نشر موقع "فيرست بوست" الهندي تقريرا تحدث فيه عن دوافع عودة السعودية إلى دعم باكستان اقتصاديا رغم استمرار الخلاف بينهما في عدد من القضايا الشائكة.
وقال التقرير إن الرياض تسعى إلى مساعدة إسلام آباد بهدف الحد من العلاقات الباكستانية-الإيرانية المتنامية.
وفي 26 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، قالت وكالة الأنباء السعودية إن الصندوق السعودي للتنمية سيودع ثلاثة مليارات دولار لدى البنك المركزي الباكستاني لمساعدة الحكومة الباكستانية على دعم احتياطاتها من العملة الأجنبية.
وأضافت الوكالة أن توجيها صدر أيضا للصندوق بتمويل تجارة المشتقات النفطية الباكستانية بمبلغ مليار ومئتي مليون دولار خلال السنة.
وتلقت العملة الباكستانية دعما من الوديعة السعودية، وزادت روبية واحدة مقابل الدولار في اليوم التالي لإعلان حزمة الدعم التي بلغت قيمتها 4.2 مليارات دولار.
وسيساهم الدعم السعودي في تعزيز الاحتياطيات الأجنبية لباكستان الآخذة في التناقص.
وسجلت الروبية 175.60 مقابل الدولار عند الإغلاق في الجلسة السابقة، وانخفضت بنحو 13.6 بالمئة منذ مايو/ أيار.
رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان أعرب عن امتنانه للسعودية لإيفائها بالتزاماتها، مشيرا إلى أن الدولتين تتمتعان بعلاقات أخوية طويلة الأمد.
وأشار التقرير إلى أن العلاقات المتنامية مع باكستان قد تواجه تحديات مع علاقات الرياض الاقتصادية المتنامية مع الهند.
وأوضح أن السعودية تريد إعادة مكانتها إلى المنطقة بعد أن طغى عليها "منافسوها الإقليميون لبضع سنوات"، كما تريد أن تبين لها أنه لا يمكن الاعتماد على العلاقات بين باكستان والصين القائمة على القروض.
ورغم أن باكستان لن تحصل على دعم السعودية فيما يتعلق بكشمير إلا أنها ستكون "سعيدة" بالاكتفاء بدعمها الاقتصادي لها.
اقرأ أيضا: عمران خان: نزاع السعودية وإيران كارثة للمنطقة
ولفت التقرير إلى أن العلاقات الباكستانية – السعودية، لها جذور تاريخية هامة، تعود إلى حقبة الستينيات عندما درب عناصر من الجيش الباكستاني القوات المسلحة السعودية في تلك الفترة، وتلاها مزيد من التعاون العسكري في فترة السبعينيات والثمانينيات حيث قالت الحكومة الباكستانية حينها إنه يوجد نحو 2000 عسكري باكستاني في السعودية يقومون بمهام هندسية وتدريبية.
وخلال تلك الفترة دفعت السعودية لباكستان ملايين الدولارات، في فترة كانت تسعى فيها باكستان لبناء قنبلة نووية.
وعندما أصبح الوضع الاقتصادي في باكستان في حالة أكثر فوضوية من أي وقت مضى، زاد اعتمادها على السعودية، حيث أجلت مدفوعات القروض لواردات النفط، وساعدت في بناء شبكة كبيرة من المدارس الدينية، وخففت من آثار العقوبات بعد التجارب النووية الباكستانية في 1998، وفي المقابل حصلت السعودية على المساعدة العسكرية الباكستانية.
وبمقابل الاعتماد الباكستاني المالي "المفرط" على السعودية، فقد كانت الرياض تتوقع أن تكون باكستان شريكا عسكريا لها في التحالف الذي قادته بالحرب في اليمن في 2015، ولكن حكومة نواز شريف آنذاك فضلت البقاء على الحياد، وهو ما جعل حكومته غير موثوقة في نظر الرياض.
ولكن عادت باكستان في 2017 لتنضم إلى التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب بقيادة السعودية، ضمن ائتلاف يضم 41 دولة.
وفي عام 2018 أصبح عمران خان رئيسا للوزراء، حيث أصبح على علاقة وثيقة بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وأعلن عن قرض بقيمة 3 مليارات دولار من الرياض لباكستان.
ومع أن السعودية كانت أول دولة أجنبية زارها خان بعد انتخابه عام 2018، بدت الرياض مستاءة من إسلام أباد، وفق تقرير سابق لوكالة فرانس برس.
اقرأ أيضا: باكستان تسعى لإبرام اتفاقات تجارية مع ثلاث دول خليجية
وفي 2019 عبرت باكستان عن غضبها من صمت السعودية عن تخلي الهند عن الوضع الخاص لكشمير، فيما أعلنت تركيا وماليزيا عن مواقف رافضة لما حدث، وهو ما أدى إلى الدعوة لتشكيل كتلة إسلامية بديلة في ظل الصمت العربي على خطوة الهند.
وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قريشي كان قد طالب السعودية بأخذ زمام الأمور والمطالبة بعقد اجتماع خاص لمجلس الأمن، وهدد قريشي بالتوجه إلى ماليزيا وتركيا وإيران الذين انحازوا بشكل كبير إلى باكستان.
وأثار هذا الطلب غضب الرياض التي رأت فيه تحذيرا من أن باكستان تستعد للدعوة لعقد اجتماع لدول إسلامية خارج منظمة التعاون، وبالتالي محاولة لتقويض قيادتها للمنظمة الإسلامية المكونة من 57 عضوا.
وعندها طالبت الرياض إسلام أباد بإعادة قرض قيمته نحو 3 مليارات دولار بشكل عاجل.
وبينما دعمت الرياض إسلام أباد بمساعدات وقروض بمليارات الدولارات في السنوات الأخيرة، يقول مراقبون بحسب فرانس برس إن المملكة حريصة أيضا على عدم إغضاب الهند، وهي شريك تجاري رئيسي لها ومستورد للنفط السعودي.
وتقيم باكستان علاقات وطيدة مع السعودية حيث يعيش ويعمل أكثر من 2.5 مليون من مواطنيها، لكنها تحافظ أيضا على علاقات وثيقة مع إيران.
وعلى مدى عقود، حاولت الدولة تحقيق التوازن بين علاقاتها القوية مع السعودية وإيران التي لها حدود مشتركة معها تمتد على ألف كيلومتر تقريبا.
وفي العام 2019، قام رئيس الوزراء الباكستاني بزيارة مكوكية بين السعودية وإيران في محاولة لتهدئة العلاقات بين الخصمين اللدودين.
طالبان تعلن إحياء مشروع غاز دولي يعود لحقبة التسعينيات
بايدن: هبوط أسعار النفط يتوقف على إجراءات السعودية
"أوبر" و"كريم" مطالبتان بتسديد 100 مليون دولار للسعودية