الكتاب: "صفقات تبادل الأسرى الفلسطينية-الإسرائيلية (1985- 2011م)"
المؤلف: أسامة معين مرتجى
الناشر: دار الكلمة للنشر والتوزيع، غزة- فلسطين، الطبعة الأولى 2020م
آمنت الثورة الفلسطينية على مدار تاريخها، أن الثائر هو أغلى ممتلكات الوطن، ويجب حمايته من بطش الاحتلال ومعتقلاته، ومن هنا انبثقت فلسفة المقاومة بالعمل الدؤوب لتحرير قيود أسراها.
إن واقع الأسرى في السجون الإسرائيلية، وتفاقم حالة المضربين منهم عن الطعام هذه الأيام، يتطلب وقفة جادة من الكل الفلسطيني، فما زال حتى كتابة هذه السطور قرابة أربعة آلاف وخمسمائة أسير، يقبعون في الأسر، يقارعون مصلحة السجون بأجسادهم، وأمعائهم الخاوية المشروعة، سيوفاً في وجه القمع الدموي، الذي يمارسه السجان، فما يجري في السجون هو صراع لأجل الكرامة الإنسانية للأسير.
اعتقلت اسرائيل منذ عام 1967م، أكثر من مليون فلسطيني بعضهم لأكثر من مرة، إضافة إلى آلاف الجنود والمواطنين العرب، والمتضامنين من جنسيات أجنبية، وتمكنت القوات العربية في حروبها من أسر أكثر من ألف جندي إسرائيلي، واحتجزت المقاومة الفلسطينية واللبنانية العشرات من المستوطنين، وتعد نسبة المعتقلين الفلسطينيين إلى إجمالي عدد السكان هي الأكبر في العالم، إذ إن نسبتهم تعادل 20% من الشعب الفلسطيني.
حول الأسرى وصفقات التبادل وضع أسامة مرتجى، دراسته صفقات تبادل الأسرى الفلسطينية-الإسرائيلية، وهي دارسة مقارنة، وضم الكتاب نحو 190 صفحة من القطع المتوسط، قسمها الكاتب إلى خمسة فصول، تخللها توازن محكم لعدد صفحات كل فصل.
قدم لهذا الكتاب محمود العالول نائب رئيس حركة فتح الذي أشار إلى أن "إنجاز أي عملية مهما كانت طبيعتها؛ لإطلاق سراح إخوتنا، ورفاق دربنا الأسرى، هو إنجاز يليق بنضالاتهم ويستوجب السعي لإنجازه" (ص8).
وقدم لهذا الكتاب قدري أبو بكر رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين، الذي لام المفاوض الفلسطيني في صفقة عام 1983م، باعتبارها نموذجا "شابه خلل تفاوضي كبير بفعل قلة الخبرة، حيث إنني كنت ضمن قائمة صفقة التبادل، وأفرج عني برفقة عشرات الإخوة آنذاك بهدف الإبعاد، ووصلنا إلى المطار، ثم أعدنا مرة أخرى للأسر" (ص9)، وحث المفاوض على الأخذ بالقاعدة "لتحصد أفضل النتائج، تعلم من الماضي واجتهد في الحاضر".
أما تيسير البرديني، المفرج عنه في صفقة عام 2011م، فيقول: "مارس المحتل كل أنواع الإرهاب، على شعبنا من أجل تشكيل حالة ضغط على المقاوم، لثنيه عن مواصلة فرض شروطه، ولكن شعبنا كان، ومازال الحاضنة الثورية الأمنية، التي وفرت المناخ الأفضل للمفاوض لتحقيق شروطه، وهذا ما شاهدناه من إنجاز عظيم في صفقة شاليط" (ص12).
غفل مرتجى تخصيص تقديم، لكتابه من الفصائل التي أنجزت صفقات التبادل، موضوع كتابه هذا، سواء من الجبهة الشعبية ـ القيادة العامة، التي أنجزت صفقة عام 1985م، أو من حركة حماس صاحبة الصفقة عام 2011م، وذلك ينم عن توجه الكاتب مرتجى.
أغنى الكاتب دراسته بمقابلات مع الأسرى المحررين من السجون الإسرائيلية، إلى جانب الكتب العربية المهمة نذكر منها: "المعتقلون الفلسطينيون في الفترة الواقعة ما بين 1967 و1985م"، لجهاد البطش، و"شاليط بين عملية الوهم المتبدد إلى صفقة الأحرار"، الصادر عام 2012م، إلى جانب عدد من الدوريات، ومجموعة من المقالات. وكان من الجيد لو اطلع كاتبنا على "كتاب إبداعات الحركة الأسيرة في السجون الإسرائيلية" لرأفت حمدونة.
نشأة الحركة الوطنية الأسيرة
جاء الفصل الأول بعنوان "الحركة الوطنية الفلسطينية الأسيرة"، حيث استعرض نشأة الحركة الوطنية الأسيرة، وأرخ لصفقات التبادل، وعرض قضية الأسرى والمعتقلون في القانون الدولي، ولكنه تأخر في طرح وضع الأسرى في القانون الدولي للمبحث الثالث، كان الأحرى بالكاتب استهلال موضوع كتابه به، لا تأجيله إلى نهاية الفصل الأول.
حول وضع السجون يقول الكاتب: "كانت إدارتا سجني عسقلان المجدل وغزة الأكثر صرامة في حظر الجلسات والندوات، ما أدى لتفجير الأوضاع داخل سجن عسقلان، واعلان الإضراب عن الطعام عام 1970م" (ص20)، وهو أول إضراب خاضته الحركة الأسيرة، الذي استمر لمدة أحد عشر يوماً، وأدى لاستشهاد عبد القادر أبو الفحم أول شهيد للحركة الأسيرة.
ناقش مرتجى مراحل تطور الحركة الأسيرة، وأطلق عليها مرحلة الخلاص الذاتي قبل عام 1970م، تبعها مرحلة البحث الذاتي عن كيانهم داخل السجن، التي امتدت في الفترة 1970- 1973م، وعنها أشار إلى أنه في عام 1970م بدأت تنضج الحركة الأسيرة عندما تم عزل أبي علي شاهين، ونقله من سجن المجدل إلى سجن كفاريونا، فقد كانت عملية تشتيت الكوادر التنظيمية، بمثابة بذر الخبرات في السجون الأخرى" (ص22).
أما تبلور الحركة الأسيرة فكانت في مرحلتها الثالثة، مرحلة التوازن 1974- 1980م، وبدأت بإضراب سجن نفحة، وتكمن أهمية هذه المرحلة في رفض الأسرى العمل بمشاريع تخدم العدو الإسرائيلي في سجونه، وشكلت تلك الخطوة بداية التحدي لأوامر السجان، ورافقها رسوخ هيمنة الحركة الأسيرة على الأسرى، التي دشنت بتمرد الأسرى عام 1977م، عن عمل السخرة، وعدم الانصياع للجلوس المهين " قرفصاة للعد"، وإجبار الحراس على إجراء ذلك بطريقة أكثر آدامية، ولكنها أدت إلى المزيد من العنجهية الإسرائيلية، وزيادة أساليب القمع، وقيامها ببناء سجن نفحة سيئ الصيت عام 1980م، لمزيد من التشتيت والعزل للأسرى (ص28).
أما في مرحلة البناء وسيادة التنظيم للحركة الأسيرة فيقول الكاتب: "توالى في هذه المرحلة تحقيق الإنجازات، فلم يعد الأسير في النصف الأول من الثمانينات ملزماً بالوقوف على العد، ومضطراً إلى المواجهة من أجل احياء المناسبات الوطنية والاحتفالات" (ص70).
سياسة التبادل
ومما لا شك أن المفاوضات السلمية، عجزت عن تحرير الأسرى مما دفع بعض الفصائل إلى أسر الجنود والمستوطنين الإسرائيليين" عمليات التبادل مع الاحتلال لم تقتصر على الفلسطينيين فحسب، بل أيضاً كان هناك عمليات تبادل مع الدول العربية، حيث تم إبرام ستة وعشرين صفقة تبادل عربية مع الاحتلال، بدأتها جمهورية مصر العربية عام 1949م، ثم سوريا، ولبنان، والأردن، واستطاعوا الإفراج عن آلاف الأسرى، أما أولى الصفقات الفلسطينية فكانت عام 1968م، بين منظمة التحرير والاحتلال، حينما اختطفت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين طائرة اسرائيلية تابعة لشركة العال متجهة من وروما إلى تل أبيب، وعلى متنها مائة راكب أجبرت على التوجه للجزائر"(ص34)، لفتت هذه الصفقة العالم لمعاناة الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال، وشدت عزائم الأسرى، وعززت ايمانهم بالثورة الفلسطينية.
عن تأثير الصفقات يقول الكاتب إن "إطلاق سراح الأسرى بالتبادل، شجع الشباب على الانخراط بالفعل النضالي، وخلق حالة دافعية نضالية، تحولت من حالة الدفاع إلى حالة الهجوم مما هيأ الظروف الذاتية لإشعال الانتفاضة الكبرى "(ص38).
جاء الفصل الثاني، بعنوان صفقة عام 1985م المعروفة بصفقة الجليل، وعرض فيه البيئة المحلية للصفقة في المبحث الأول، ومن استعراض الصفقة، وطرح المواقف الإسرائيلية والفلسطينية والعربية من الصفقة، وكان الأجدار تقديم الموقف الفلسطيني والعربي على الموقف الإسرائيلي، بوصفه قوة احتلال غاشم على أرضنا (ص51).
تتبع مرتجى حيثيات "صفقة الجليل هي إثبات عملي بأن عملية اجتياح لبنان التي أطلق عليها بيغن ـ شارون عملية سلامة الجليل، هو عبارة عن وهم، وأننا عملياً نثبت أن ذلك وهماً" (ص67)، وتكمن أهمية الصفقة في أن سوريا وليبيا، قد أدتا دوراً مهماً وأساسياً في عملية التبادل عام 1985م، من حيث احتجاز الأسرى الإسرائيليين في سوريا تحت إشراف الجبهة الشعبية، وساعدت ليبيا في توفير الجانب اللوجستي، وتوفير طائرات نقل الأسرى من مطار سويسرا إلى ليبيا، واستضافة الأسرى المحررين (ص68).
حاورت الجبهة الشعبية إسرائيل عبر الصليب الأحمر والنمسا، وأعطت أهمية، ودور لقيادة الأسرى في السجون الإسرائيلية، للمشاركة في المفاوضات عبر مسؤول معتقلي الجبهة حافظ الدلقموني،" وهي أكبر وأدق عملية لتبادل الأسرى، والمعتقلين الفلسطينيين، واللبنانيين والإسرائيليين في ثلاث مواقع دفعة واحدة، إذ تم الإفراج في كل من هضبة الجولان السورية المحتلة، والضفة الغربية المحتلة، ومطار جنيف في سويسرا، وبإشراف هيئة الصليب الأحمر الدولي عن 1150 معتقلاً" ( ص73)، نذكر منهم جبريل الرجوب، وأحمد ياسين.
هناك بعض الشخصيات التي كانت بحاجة لتعريف بها، وبنضالها لأجل القضية الفلسطينية مثل الفدائي كوز كوموتو الأسير الياباني، الذي أحب فلسطين، ونفذ لأجلها عملية مطار اللد البطولية عام 1972م، وعرضت اسرائيل على قيادة الجبهة الشعبية إخراج 200 أسير فلسطيني مقابل الإبقاء عليه (ص76).
تحدث مرتجى في بعض المواقع بصيغة المشاركة في التصريحات حول الصفقة، وعلى سبيل المثال:" أذكر أن عدد المراسلين والصحفيين من الصحف، والمجلات، والإذاعات ومحطات التلفزيون العالمية، الذين رافقونا بالعملية بلغ خمساً وثلاثين مؤسسة عربية " (ص83).
وفي تحليلاته السياسية عرض مرتجى النتائج السلبية للصفقة وأبرزها، أن بعض الأسرى المحكومين بالسجن المؤبد، وهم قلائل لم يتم الإفراج عنهم، أمثال هشام عبد الرزاق، وسليم الزريعي، ثم أنه لم يكن هناك اهتمام يليق بالأسرى المحررين سواء من الجانب الليبي أو السوري بحكم خلافهما مع قيادة منظمة التحرير الفلسطينية.
صفقة شاليط
أما في الفصل الرابع صفقة تبادل الأسرى عام 2011م، عالج فيه الكاتب البيئة المحلية والإقليمية للصفقة، وطرح المواقف الدولية من اتفاق التبادل، وفصل في مبحث المواقف الإسرائيلية من الاتفاقية، وعن إدارة الصفقة يقول" كان هناك عنوان واحد لإدارة هذا الملف والتواصل بخصوصه، هو الهيئة القيادية العليا، وأعضاء الهيئة القيادية العليا سواء مع حركة حماس في الخارج، أو مع الفصائل في السجون"(ص104)، هذا وقد سارعت دولة الاحتلال لإتمام الصفقة، وضغطت بقوة على الأسرى، فعزلت قياداتهم في زنازين، في محاولة لابتزازهم ودفع حركة حماس لإنجاز الصفقة بأسرع وقت ممكن.
تكمن أهمية الصفقة في أنه لأول مرة يتم أسر جندي داخل فلسطين، مع وجود ضغوطات ميدانية وعسكرية وإنسانية، تجسدت فكرة المفاوض المقاوم (ص105)، وأفرجت اسرائيل مقابل شاليط عن 1027 أسير، لكنها لم تشمل كبار المعتقلين أمثال مروان البرغوثي، وأحمد سعدات، وعبد الله البرغوثي، وكريم وماهر يونس المعتقلين منذ عام 1983م.
وعن دوافع حركة "حماس" لعقد الصفقة يقول "هذه الصفقة أعادت الحركة إلى واجهة الأحداث من جديد، ولذلك كانت حركة حماس في حاجة لعمل يعيد إليها شعبيتها في الشارع الفلسطيني، وأرادت الحركة ايصال رسالة للمجتمع الدولي، وتحديداً الولايات المتحدة وأوروبا بأنها ليست عامل صراع في المنطقة، وأنه بالإمكان التحدث إليها" (ص116).
أما عن الأسباب الإسرائيلية لإبرام الصفقة، فكانت تحول قضية شاليط إلى قضية إجماع في المجتمع الاسرائيلي، وتأييد غالبية الرأي العام الإسرائيلي لإبرام الصفقة، وكذلك تخفيف العزلة الدولية عنها، والتقليل من شأن الاحتجاجات الداخلية التي عصفت بدولة الاحتلال(ص119).
وعن أهمية هذه الصفقة يقول: "هي أكبر انتصار أمني للحركة الوطنية، من حيث قدرة المقاومة على الاحتفاظ بجلعاد شاليط، مدة خمس سنوات دون حصول اسرائيل على أي معلومة "(ص135). لكنها لم تضمن أي ضمانات متينة وقوية بالمعنى الحقيقي، الأمر الذي فتح المجال للاحتلال، لإعادة اعتقال أغلب من تم الإفراج عنهم في الضفة الغربية، وعددهم (67) أسير منهم، فدولة الاحتلال لم تفي يوماً بتعهدات أو اتفاقياتها، فلا توجد قوة تلزمها بذلك .
وحول محور عنوان الكتاب جاء الفصل الرابع بعنوان المقارنة بين صفقتي 1985 و2011م، الذي تضمن تحليل التركيبة الداخلية لكلا صفقتين، والقيادة الحزبية وصنع القرار السياسي الرسمي، ومن ثم طرح أوجه المقارنة بين الصفقتين، وأوضح فيه الكاتب أن قادة الفصيلين قد فاوضا بغية الحصول على أفضل الممكن، مع العلم أن التفاوض جرى في ظرفين أمنيين مختلفين، حيث أسرى جنود الاحتلال كانوا لدى القيادة خارج فلسطين في الصفقة الأولى، أما الثانية فالأسير شاليط أسر في قطاع غزة.
استعانت جميع التنظيمات بالأسرى الذين أفرج عنهم في صفقة عام 1985م، وكان لهم دور كبير في قيادة مجريات الانتفاضة الأولى، وعد المحللون الإسرائيليون أن صفقة الجليل كانت السبب الأساسي في دحرجة انتفاضة الحجارة، فكانوا بمثابة الفعل الذي أثر عليها واستثمرها بالشكال النضالي الصحيح.. (ص149).
تميزت الدراسة بالتحليل الواسع من مختص بشأن الأسرى، ولكنه وقع أحيانا تحت تأثير انتمائه، فوصف صفقة شاليط" الصفقة الحزبية بامتياز، حيث عملت حركة حماس على تحرير أكبر عدد ممكن من أبنائها، لأن الصفقات السابقة تجاهلت أبناءها" (ص104)، على الرغم من أن الصفقة في مرحلتها الثانية ضمت أكثر من 550أسيراً من الفصائل الأخرى، وفي عقده للمقارنة يقول "إن الصفقة الأولى تضمنت غالبية الفصائل الفلسطينية إلا حماس والجهاد، وذلك بسبب عدم وجودهم في فترة التبادل، إضافة إلى أنه تم إبعاد الكثير منهم خارج فلسطين بإرادتهم واختيارهم".
عد مرتجى أن قبول الجبهة الشعبية القيادة العامة، لإبعاد أسرى الدوريات العرب خطأ جسيماً، بمعنى أنها، أي الجبهة تركت لهم الاختيار ما بين الإبعاد أو البقاء في الوطن، وأن أكثر نقاط الضعف والملاحظات السلبية على عملية التبادل عام 2011م، إبعاد نحو 205 أسرى، وهو عدد كبير لم يكن بالصفقات السابقة.
استعانت جميع التنظيمات بالأسرى الذين أفرج عنهم في صفقة عام 1985م، وكان لهم دور كبير في قيادة مجريات الانتفاضة الأولى، وعد المحللون الإسرائيليون أن صفقة الجليل كانت السبب الأساسي في دحرجة انتفاضة الحجارة، فكانوا بمثابة الفعل الذي أثر عليها واستثمرها بالشكال النضالي الصحيح
خلال التفاوض على صفقة الجليل، فاوضت القيادة العامة والأسرى الإسرائيليين لديها في قاعدة أمنة خارج فلسطين، فإن مفاوضيها غير مضغوطين بعامل الزمن، ويستبعدون توصل اسرائيل لتحديد مكانهم، بالمقابل استطاعت حركة حماس اخفاء شاليط، وتأمين مكان أسره لمدة خمس سنوات ونصف، دون تمكن الاحتلال من كشف أي خيط يمكن أن يشير إلى مكانه.
أغنى الكاتب دراسته بمجموعة من النتائج أثرت دراسته، ومنها أن الأسرى أدوا دوراً مهما في عمليات المفاوضات سواء من خلال مشاركتهم في بالوفود الأساسية أو المساندة، أو المفاوضات داخل السجون الاسرائيلية، وأثبتت الصفقات أنها الحل الجذري، والحقيقي لتحرير الأسرى، فالمفاوضات السلمية أفرجت عن عدد محدود فقط، كما أنها استطاعت الإفراج عن أسرى الدوريات العرب اللبنانيين، والسوريين، والأردنيين، وفلسطينيي الداخل، وطالب الكاتب بضرورة تشكيل لجنة مشتركة من كل الفصائل الفلسطينية بعيداً عن الانقسام الفلسطيني، لتقوم بالمفاوضات في المرحلة المقبلة من صفقة وفاء الأحرار 2.
وبعد، يعد هذا الكتاب مرجعا مهما أضيف للمكتبة العربية لا غنى عنه لكل مهتم وباحث في شؤون الأسرى، وصفقات التبادل، فنحن أمام مرجع سيحتل مكانة مهمة بين الدارسين للصراع العربي-الإسرائيلي، والعاملين في المجالات الأكاديمية والسياسية والأهلية.
هل يمكن للأمم المتحدة إنهاء العنصرية ضد فلسطينيي الداخل؟
سياسات مقترحة لتعزيز الأمن المائي الفلسطيني في كتاب
بعثة مشاة البحرية الأمريكية إلى نهر الأردن والبحر الميت 1848