سلطت صحيفة "واشنطن بوست" على ما قالت إنها مؤشرات على تورط إيراني في هجوم استهدف قوات أمريكية بقاعدة "التنف"، جنوب سوريا، قبل أيام.
ولفتت الصحيفة الأمريكية إلى أن وسائل الإعلام الموالية لطهران احتفت بالهجوم، وإذا صحت مسؤوليتها المباشرة فسيكون ذلك أول هجوم إيراني كبير على القوات الأمريكية في سوريا.
وتم تنفيذ الهجوم بطائرة مسيرة، ولم يسفر عن ضحايا أمريكيين، لكنه ينذر بدوامة توتر جديدة في المنطقة.
وتأسست القاعدة حينما سيطر مقاتلو تنظيم الدولة على الحدود مع العراق، شرق سوريا، ثم تحولت إلى جزء من الاستراتيجية الأمريكية الأوسع لاحتواء المد العسكري الإيراني في المنطقة.
والتنف هو الموقع الوحيد الذي به وجود أمريكي كبير في سوريا خارج الشمال الذي يسيطر عليه الأكراد.
ضربات سابقة
وتنقل الصحيفة الأمريكية عن المحلل في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، مايكل نايتس، قوله إن سلسلة من الهجمات الصاروخية، التي لم يتم الإبلاغ عنها إلى حد كبير، وقعت ضد القواعد الأمريكية في الشمال الشرقي الذي يسيطر عليه الأكراد، هذا الصيف.
وعزا عدم الإبلاغ إلى إصدار إيران أوامر لحلفائها بالامتناع عن مهاجمة القوات الأمريكية في العراق لضمان الاستقرار في الفترة التي تسبق الانتخابات البرلمانية التي أجريت في وقت سباق من هذا الشهر.
اقرأ أيضا: بلومبيرغ: إيران أصبحت قادرة على مواجهة المسيرات الأمريكية
وقال نايتس إن إيران ربما تتطلع أيضا إلى موعد نهائي لانسحاب القوات القتالية الأمريكية من العراق نهاية كانون الأول/ ديسمبر، ما قد يمثل دافعا آخر لتجديد الضغط على القوات الأمريكية في المنطقة.
وتوقع الخبير الأمريكي تصاعد التوتر مع "قرب نهاية العام الذي من المفترض أن تغادر فيه القوات العراق، ومع عدم تقدم محادثات الاتفاق النووي".
حسابات المفاوضات النووية
وبالفعل فإن من المحتمل أن يكون التصعيد في التنف مرتبطا بـ"آفاق باهتة" لاستئناف المفاوضات لتجديد الاتفاق النووي الإيراني، وفقا لعلي ألفونيه، خبير الشؤون الإيرانية في معهد دول الخليج العربي.
وقال ألفونيه إن إيران ربما تسعى لتأمين نفوذ بشأن الشروط التي تعود بموجبها إلى المحادثات من خلال إظهار قدراتها التدميرية ضد القوات الأمريكية في المنطقة، مرجحا وقوع هجمات أخرى لكنها "لن تكون خطيرة لأنه ليس من مصلحة إيران التصعيد أكثر من اللازم".
وكان مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان، قال الثلاثاء، إن الولايات المتحدة تشعر بقلق من تصرفات إيران منذ أن تركت المحادثات بشأن برنامجها النووي، لكن البيت الأبيض لا يزال يعتقد أن هناك فرصة لحل الوضع دبلوماسيا.
وفي إشارة إلى الحكومة الإيرانية، قال سوليفان: "نشعر بالقلق من الخطوات التي اتخذوها منذ أن تركوا خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي)"، مضيفا أن "أولويتنا الأولى هي العودة إلى طاولة التفاوض".
وأشار سوليفان إلى أن الرئيس جو بايدن يعتزم التنسيق مع الشركاء الأوروبيين من أجل تشكيل "جبهة موحدة" بشأن السياسة تجاه إيران، وذلك بعد أربع سنوات من "الانقسام" في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب.
FP: ماذا وراء إنشاء أمريكا تحالفا يضم الإمارات والهند وإسرائيل؟
بلومبيرغ: إيران أصبحت قادرة على مواجهة المسيرات الأمريكية
FA: هل يقود امتلاك إيران القنبلة النووية لنهاية الجمهورية؟