قال علي باقري
كاني، كبير المفاوضين الإيرانيين في فيينا، لموقع "ميدل إيست آي" إن الكرة في الملعب الأمريكي بعد ظهور تباينات في المواقف بين
الأوروبيين والصين.
وكشف
مقال بالموقع ترجمته "عربي21" للكاتبين دافيد هيرست وبيتر أوبورن، أن إيران قدمت مسودتي وثيقتين
في المفاوضات النووية المشحونة للغاية في فيينا للمطالبة بإزالة جميع العقوبات
التي فرضها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.
وبات من المرجح
أن تؤدي هذه الخطوة إلى لعبة "إلقاء اللوم"، حيث تسعى إيران والولايات
المتحدة إلى إحياء الاتفاقية النووية لعام 2015. لكن من المتوقع أن تطلب الدول الأوروبية
المشاركة في المحادثات تأجيلها، حسبما أفادت مصادر مطلعة لموقع ميدل إيست آي، وهي المرة الثانية خلال
ثلاثة أيام التي يطالب فيها الأوروبيون بالتأجيل.
وفي أول مقابلة
له منذ بدء المحادثات يوم الاثنين، قال كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري كاني
لموقع "ميدل
إيست آي" إن المسؤولية تقع على عاتق الولايات المتحدة، وليس إيران، للجلوس
على طاولة المفاوضات مضيفا: "الكرة في ملعب الأمريكيين ويجب عليهم رفع
العقوبات".
وأكد باقري كاني
أن إيران لا تشعر بأي ضغط للتوصل إلى اتفاق بشأن برنامج تخصيب اليورانيوم، مذكرا
أن الكرة كانت "في ملعب أمريكا".
وأصر كبير
المفاوضين ونائب وزير الخارجية الإيراني في ذات الوقت، على أن الأمر بات متروكا
للرئيس الأمريكي جو بايدن للعودة إلى الامتثال الكامل ورفع العقوبات، حيث كانت
واشنطن هي التي انسحبت من جانب واحد من المعاهدة في عام 2018.
وذكّر الديبلوماسي
الإيراني أن الولايات المتحدة لم تنتهك فقط خطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA)، ولكنها تجاوزت قرار
الأمم المتحدة والقانون الدولي..
ورفض الوزير
الاقتراحات الأخيرة بأن إيران تدرس صفقة مؤقتة، أو ما يسمى بخطة "أقل مقابل
أقل"، أو أن بلاده ستفكر في "خطة العمل الشاملة المشتركة
الإضافية"، والتي ستشمل بدء المفاوضات حول قوة الصواريخ الباليستية
الإيرانية أو قواتها المشاركة إقليميا.
"سياسة
الضغط العالي"
وجعل بايدن
العودة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة محور سياسة إدارته في الشرق الأوسط، لكنه
حافظ حتى الآن على مجموعة العقوبات التي فرضها ترامب لممارسة "أقصى ضغط"
على إيران.
واستؤنفت
المحادثات بين إيران ودول "G4 + 1" وهي
بريطانيا وفرنسا والصين وروسيا وألمانيا في فيينا هذا الأسبوع بعد تأجيل دام خمسة
أشهر.
ومنذ انسحاب ترامب أحادي الجانب من
الاتفاقية بهدف كبح قدرات إيران النووية وطموحاتها، رفض المفاوضون الإيرانيون
مقابلة نظرائهم الأمريكيين وجهاً لوجه.
وتصر الولايات
المتحدة على امتثال إيران الكامل لخطة العمل الشاملة المشتركة، والتي ستشمل خفض
عدد أجهزة الطرد المركزي وإجمالي مخزون اليورانيوم المخصب، مقابل رفع العقوبات
التي تزعم أنها مرتبطة بأنشطة إيران النووية.
ومع ذلك، فإن
العديد من العقوبات التي فُرضت على إيران من خلال سياسة "الضغط العالي" التي انتهجها ترامب ستظل قائمة، حيث تقول واشنطن إن هذه العقوبات مرتبطة بتكنولوجيا
الصواريخ، والإرهاب، والهجمات على المنشآت النفطية في الخليج، والدعم الإيراني
للحوثيين في اليمن، وانتهاكات حقوق الإنسان.
وترى إيران أن
كل هذه العقوبات مرتبطة ارتباطًا مباشرًا بالاتفاق النووي ومحاولات ترامب لإجبار
طهران على تغيير الاتفاق.
انشقاقات وبداية
صعبة
وقالت مصادر لموقع "ميدل إيست آي" إن انشقاقات
ظهرت في الفريق الدولي المشارك في المحادثات وجها لوجه مع الوفد الإيراني.
فعندما انتقد
ممثلو دولة أوروبية إيران، متهمين إياها بالتعنت، سلط رئيس الوفد الصيني الضوء
على "النفاق" الغربي بشأن الانتشار النووي، مشيرًا إلى صفقة دفاع آوكوس
"Aukus" الموقعة بين الولايات المتحدة
والمملكة المتحدة وأستراليا في سبتمبر الماضي.
ومنذ حزيران /يونيو،
حذر المسؤولون الأمريكيون مرارًا وتكرارًا من أن فرصة التوصل إلى اتفاق تلاشت في حين رفض باقري كاني ذلك موضحا أن إيران لا
تشعر بأي ضغط.
ورفض باقري كاني
المزاعم بأن إيران وافقت على استخدام اتفاق إطاري أبرمته الإدارة الإيرانية
المنتهية ولايتها بقيادة الإصلاحيين في حزيران/ يونيو الماضي، كأساس لاستئناف
المحادثات، وقال إنه ليس على علم بأي اتفاق مؤقت قدمه الأمريكيون.
وقال كبير
المفاوضين إن المسودة التي تمت صياغتها بعد الجلسات الست السابقة، والتي قيل إنها
تضمنت مثل هذه العناصر، كانت "مليئة بالأقواس" وليست اتفاقية.
وأوضح أن إيران
ليست مستعدة للتحدث مع الولايات المتحدة بشأن نشاط إيران الإقليمي.
إيران ترفض التفاوض
بشأن القوة الصاروخية
وفي ذات السياق، أكد باقري كاني لموقع "ميدل
إيست آي" أن إيران لن تتفاوض بشأن قوتها الصاروخية، قائلا: "فيما يتعلق بقدراتنا الدفاعية، فإن معيارنا هو تأمين وضمان أمننا
القومي، ومن الواضح تمامًا أنه لن يتفاوض أحد بشأن أمنه القومي".
وأضاف كبير
المفاوضين الإيرانيين: "أعتقد حقًا أن هذه فرصة جيدة لشخص على دراية بزوايا
مختلفة من الصفقة للدفاع عن الحق واستعادة حق الأمة الإيرانية".
كما أوضح
المفاوض الإيراني: "نعتقد أيضًا أن تنفيذ خطة العمل الشاملة المشتركة لم
يتم اتباعه بدقة خلال السنوات العديدة الماضية".
هذا ويقول
مسؤولون إيرانيون في فيينا إن المشكلة الرئيسية في الصفقة التي وقعتها إدارتهم
السابقة هي عدم وجود تحقق مالي.
فيما أكد مصدر
إيراني لموقع "ميدل إيسن آي" أنه بالتزامن مع موافقة الرئيس الأمريكي
السابق باراك أوباما على الصفقة، هددت وزارة الخزانة الأمريكية المؤسسات المالية
وكيانات الأعمال الأخرى بعدم التعاون مع إيران.
يذكر أن وفد
باقري كاني المكون من 40 شخصًا يضم نائبين
آخرين لوزير الخارجية ومحافظًا سابقًا للبنك المركزي الإيراني، حيث تم تصميم هذا
الفريق "للتحقق" مما إذا كان أي التزام برفع العقوبات يمكن أن تضمنه
إيران بشكل مستقل.
الهجوم على مواقع
نووية إيرانية
في الفترة التي
سبقت المحادثات في فيينا، تعرضت المنشآت النووية الإيرانية مرارًا لهجمات أو
أعمال تخريب، اتهمت طهران إسرائيل والولايات المتحدة بشنها.
وتعرضت المنشآت
النووية الإيرانية الرئيسية في ناطنز للقصف في أبريل للمرة الثانية خلال عام، وفي
يونيو وقع انفجار في موقع يتم فيه تصنيع أجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم.
وقال المتحدث
السابق باسم الحكومة علي ربيعي في ذلك الوقت إن الهجوم على كرج لم يكن ناجحًا إلى
حد كبير وادعى أن الأضرار التي لحقت بالمعدات كانت "غير كبيرة"، لكن
صور الأقمار الصناعية أظهرت أن جزءًا من السقف قد تحطم، وظهرت عليه آثار حريق.
منذ ذلك الحين،
رفضت إيران السماح لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالعودة إلى كرج لإعادة
تركيب الكاميرات التي تضررت في الانفجار، مدعية أن اللقطات التي تم الحصول عليها
استخدمت للتحضير للهجوم، وهو ادعاء نفته الوكالة بشدة.
وقالت الوكالة
الدولية للطاقة الذرية في تقريرها الأخير إن إيران قامت بتركيب 170 جهاز طرد مركزي
من طراز IR-6 في
منشأة فوردو لتخصيب اليورانيوم، وأشارت وول ستريت جورنال إلى أن خط الإنتاج في كرج
قد عاد للعمل.
نيويوركر: سجون سرية لتعذيب المهاجرين بعلم الاتحاد الأوروبي
صحيفة أمريكية: الحرب السيبرانية بين إيران و"إسرائيل" تتسع
مخاوف إسرائيلية من "هدية" أمريكية لإيران بمفاوضات النووي