مع تزايد العمليات الفلسطينية مؤخرا ضد جنود
الاحتلال والمستوطنين، ارتفعت الأصوات الإسرائيلية التي تندد بما وصفته بـ"إهمال" أجهزة الأمن، وغفلتها، التي تتسبب بنجاح الفلسطينيين في تنفيذ
هجماتهم، والتسلل رغم كل الإجراءات التي يتخذها جيش الاحتلال وأجهزته.
ويعتقد الإسرائيليون أن الفلسطينيين باتوا
يملكون زمام المبادرة، لدى تنفيذ هجماتهم المتواصلة خلال الأسابيع الأخيرة،
ويطالبون أنه بدلاً من البحث عن أعذار لأجهزة الأمن وتقصير الجيش عقب تنفيذ أي
هجوم فلسطيني، فإنه يلزم القيام بنشاط أمني وعسكري استباقي، وفي هذه الحالة لن
تكفي الطائرات المتطورة والقباب الحديدية والجدران الدفاعية، لأن البديل هو ألا يكون
الإسرائيليون هنا، على هذه الأرض.
الجنرال الإسرائيلي تسفيكا فوغل، القائد الأسبق
لقيادة المنطقة الجنوبية في جيش الاحتلال، قال في مقاله بصحيفة إسرائيل اليوم،
ترجمته "عربي21" إنه "لسنوات عديدة، كان الواقع الأمني الإسرائيلي
محاطا بأجواء من الهدوء والانضباط، ولكن تحت هذا الغطاء المزيف، هناك خطر وجودي
حقيقي ينفجر مع مرور الوقت، بالتزامن مع حالة لا تخطئها العين حول انضمام كبار
أعضاء المؤسسة الدفاعية الذين يدافعون عن أنفسهم أمام القصور الذي يرتكبونه إلى
حملة اتهام السياسيين بالمسؤولية عن نجاح الفلسطينيين في تنفيذ هجماتهم".
وأضاف أن "هذه ظاهرة مزعجة وخطيرة، لأنها
تحمل تمسكا إسرائيليا بالدفاع، وفي الوقت ذاته تخليا عن المبادرة، ومحاولة إيجاد
عذر لكل هجوم وكل تهديد، والنتيجة أن هذه السياسة الفاشلة تغذي شدة النار لدى
"العدو"، لأننا لسنا أمام هجمات فردية، وليست موجة هجمات جماعية، وليست
حرب تصعيد، بل إن إسرائيل تواجه حرب استنزاف فرضتها عليها حماس وحزب الله، ممن لا
تعترفان بحق إسرائيل في الوجود".
وتتزامن هذه الأصوات مع إعلان الاحتلال عن
إنهاء بنائه للجدار الحدودي مع قطاع غزة، ورغم أنه شكل ما اعتبره الجيش
"إنجازا" عسكريا، لكن إسرائيليين آخرين رأوا فيه وسيلة دفاعية تفتقر
للهجوم، وتنتظر وصول الفلسطينيين إلى الحدود، وليس المبادرة لمنعهم من الأساس،
وبالتالي فإنه يعطي انطباعا سلبيا عن تراجع مستوى اليقظة لدى الجيش والشرطة
والأجهزة الأمنية، بعكس ما أعلنه وزير الحرب مؤخرا بيني غانتس عن الحاجة لبدء نشاط
هجومي متطور يوميًا.
وتزعم الأصوات الإسرائيلية الرافضة للسياسة
المتبعة أنه يجب الانتقال إلى سلوك ميداني مفاده أن تشعر قوى المقاومة بالاستهداف
اليومي والمباشر، مما يتطلب بالأساس أن يتحرك جيش الاحتلال بحرية في أي مكان داخل
الأراضي المحتلة، رغم أن ذلك يسبقه خوف كبير، وخشية من انقضاض قوى المقاومة على
الجنود، وبالتالي فإن هذه الدعوات محفوفة بالمخاطر، وليست طريقا معبدة، الأمر الذي
يحمل نتيجة يهرب الإسرائيليون من الاعتراف بها، وهي تجنب دفع ثمن البقاء في هذه
الأرض، وفقدانهم للردع أمام الفلسطينيين.
في الوقت ذاته، تتخوف المحافل الإسرائيلية أن
يسفر الاكتفاء بسياسة الدفاع وليس الهجوم أمام الفلسطينيين عن ضياع ما تعتبره
"الفرصة الأخيرة" لضمان استمرار وجود المشروع الصهيوني في فلسطين
المحتلة، بزعم أن تهريب الأسلحة والوسائل القتالية ما زال مستمرا من الأردن ولبنان
ومصر، وحماس تواصل سيطرتها على قطاع غزة، والضفة الغربية تشهد مزيدا من تدفق
الأسلحة، ولذلك تبدي هذه المحافل الإسرائيلية خشيتها من الاستمرار فيما تصفها
بـ"سياسة العجز"، لأنها تعني تهديدا قوميا.
"هآرتس": سياستنا الفاشلة مع حماس لن تجدي نفعا ضد إيران
مخاوف إسرائيلية من تركز الهجمات الفلسطينية في القدس
"يديعوت" تستنكر "الوهن الأمريكي" في مواجهة إيران