قالت صحيفة "لوموند" الفرنسية إن فرنسا خسرت جزءا مهما من نفوذها في منطقة شمال أفريقيا بسبب علاقة إيمانويل ماكرون بولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد.
ورأت الصحيفة أن "عمى
الرئيس الفرنسي في المنطقة المغاربية ينبع مباشرة من السياسة المعيبة التي اتبعها
في ليبيا خلال السنوات الثلاث الأولى من ولايته".
وأشارت
"لوموند"، في مقال ترجمته "عربي21" إلى أن ماكرون قدم دعما حاسما لـ "المشير" حفتر في
ليبيا تحت غطاء "المصالحة" مع حكومة طرابلس المعترف بها دوليا، الأمر
الذي لم يشجع إلا على إعادة إطلاق الحرب الأهلية في عام 2019، ونسف جهود الوساطة
الأممية.
وهكذا انضمت فرنسا في
تكتم إلى معسكر الإمارات العربية المتحدة وروسيا ومصر والمملكة العربية السعودية،
العرابين البارزين لأمراء الحرب في شرق ليبيا، بحسب الصحيفة.
اقرأأيضا: بداية تحول استراتيجي في العلاقات الجزائرية الفرنسية…
لكن في النهاية، انتهى
الأمر بخسارة حفتر وداعميه للحرب لفائدة الحكومة الانتقالية المدعومة من تركيا ما
يعني أن فرنسا خسرت نفوذها في ليبيا لصالح تركيا، بحسب خلاصات "لوموند".
وبنت الصحيفة رأيها
على العلاقة التي تجمع ماكرون بابن زايد حيث تكفل الأخير بترميم مسرح نابليون
الثالث في فرنسا خلال الشهر الماضي.
من ليبيا إلى تونس
وقالت الصحيفة إن محمد
بن زايد الذي أذلته نكسات ربيبه حفتر في ليبيا، سعى إلى "الانتقام" من
خلال تخريب التجربة الديمقراطية في تونس إذ لعبت الحوافز المقدمة من أبو ظبي دورا
رئيسيا في قرار الرئيس سعيد في 25 يوليو/ تموز الماضي بتعليق الدستور وتوليه كل
السلطات.
ورجحت
"لوموند" أن تكون الآمال الكبيرة للسلطات التونسية الجديدة تجاه
الإمارات مخيبة للآمال إذ إن محمد بن زايد، الذي فقد مصداقية التجربة التونسية ذات
يوم، سيكون متسقا مع قناعاته المعادية للثورة من خلال رفضه إنقاذ بلد تجرأ خلال
العقد الماضي، على بناء مشهد تعددي.
الجزائر والمغرب
أما في المغرب، فتشير
الصحيفة إلى أن محمد بن زايد شجع على التطبيع مع الاحتلال، مقابل اعتراف إدارة
ترامب بسيادة الرباط على الصحراء الغربية.
لذلك فإن الإمارات العربية المتحدة لا تلعب دور حفاري قبور التحول الديمقراطي في تونس فحسب، بل تلعب أيضا دور رجال الإطفاء في التصعيد المستمر بين الجزائر والرباط، مع انهيار العلاقات الدبلوماسية بين الجزائر وفرنسا وحظر المجال الجوي أمام الطيران العسكري الفرنسي.
وأشارت الصحيفة إلى أن
ماكرون كان سيستفيد من التدخل في الأزمة المزعزعة لاستقرار منطقة شمال أفريقيا،
على أقل تقدير، لو لم يترك الأمر لابن زايد.
وأمام تدخل ابن زايد في الأزمة الجزائرية-المغربية، فإن ذلك سيغذي نقمة الجيش الجزائري تجاه فرنسا.
وخلص التقرير إلى أن
محمد بن زايد أصبح يمثل خطرا كبيرا على فرنسا في شمال أفريقيا، أكثر حتى من تركيا
التي لطالما اتهمها الرئيس الفرنسي بمحاولة بسط النفوذ في المغرب العربي.
وتوقع التقرير تزايد الاضطرابات بين فرنسا ودول شمال أفريقيا في ظل سياسات ماكرون.
FP: الجزائر بحاجة لحرب تحرير جديدة وهذه المرة من حكامها
الغارديان: هل سيخسر ماكرون كل شيء؟
اتهامات لماكرون بملاحقة أصوات اليمين بعد "أزمة التأشيرات"