طلب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، الأحد، تدخل السعودية لإنقاذ الاقتصاد اليمني من الانهيار، عقب هبوط الريال اليمني لمستويات غير مسبوقة مقابل العملات الأجنبية.
وقالت وكالة الأنباء اليمنية الحكومية إن هادي سلم السفير السعودي لدى اليمن، محمد آل جابر، رسالة لولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان.
وتقود الرياض تحالفا عسكريا، تدخل في اليمن في مارس/ آذار 2015، ضد حركة الحوثي، بعدما أطاح الحوثيون بالحكومة المدعومة من السعودية من صنعاء أواخر عام 2014.
وشهدت العملة اليمنية هبوطا حادا، لتصل إلى أدنى مستوى على الإطلاق أمام الدولار في تعاملات سوق الصرف غير الرسمية بمدينة عدن الساحلية وجنوب البلاد، مسجلة 1700 للدولار الواحد للمرة الأولى في تاريخ البلاد.
وسجل سعر صرف الدولار 1675 ريالاً للشراء و1705 ريالات للبيع في التعاملات المسائية يوم الأحد، في انهيار تاريخي، مقارنة بنحو 215 ريالا قبل اندلاع الحرب المستمرة منذ سبع سنوات.
وأدت الأزمة الاقتصادية العميقة في اليمن، أحد أفقر الدول العربية، ونقص العملة الأجنبية والعوائق التي تواجه واردات الغذاء، إلى ارتفاع حاد في أسعار كل السلع الغذائية الأساسية وغير الأساسية في عدن ومدن الجنوب، لتصبح صعبة المنال لكثير من اليمنيين.
اقرأ أيضا: تدهور جديد للريال اليمني وصرافون يعلّقون أعمالهم
وحذرت منظمات إغاثة دولية ووكالات تابعة للأمم المتحدة ومنظمات محلية وغرفة التجارة والصناعة في عدن من أن الاقتصاد اليمني يقف على شفا الانهيار، ما سيدفع البلد لحافة المجاعة.
واستخدم البنك المركزي اليمني، الذي مقره عدن، معظم الوديعة السعودية التي بلغت ملياري دولار، والتي قدمتها المملكة في 2018 بعد أزمة سابقة في سعر الصرف للمساعدة في تمويل واردات السلع الأساسية.
وقال مسؤول رفيع في البنك المركزي لرويترز، في وقت سابق الشهر الماضي: "ما تبقي من الوديعة السعودية لا يزيد على 100 مليون دولار.. ولكن لا يمكن استخدامها إلا بعد الحصول على إذن مسبق من الحكومة السعودية لإنفاقها".
يأتي تحرك الرئيس اليمني، وطلبه دعماً اقتصاديا عاجلاً من السعودية، على وقع تصاعد الاحتجاجات الشعبية الغاضبة في عدة مدن خاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، تنديداً بتردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية، وارتفاع أسعار السلع الغذائية، بفعل استمرار تهاوي قيمة الريال اليمني.
اقرأ أيضا: احتجاجات باليمن بسبب الوضع المعيشي.. ووزير يلوح بالاستقالة
وخرجت مظاهرة حاشدة غاضبة اليوم الأحد في عاصمة محافظة تعز وسط البلاد، كبرى المحافظات اليمنية من حيث عدد السكان.
وقالت مصادر محلية وسكان إن محتجين رددوا هتافات تندد بتقاعس الحكومة والتحالف، وعدم التدخل لوقف الانهيار الاقتصادي وانهيار العملة وتردي الأوضاع المعيشية والخدمات.
وتظاهر العشرات، مساء السبت، في محافظتي عدن وحضرموت، ونفذ القطاع التجاري في عدة مدن واقعة تحت سلطة الحكومة الشرعية إضراباً جزئياً؛ احتجاجاً على تردي الأوضاع المعيشية، وانهيار العملة المحلية.
وقال موظفون في جامعة عدن إن كليات الجامعة أغلقت أبوابها أمام الطلاب؛ بسبب بدء أساتذة الجامعة الإضراب الشامل عن العمل، بدءاً من يوم الأحد؛ استجابة لدعوة مجلس نقابة هيئة التدريس بجامعة عدن؛ احتجاجاً على تردي الأوضاع الاقتصادية وانهيار سعر العملة.
كما بدأت جامعتا تعز وأبين إضرابا مماثلاً.
السعودية ترفع سعر الخام العربي الخفيف المتجه إلى آسيا
"أرامكو" تكسب قضية بمحكمة أمريكية.. تلافت دفع 18 مليار دولار
على هامش زيارة ماكرون للرياض.. اتفاقيات بمليارات الدولارات