نشرت مجلة "نيويوركر" تقريرا مطولا تحت عنوان
"التاريخ السري للفشل الدبلوماسي الأمريكي في أفغانستان" أعده ستيف كول
وآدم آينتوس.
وقالا إن الرئيس جوزيف بايدن أعلن في 14 نيسان/ إبريل عن نهاية
أطول حرب تخوضها أمريكا في تاريخها قائلا إن القوات الأمريكية الباقية ستخرج في 11
أيلول/ سبتمبر، وتبع إعلان الرئيس سيطرة طالبان على عدد من الضواحي واقتربت من المدن
الكبرى. وفي منتصف حزيران/ يونيو بدت أفغانستان، الدولة الهشة التي بناها
الحداثيون الأفغان وجنود الناتو وأموال دافع الضريبة الأمريكي بعد هجمات 9/11 وكأنها
على سرير الموت. ولكن الرئيس الأفغاني أشرف غني أكد لحكومته أن الدولة ستستمر. ونقلت
المجلة عن القائم بأعمال وزير التعليم رانجينا حميدي قولها: "أكد لنا وشجعنا"
وذكرنا بأن "أمريكا لم تعد بالبقاء هنا للأبد".
وفي 23 حزيران/ يونيو ركب غني طائرة "كام إير جيت"
نقلته مع مستشاريه من كابول إلى واشنطن للاجتماع بالرئيس بايدن.
وفي الطائرة اجتمع المسؤولون الأفغان للاتفاق على رسالة موحدة،
حيث كانوا يعرفون أن الإدارة الأمريكية تنظر إلى حكومتهم بالممزقة، ولهذا قرروا تقديم
رسالة للأمريكيين عن وحدتهم على أمل تقديم الدعم لهم في حربهم مع طالبان.
وقال النائب الأول للرئيس أمر الله صالح إنه "التزم
بالكلام المعسول" رغم شعوره بـ"الطعنة في الظهر" من بايدن. وعندما
اجتمعوا مع الرئيس في المكتب البيضاوي يوم 25 حزيران/ يونيو تحدث الرئيس عن التضحيات
التي قدمها الجنود الأمريكيون في العراق وسوريا. وهو ما ثمنه غني الذي أكد أن حكومته
ستركز في الستة أشهر بعد الخروج على تحقيق الاستقرار ووصف الوضع في أفغانستان بأنها
"لحظة لينكولن" وعبر عن أمله في أن يكون هناك صديق للشعب الأفغاني في البيت
الأبيض. ورد بايدن: "لديكم صديق".
وطالب غني بدعم محدد حول توفير طائرات مروحية واستمرار عمل
المتعهدين الأمنيين، لكن ردود بايدن كانت غامضة. وتحدث الرئيسان حول إمكانية عقد محادثات
سلام مع طالبان، وعلق بايدن بأن احتمالات اتخاذ طالبان "أي شيء منطقي ليست عالية".
وأشار الكاتبان إلى أن السيناريو الدبلوماسي الأفغاني اتبع
نفس المسار الذي سارت عليه الولايات المتحدة مع شمال فيتنام حيث بدأت في 10 أيار/ مايو
1968 محادثات سلام وكانت غطاء اتخذه ريتشارد نيكسون للانسحاب. وكان يعرف أن الشروط
التي يتم التفاوض عليها ستجعل حليفهم في جنوب فيتنام عرضة للخطر.
وفي تشرين الأول/ أكتوبر 1972 سأل نيكسون مستشاره للأمن القومي،
هنري كيسنجر عن إمكانية نجاة جنوب فيتنام فأجاب كيسنجر: "أعتقد أن هناك فرصة واحدة
من أربعة". ورد نيكسون: "حسنا، لو كانوا عرضة للانهيار فيجب أن ينهاروا".
وفي كانون الثاني/ يناير 1973 وقعت الولايات المتحدة اتفاقية "إنهاء الحرب وإعادة
السلام في فيتنام وسحب كل القوات الأمريكية. وبعد عامين غزا شمال فيتنام وقوات الفيت
كونغ الجنوب. وأجلت المروحيات الأمريكيين من على ظهر السفارة الأمريكية في سايغون.
والغريب أن نهاية النظام الأفغاني سارت على نفس الطريق،
فبعد سنوات من المحادثات ورفض طالبان التفاوض المباشر مع الحكومة في كابول، عين الرئيس
دونالد ترامب الذي كان مصمما على سحب القوات الأمريكية في 2018 زلماي خليل زاد كمبعوث
خاص. وكانت التعليمات له: تفاوض على صفقة مع طالبان تسمح بخروج سريع للقوات الأمريكية.
وفي شباط/ فبراير 2020 وقعت الولايات المتحدة اتفاقية
"تحقيق السلام في أفغانستان" وتعهدت فيها الولايات المتحدة بسحب قواتها بحلول
أيار/ مايو 2021.
وتعهدت طالبان من جانبها بنبذ القاعدة والجماعات الإرهابية،
ووعدت بعدم استهداف القوات الأمريكية وقوات الناتو. وفي هذا الوقت أصبحت فيه العلاقات
بين واشنطن وكابول، والتي غمرت بلغة الديمقراطية وحقوق الإنسان وحقوق المرأة مليئة
بالخلافات، وزاد الاتفاق مع طالبان من توترها. فقد احتوت الاتفاقية على عدد من البنود
السرية والتعهدات المكتوبة واللفظية ولم يعلم بها غني الذي شعر أنه مفصول عن النقاشات.
واحتفظ غني بقنوات سرية مع مسؤولين في واشنطن وأبرزهم السيناتور
الجمهوري ليندزي غراهام الذي كان يعارض الانسحاب. وكان يتحدث معه بشكل دوري، ويقوم
غراهام بالاتصال بوزير الخارجية مايك بومبيو، الذي اتهم غني بتعبئة واشنطن ضد إدارة
ترامب.
وكان الموقف في وزارة الخارجية وبخاصة الموظفين غير الحزبيين
أن غني لم يكن مهتما بالتفاوض مع طالبان، وفضل الوضع الراهن الذي أبقاه في السلطة حسب
خليل زاد. وسيظل قرار بايدن الذي ورث الوضع من ترامب سحب القوات المتبقية بشكل مفاجئ
وما رافق ذلك من فوضى في مطار كابول جزءا من سجله، رغم مواقفه السابقة التي عارض فيها
باراك أوباما الذي قرر زيادة عدد القوات في أفغانستان.
وتشير المجلة إلى أن النقاشات بين واشنطن وكابول والدوحة
وقبل سقوط الحكومة الأفغانية تمت سرا. وهي جزء من مئات الصفحات والمقابلات المكثفة
والرسائل الإلكترونية والتي تقدم صورة مثيرة للإحباط عن سوء التقدير والغرور والوهم.
أول اتصال
وتظهر الوثائق أن أول محاولة للتواصل مع طالبان بدأت عام
2010 وبعد تسعة أعوام من الإطاحة بنظامها. فقد شنت طالبان حركة تمرد على أمل العودة
إلى السلطة، لكن ريتشارد هولبروك المبعوث الأمريكي للمنطقة حاول إقناع الحركة بالتوقف
عن القتال والعودة إلى السياسة. ورفضت طالبان التفاوض مع الرئيس حامد كرزاي الذي رفض
بدوره منح الشرعية لحركة تمرد. وقال للسفير الأمريكي ريان كروكر غاضبا: "لقد خنتني".
وعاد أوباما إلى كرزاي، ولكن المحادثات مع طالبان حول المشاركة في السلطة انتهت بالفشل
عام 2013.
وفي عام 2017، عين ترامب الجنرال أتش آر ماكمستر مستشارا
للأمن القومي حيث اقترح زيادة الدعم الجوي للأفغان ومساعدة في الاستخبارات وموقفا متشددا
من باكستان، حليفة طالبان. وقبل ترامب بالمقترحات وبدا قابلا لفكرة عدم إمكانية تحقيق
سلام بين طالبان وحكومة غني. وقال: "لا أحد يعرف إذا كان هذا سيحدث
أبدا"، ووعد بالحفاظ على الجنود حتى هزيمة القاعدة وتنظيم الدولة.
وعندما لم يتغير الوضع بدأ يبحث عن مخرج وأخذ يشكو قائلا:
"كان علي اتباع حدسي لا الجنرالات". وفي العام التالي عزل ماكمستر وعين بديلا
عنه المتشدد جون بولتون ونقل بومبيو من "سي آي إيه" إلى الخارجية. وبدأ بومبيو
بالتشاور مع خليل زاد حول الوضع في أفغانستان قبل تعيينه في أيلول/ سبتمبر كمبعوث للمفاوضات.
ورغم ما نقل عن سخرية ترامب منه وقوله "سمعت أنه محتال" فإن خليل زاد تجاهل
الشتيمة وتبنى مقولة لهاري ترومان: "إن أردت صديقا في واشنطن فامتلك كلبا".
وفي تشرين الأول/ أكتوبر 2018 سافر خليل زاد إلى كابول للاجتماع مع غني في قصر أرغ.
وهما زميلان منذ فترة وسافرا إلى أمريكا معا، حيث تخرج غني من جامعة كولومبيا وخليل
زاد من جامعة شيكاغو.
وبدت علاقتهما تشبه التنافس بين شقيقين، فعندما رشح غني نفسه
لأول مرة عام 2014 خشي من ترشيح خليل زاد نفسه للرئاسة. ويشير الكاتبان إلى أن غني على
خلاف مع خليل زاد، لم تكن لديه المهارات ليكون سياسيا مثل زميله. وفي أثناء اللقاء بقصر
أرغ قدم غني عرضا للأسباب التي منعت أمريكا من التفاوض مع طالبان. وهو ما رآه خليل
زاد غير واقعي. واعتقد هو والمسؤولون الأمريكيون أن السلام بين كابول وطالبان لن يتحقق
إلا بعد موافقة أمريكا على الخروج. وعندما علم غني باجتماع خليل زاد بقادة طالبان في
باكستان انفجر غاضبا، وكان معروفا بعصبيته.
علاقة متوترة
ويرى الكاتبان أن عدم الثقة بين الرجلين شكلت وشوهت العلاقات
الأمريكية – الأفغانية. وافتتحت الولايات المتحدة المفاوضات رسميا مع طالبان في 22
كانون الثاني/ يناير 2019 بالدوحة. وقاد خليل زاد الوفد الأمريكي. ولعب عبد الغني برادار،
أحد مؤسسي طالبان دورا في المحادثات. ورأى خليل زاد وبومبيو فيه إشارة عن جدية طالبان
في المحادثات.
وتشير المجلة إلى التفاصيل حول المفاوضات وعلاقة خليل زاد
بوفد طالبان واتصالاته مع المسؤولين الأمريكيين حتى يكونوا على علم بما يجري. وعندما
اعتقد خليل زاد أن هناك أرضية مشتركة للتوصل إلى اتفاقية قام بإرسال مسودة للاتفاق
مع غني الذي رفض معظم ما ورد فيها وطلب تصحيحات عليها. لكن خليل زاد وبومبيو تجاهلا
معظم تصحيحاته، وقررا إطلاع ترامب عليها في 16 آب/ أغسطس 2019 أثناء وجوده في ملعب
الغولف "بيدمينستر" بنيوجيرسي.
وانضم خليل زاد إلى ترامب في غرفة المؤتمرات حيث حضر بولتون
ومايك بنس، وعندما لاحظ أن الرئيس غني غير راض عن الاتفاق علق ترامب: "لماذا تضيع
وقتك مع غني، إنه محتال". وبعدها سأل ترامب إن كان خليل زاد قدم محفزات لطالبان
"عما تتحدث سيد الرئيس؟" أجاب "المال" فرد ترامب بأن حركة طالبان
على قائمة الإرهاب ولا يمكن منحها المال.
وفي 25 آب/ أغسطس قبلت طالبان الملحق الأخير من الاتفاق ومنعها
من استهداف القوات الأمريكية. وفي النهاية منحت المعاهدة الأولوية لخروج أمن للقوات
الأمريكية.
ألغى المفاوضات بـ"تويتر"
وفي نهاية آب/ أغسطس رتب مسؤولو الإدارة لتوقيع الاتفاقية
في كامب ديفيد، لكن انفجار سيارة في كابول ومقتل أمريكي فيها أدى لوقف ترامب المحادثات
بتغريدة. وقال بومبيو لخليل زاد: "عليك العودة". وقال مسؤول في الإدارة إنه
قفز في الهواء عند وقف المحادثات، فقد كان مع عدد من المسؤولين بمن فيهم بولتون يعتقدون
أن الاتفاق منح مميزات وتنازلات لطالبان.
وبعد شهرين استطاع خليل زاد ومساعديه تأمين الإفراج عن أستاذين
في جامعة كابول اختطفا عام 2016، ورد غني بالإفراج عن أنس حقاني. وطلب بعدها بومبيو
من خليل زاد محاولة إحياء المفاوضات.
وفي كانون الأول/ ديسمبر 2019 التقى خليل زاد مع ملا برادار
في الدوحة واتفقا على توقيع اتفاقية الصيف. وبعد توقيعه بيوم اتصل ترامب مع غني وقال
له: "نعول عليك في إنجازه" أي اتفاق التشارك في السلطة، و"يحظى بدعم
من الشعب الأمريكي"، فرد غني: "إنه يحظى بشعبية بين أعدائي"، ورد ترامب:
"خطوة عظيمة ونريد إنجاز هذا، اتصل بي إن أردت شيئا". وبعد يومين اتصل ترامب
مع برادار وقال له بحسب من استمعوا للمكالمة: "أنتم أيها الرجال محاربون أشداء"،
ثم سأل "هل تريد مني شيئا؟". فرد برادار: "نريد الإفراج عن السجناء"،
مضيفا أنه علم عن عدم رغبة غني بالتعاون، فأجاب ترامب بأنه سيخبر بومبيو لكي يضغط على
غني.
وفي نهاية الشهر سافر بومبيو إلى كابول للطلب من غني التعاون،
مؤكدا أن أمريكا هي ورقة الضغط التي لديه، ولن يخرج الأمريكيون لو تحصل حكومته على
ما تريد. ثم طلبت طالبان الإفراج عن خمسة آلاف معتقل. واعترض المسؤولون الأمريكيون
على عدد منهم وقدمت حكومة غني اعتراضاتها. وبدلا من الضغط على طالبان جاء خليل زاد
برسالة من ترامب: "نحن مستعدون للعمل مع الرئيس غني، لكن إن كان هناك مفهوم عن
التضحية بالصورة الكبيرة من أجل الأشياء الصغيرة فنحن مستعدون لتغيير علاقتنا"،
فرد غني: "نحن لسنا مدينون للأمريكيين بأي شيء" و"لو أردت المغادرة
فغادر بدون أي جرح للمشاعر".
وطالما أزعج غني الدبلوماسيين الأمريكيين بتأكيده على الأمور
التشريعية والرسمية في علاقته مع الأمريكيين، مع أن الدولة التي يترأسها تعتمد في وجودها
على الحماية والمال الأمريكي. ولم يوافق غني على إطلاق كل سجين على قائمة طالبان إلا
بعد عقده "لويا جيرغا".
تشدد طالبان
ولكن طالبان بدأت بالتشدد بمواقفها وأخرت تطبيق بعض البنود.
كما وزادت من عملياتها العسكرية وارتفع عدد الضحايا المدنيين. وكانت هذه هي البداية
التي فتحت الطريق لنهاية نظام كابول، ففي 23 تموز/ يوليو 2021 أي بعد عودة الرئيس غني
من أمريكا اتصل بايدن معه وأخبره: "لست بحاجة لإخبارك عن المفهوم حول العالم وفي
أجزاء من أفغانستان. وأعتقد أن الأمور لا تسير بشكل جيد فيما يتعلق بالحرب ضد طالبان".
وقال إن الجنرالات الامريكيين حاولوا إقناع غني بتشكيل استراتيجية جديدة وتركيز الدفاع
على المراكز الرئيسية الحضرية مثل كابول. واقترح بايدن عليه عقد مؤتمر صحفي مع مسؤولين
بارزين معروفين مثل عبد الله عبد الله وحامد كرزاي ومحمد محقق زعيم الهزارة والتعبير
عن الوقوف صفا مع قائد الجيش بسم الله خان. وقال بايدن: "لست رجلا عسكريا ولا
أخبرك عن الخطة الواجب اتباعها".
وقرر غني السفر في 5 آب/ أغسطس إلى طهران لحضور تنصيب إبراهيم
رئيسي، وعندما عاد أخذ بمهاجمة الأمريكيين وأخطائهم وبخاصة تفاوضهم مع طالبان.
وفي 6 آب/ أغسطس سيطرت طالبان على زرنج ونمروز وفي 12 آب/
أغسطس سقطت غزني.
وخلال هذا تجنبت الولايات المتحدة وبريطانيا إجلاء رعاياها
والأفغان الذين عملوا معهما تجبنا لخلق حالة من الفزع. وحاول خليل زاد عقد جولة من
المفاوضات قد توقف تقدم طالبان، واقترح على غني إرسال وفد مكون من عبد الله عبد الله
وكرزاي. وكان المفهوم هو أن غني سيقبل بنتائج المفاوضات حتى لو أدت لرحيله.
ووافق على الخروج
من السلطة ولكن عبر انتخابات تحدد خليفته. ورأى الأمريكيون أن هذه مطالب غير واقعية.
وفي 14 آب/ أغسطس مع ظهور تقارير عن دخول طالبان كابول تخلى
غني عن هذه المطالب وعول على "لويا جيرغا" لنقل السلطة بطريقة سلسلة. وقال
لوزير الخارجية أنتوني بلينكن أنه مستعد لقبول ما يشترطه المبعوثون الأمريكيون فرد
عليه: "أرسل وفدا إلى الدوحة" وبسرعة "لإظهار جديتنا لطالبان ووقف إطلاق
النار"، وقال غني: "أرجو أن تعتمد على عملية تحفظ الكرامة" و"وأبلغ
من فضلك طالبان أن هذا ليس استسلاما" فرد بلينكن: "نحن نريد عملية كريمة
أيضا".
النهاية
ومن الصعب فهم أو تقييم قرارات غني الأخيرة كرئيس، فقد ناقش
فكرة الهروب من أفغانستان مع نائب مدير طاقمه حمد الله محب في نهاية تموز/ يوليو. وكانت
أولويته هي نقل مجموعة كتبه والهروب إلى شرق أفغانستان، حيث الحلفاء السياسيين والعسكريين.
واعتقد محب أن الخروج من البلاد هو الخيار الأفضل، طاجيكستان أو أوزبكستان حيث يتم
الوصول إليهما برحلة واحدة على متن الطائرة الرئاسة ميغ-17.
وفي آب/ أغسطس طلب محب من قهار كوتشاي، قائد حماية الرئيس
تطوير خطة بناء على هذه الخطوط. ومع دخول طالبان كابول وتسريع الأمريكيين عمليات الإجلاء،
فلم يكن محب متأكدا من أنه والرئيس من ضمن الخطط الأمريكية.
وفي 14 آب/ أغسطس علم محب أن واحدا من زملائه في القصر الرئاسي
على قائمة خطة الأفغان العرضة للخطر التي مررتها السفارة الأمريكية. وفي ذلك المساء
اتصل محب مع شخص في وزارة الخارجية الأمريكية وسأله: هل هناك خطط إجلاء لي ولغني، فطلب
منه الشخص شيئا مكتوبا.
وأرسل رسالة نصية "أود أن أطلب أن أكون أنا والرئيس غني
من ضمن خطة الجلاء حالة لم تنجح خطة التسوية السياسية"، وتم تلقي الرسالة. وكان
التبادل غير الواضح محلا لقلق محب الذي اتصل بمسؤول بارز في الإمارات العربية المتحدة
الذي طمأنه بأن الإمارات ستقدم الدعم لغني ومساعديه. وقال إن الإمارات سترسل طائرة
خاصة إلى كابول يوم الإثنين وستنتظر في المطار مع طياريها لنقلهم في أقرب فرصة.
وجاءت النهاية عندما وصل مقاتلو طالبان كابول، مع أن ملا
برادار تعهد لخليل زاد بعدم دخولهم العاصمة حتى ذلك الوقت. وفي المساء انضم محب إلى
غني في مكتبته واتفقا على ضرورة رحيل رولا غني، زوجته والطاقم غير الضروري إلى الإمارات.
وطلب غني محب مرافقة رولا إلى دبي والانضمام لفريق التفاوض في الدوحة.
وفي الساعة الواحدة تلقى مكالمة من خليل حقاني من حركة طالبان
وكان يتحدث من باكستان يطلب منه "الاستسلام"، وطلب منه إصدار بيان، وعلق
المكالمة عندما اقترح محب التفاوض. واتصل هذا مع نائب خليل زاد في الدوحة لكي يخبره
بالمكالمة ونصحه بعدم اللقاء لأنه قد يكون مصيدة.
وعندما نقل محب زوجة الرئيس إلى مروحية كانت تنتظر في ساحة القصر، قال له رئيس طاقم حماية الرئيس إنه لو غادر فسيعرض حياة الرئيس للخطر. ورد: هل تريدني البقاء، أجاب: أريدك أن تأخذه معك. وعندما أمن رولا غني في الطائرة طلب منها الانتظار وعاد إلى القصر حيث وجد غني واقفا وقال له: سيدي الرئيس حان الوقت، وأراد الرئيس الصعود للطابق الأعلى لكي يجمع بعض متعلقاته لكن محب خشي أن الوقت قد ينفذ وركب السيارة وبجواز سفره فقط.
الغارديان: تقصير حكومي بترحيل بريطانيين وأفغان بعد سقوط كابول
WSJ: معلمون يتحدون طالبان بدروس سرية وفصول للبنات
NYT: هذه المدرسة في باكستان خرجت زعماء أفغانستان الجدد