سياسة دولية

اتهامات غربية لبيلاروسيا بتأجيج أزمة الهجرة.. ونذر توتر عسكري

يعقد مجلس الأمن الدولي، الخميس، جلسة طارئة لمناقشة أزمة المهاجرين العالقين على الحدود بين بيلاروسيا وبولندا- جيتي

تشهد العلاقات بين بيلاروسيا وبين القوى الغربية توترا متصاعدا على خلفية أزمة الهجرة غير الشرعية، وسط دخول للقوة العسكرية الروسية إلى جانب مينسك، وتأكيد حلف شمال الأطلسي "الناتو"، في المقابل، دعمه لأعضائه وشركائه على الطرف الآخر، لا سيما بولندا.

 

وحمل الاتحاد الأوروبي بيلاروسيا المسؤولية عن تأجيج أزمة الهجرة، حيث قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، الأربعاء، إن المهاجرين يُستخدمون بوصفهم سلاحا على حدود بولندا، بهدف "زعزعة استقرار أوروبا".

 

وفيما سيّرت روسيا قاذفتين استراتيجيتين في أجواء بيلاروسيا، تعبيرا عن الدعم لنظامها في مواجهة جيرانها المحسوبين على المعسكر الغربي، فقد عقد حلف الناتو اجتماعا مغلقا في بروكسل، دعما لبولندا.

 

 

وقال مسؤول بالحلف بعد الاجتماع، إن وارسو أطلعت شركاءها في الحلف على الأزمة، وإن الحلفاء اتهموا مينسك باستخدام المهاجرين بوصفهم "تكتيكا هجينا غير إنساني وغير قانوني وغير مقبول".

 

وأضاف المسؤول، لصحفيين، أن "حلف الناتو يقف على أهبة الاستعداد لتقديم مزيد من الدعم لحلفائنا والحفاظ على سلامة المنطقة وأمنها".

 

 

 

وصرح وزير الدفاع البولندي ماريوش بلاشتشاك بأن "الوضع ليس هادئا"، وقال إنه بعدما حاولت مجموعة كبيرة من المهاجرين اقتحام الحدود الاثنين الماضي، تقوم مجموعات صغيرة اليوم بالهجوم في أماكن عدة في وقت واحد، متهما قوات بيلاروسيا بترهيب المهاجرين لدفعهم إلى خرق الحدود.

وعقد رئيس الوزراء البولندي ماتوش مورافيتسكي مؤتمرا صحفيا مشتركا مع رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال -الذي يجري زيارة إلى وارسو- اعتبر فيه أن "ما نواجهه هنا -ويجب أن نكون واضحين- هو شكل من أشكال إرهاب الدولة".

 

اقرأ أيضا: أزمة مهاجرين بين بلاروسيا وبولندا والأخيرة تمنع عبورهم


ودعا رئيس الوزراء البولندي إلى منع الرحلات من الشرق الأوسط إلى بيلاروسيا.

 

وقال ميشال إن عقوبات جديدة بحق بيلاروسيا "مطروحة على الطاولة"، وإن الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي ستبحث هذه المسألة الاثنين المقبل.

 

 

 

وفي هذا السياق، اتفق ممثلو دول الاتحاد الأوروبي أمس الأربعاء، على توسيع العقوبات المفروضة على بيلاروسيا لاستهداف النظام، بحسب ما أفاد به دبلوماسيون، في خطوة قانونية تمهد لموافقة وزراء خارجية الدول الـ27 على إضافة مجموعة من الأفراد والشركات إلى القائمة السوداء خلال اجتماعهم الاثنين المقبل.


وتطرق ميشال إلى مسألة التمويل الأوروبي لمد سياج سعيا لمنع عبور المهاجرين، وهو ما تطالب به بولندا ودول أوروبية أخرى، غير أن المفوضية ترفضه حتى الآن، فقال إنه "من الممكن قانونيا" أن يمول الاتحاد الأوروبي مثل هذه البنى التحتية.


وطلبت إستونيا وفرنسا وإيرلندا اجتماعا طارئا لمجلس الأمن الدولي بشأن الأزمة، وقال دبلوماسيون إن المجلس قد يعقد جلسة مغلقة بعد ظهر الخميس.

 

 

وفي جنيف، أعربت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان ميشال باشليه عن استيائها إزاء "وجود أعداد كبيرة من المهاجرين واللاجئين متروكين في وضع يائس وسط درجات حرارة تقارب الصفر عند الحدود بين بيلاروسيا وبولندا".


وحضّت باشليه الدول المعنية على "اتخاذ خطوات فورية لاحتواء التصعيد وإيجاد حل لهذا الوضع الذي لا يحتمل".

 

والاثنين، حاول العديد من طالبي اللجوء عبور الحدود لدخول بولندا من بيلاروسيا؛ ويوجد حاليا حوالي أربعة آلاف طالب لجوء على حدود البلدين، بحسب وكالة الأنباء البولندية.