نشرت صحيفة "واشنطن بوست" ديفيد إغناطيوس مقالا، قال فيه إن الدعاوى القانونية التي رفعها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، ضد مسؤول سابق للاستخبارات تواجه عقبات في الولايات المتحدة.
وقال إغناطيوس في مقاله الذي ترجمه "عربي21"، إن الخلاف بين ولي العهد
والجبري يعود إلى ست سنوات سابقة، ففي سلسلة من الدعاوى القضائية والدعاوى المضادة
التي دفعت المسؤولين الإستخباراتيين الأمريكيين البارزين والدبلوماسيين فيها
وحاولوا التوسط بين الطرفين.
ويتهم ولي العهد مسؤول المخابرات السابق بالإحتيال
وسرقة مليارات الدولارات، وبالمقابل يتهم الجبري ولي العهد بأنه نظم عملية اختطاف
ولديه وحاول اعتقاله أو اغتياله.
إقرأ أيضا: ابنة الجبري: ابن سلمان خائف من والدي ويقوم بممارسات كيدية
ولكن محمد بن سلمان يواجه نكسات دبلوماسية وقانونية قد تعوق قضيته ضد الجبري بشكل يفتح الباب أمام مزاعم مضادة.
وأضاف الكاتب أن قاضي محكمة المنطقة في الولايات
المتحدة، ناثانيل أم غوردون أصدر حكما قال فيه إن الجبري "لا يمكنه الدفاع عن
نفسه بطريقة منصفة" في اتهامات الإحتيال بدون الكشف عن "معلومات
سرية" تتعلق بالنشاطات الإستخباراتية الأمريكية- السعودية التي كان مشاركا
فيها.
ويرى الكاتب أن القضية حساسة لدرجة أن وزارة
العدل تحركت في آب/أغسطس واستخدمت صلاحية "أسرار الدولة" لمنع أي كشف
يؤدي عن فضح مصادر استخباراتية ووسائل.
وبعد منع فريق الجبري من الكشف عن معلومات، أمر القاضي غوردون المحامين عن ولي العهد بتقديم مذكرة حدد موعدها في 9 تشرين الثاني/نوفمبر يقدمون فيها "سببا يدعو لعدم رفض القضية هذه"، وقد يؤدي حكمه إلى رفض قضية مشابهة قدمها السعوديون في أونتاريو بكندا.
واستهدف الجبري لأنه كان مسؤولا أمنيا
لدى ولي العهد السابق الأمير محمد بن نايف الذي نحي من منصبه في عام 2017 ولا يزال
معتقلا في السعودية. ويلاحق محمد بن سلمان الجبري منذ عام 2015 بما في ذلك طلب
القبض عليه من الشرطة الدولية (انتربول) والذي رفض وحظر السفر ثم اعتقال ولديه
وصهره في 2017.
ويقول إغناطيوس إن مشكلة أخرى تواجه
جهود ولي العهد السعودي وهي محاولاته الحصول على دعم من الحكومة الأمريكية لزعمه
أن لديه حصانة سيادية من الملاحقات القانونية التي قدمها الجبري وزعم فيها أنه
عرضة لحملة تحرش ومؤامرة اختطاف أو قتل.
وقدم الجبري دعواه القضائية لمحكمة
فدرالية في العاصمة واشنطن العام الماضي وزعم فيها أن عملاء أرسلهم ولي العهد إلى
كندا في تشرين الأول/أكتوبر 2018 للقبض عليه أو قتله.
ووقع الحادث المزعوم بعد اسبوعين من
مقتل صحافي "واشنطن بوست" جمال خاشقجي في القنصلية السعودية بإسطنبول،
وطلبت السفارة السعودية في العام الماضي الحصول على حصانة سيادية من الدعوى
القضائية التي تقدم بها الجبري.
وناقش السعوديون في مذكرة أرسلت إلى
وزارة الخارجية الأمريكية أن ولي العهد يستحق معاملة بناء على "وضعية قائمة
على الحصانة" لأنه "يتمتع بالكثير من سلطات رئيس حكومة" مع أن
والده الملك سلمان هو بمثابة رأس الدولة.
وبحسب المذكرة التي اطلعت عليها
"واشنطن بوست" فإن محمد بن سلمان يستحق "معاملة تقوم على
الحصانة" لأن أي عمل شارك فيه أو قام به "هو عبارة عن ممارسة سلطات
حكومية للسعودية".
وناقشت السفارة أن المزاعم بأن محمد بن سلمان "وجه محاولات قتل خارج القانون لا تلغي حصانة ولي العهد" و "التي تحمي ولي العهد مهما كانت جدية الإتهامات التي وجهت إليه".
ونفت المذكرة السعودية "وبأقوى
العبارات أي محاولة لقتل الجبري" أو تورط ولي العهد فيها.
وتقدمت السعودية بطلب الحصانة في عهد إدارة
دونالد ترامب في تشرين الأول/أكتوبر 2020 وكان تحت النظر عندما وصل الرئيس بايدن
إلى البيت الأبيض في كانون الثاني/يناير، ولم توافق أي من الإدارتين على الطلب.
وتقدم محامو ولي العهد السعودي بنفس
طلب الحصانة في كانون الأول/ديسمبر لقاضي محكمة المنطقة تيموتي جي كيلي في محاولة
لدفع المحكمة رفض دعوى الجبري وأشاروا فيه إلى طلب الحصانة المقدم لوزارة الخارجية،
ولم يتحرك القاضي، مما ترك الأمير عرضة للإجابة على أسئلة تحت القسم في دعوى
الجبري.
ولكن العقبة الأخيرة أو التراجع الاخير
لمحمد بن سلمان هي دبلوماسية وليست قانونية، وترتبط برفض الرئيس بايدن الحديث معه
أو الإتصال به.
والتقى عدد من المسؤولين البارزين في
الإدارة بولي العهد السعودي، وكان آخرهم مستشار الرئيس لشؤون الأمن القومي جيك
سوليفان.
ويقول المسؤولون الأمريكيون إنهم يريدون الحفاظ
على علاقات ودية، قدر الإمكان مع الحكومة. لكن تجاهل بايدن للأمير تزعجه، بخاصة أن
حظي بدعم قوي من دونالد ترامب.
ويرى الكاتب أن الخيارات أمام ولي
العهد تتناقص، وأحد الطرق للخروج من الأزمة هي التسوية يعرض فيها الجبري مالا
وتنازلا عن قضيته في واشنطن مقابل الإفراج عن ولديه وصهره، الذين يعتبرون الآن
بمثابة رهائن.
وتسوية كهذه ستريح المجتمع
الإستخباراتي والقلق من الكشف عن معلومات مهمة، وتسوية كهذه ستكون بمثابة
"انتصار" لكل طرف، لكن محمد بن سلمان ليس مهتما بتسوية كهذه حتى الآن.
ويختم الكاتب بقوله إن التناقض الظاهري
في هذا الخلاف هو أنه يأتي في وقت يبدو فيه محمد بن سلمان قد نجح في بعض جهوده
لتحديث المجتمع السعودي، وآخر مثال على هذا هي الحفلة الموسيقية الشهر الماضي في
الرياض للمغني بيتبال الذي غنى أمام بحر من الشباب السعودي لكن معركة محمد بن
سلمان ضده منافسيه، لا تزال على ما يبدو في العصور المظلمة.
هل تتدخل أمريكا لحماية الجبري؟.. مسؤول سابق بـ"CIA" يجيب
محكمة أمريكية تمهل حفتر للرد على أسئلة بدعوى قضائية
أمريكا واليونان توسعان تعاونهما الدفاعي العسكري