بمشاركة إسرائيل والأردن ومصر والسعودية والسلطة الفلسطينية في 2016، والتقى برئيس الوزراء آنذاك بنيامين نتنياهو وزعيم المعارضة آنذاك يتسحاق هرتسوغ، لكنه فضل إبقاء هذه الاتصالات سرية، وعدم المخاطرة بفضحها، ولا يزال المجتمع المدني يحمل وجهات نظر مؤيدة لأعداء إسرائيل، ويرفض الاعتراف لها، والتعاون معها، وهذه صعوبة أخرى في القدرة على تعزيز العلاقات المدنية بينهما".
وأضافت أن "إسرائيل تفضل بقاء مصر تحت المظلة الأمريكية، ما يسهل التعاون الوثيق معها، ولا تتوقع صراعا معها إطلاقا، ولا تخاف منه، ولكن على المدى الطويل لا يمكن لإسرائيل تجاهل تآكل ميزتها العسكرية، واستمرار التسلح السريع لمصر".
وختمت بالقول: "الخلاصة أن مصر مهمة لإسرائيل، وإسرائيل مهمة لمصر، ولو استمر السلام مع مصر باردا، فمؤكد أنه من الناحية الاستراتيجية لا يقل أهمية، وربما حتى أكثر أهمية من السلام الدافئ مع الدول التي لا تقع على حدود إسرائيل".
هكذا تناولت الصحف العبرية لقاء "غياب الثقة" بين السيسي وبينيت
كاتب إسرائيلي: لقاء بينيت-السيسي رفع حرارة "السلام البارد" بينهما
السيسي "طلب عون إسرائيل بأزمة سد النهضة".. ما علاقة غزة؟