ملفات وتقارير

النظام يروج لإجراء "تسويات" في حلب على غرار درعا ودير الزور

مناطق التسويات مع النظام السوري شهدت لاحقا عمليات اغتيال واسعة- جيتي

يروج النظام السوري لإجراء عمليات "تسوية" جديدة في محافظة حلب وريفها، على غرار ما حصل في محافظتي درعا ودير الزور، برعاية روسية.


وقال شيخ قبيلة "البكارة"، نواف راغب البشير، المقرب من النظام، إن المرحلة التالية من إجراءات التسوية ستكون في حلب، خاصة أن هناك مطالب شعبية من الوجهاء وشيوخ العشائر بريف المحافظة لإجراء "تسوية" في حلب وريفها أسوة بدير الزور.

وأضاف البشير في تصريحات لصحيفة "الوطن" المقربة من النظام: "هناك أكثر من محافظة تطالب بإجراء تسويات فيها على غرار دير الزور والنجاح الذي حققته هذه التسويات".

وفي حديث خاص لـ"عربي21"، قال عمر الرحمون، الناطق الرسمي باسم لجان "المصالحة السورية" التابعة للنظام، إنه من حيث المبدأ فإن المناطق التي يتم إجراء التسويات فيها شهدت صراعات وحروبا، على مدار عقد.

ورأى أن المناطق الخارجة عن سيطرة النظام السوري تشهد زيادة في حركة الهجرة من الشباب وتحديداً من المطلوبين للدولة والفارين من الخدمة العسكرية (الإلزامية)، سواء من مناطق شمال شرقي سوريا الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية "قسد" نحو حماة، أو من مناطق حماة وإدلب إلى حلب.

وأضاف رحمون: "الغرض من ذلك تسوية أوضاع الأهالي الخارجين عن القانون، من الذين دخلوا مناطق سيطرة الدولة السورية عن طريق التهريب".

وتابع: "التسوية تهدف إلى فتح صفحة جديدة، وفتح المجال أمام السوريين للعودة إلى الحياة تحت سقف القانون".

 

اقرأ أيضا: نظام الأسد يبدأ بإجراء تسوية في محافظة دير الزور


في المقابل، يرى الحقوقي السوري المعارض محمد سليمان دحلا، الذي شغل سابقاً منصب رئيس الهيئة السياسية في الغوطة الشرقية بدمشق، أن الهدف من التسويات التي يجريها النظام في مناطق خاضعة لسيطرته أصلاً، هو إدراك النظام لمدى شكلية وهشاشة سلطته في هذه المناطق.

وأضاف لـ"عربي21": "يدرك النظام أن سيطرته على المجتمع لم تعد كما كانت قبل الثورة خاصة مع الهامش الكبير الذي تتحرك فيه إيران على الصعيد الاجتماعي".

واعتبر أن إجراء "التسويات" ليس في مصلحة النظام السوري على المدى المتوسط والبعيد، لأن الولاء للأسد هو معيار الوطنية والمواطنة وفق مقولة "المجتمع المتجانس".

تصاعد وتيرة الاغتيالات بعد "التسوية"


وتشهد المناطق الخاضعة لعمليات "التسوية"، تصاعداً في عمليات ومحاولات الاغتيال، والتي تستهدف بشكل خاص المعارضين لنفوذ إيران ومشروعها في الجنوب السوري، حيث وثق "تجمع أحرار حوران"، اغتيال الشيخ أحمد البقيرات، عضو "لجنة درعا المركزية"، من قبل مسلحين مجهولين في بلدة تل شهاب غربي درعا، المعروف بمعارضته الشديدة للوجود الإيراني.

وسجل مكتب توثيق الانتهاكات في "تجمع أحرار حوران" خلال شهر تشرين الثاني الماضي، 24 عملية ومحاولة اغتيال أسفرت عن مقتل 17 شخصاً وإصابة 12 بجروح متفاوتة، ونجاة 3 منها، بينهم 8 مدنيين لم ينتموا لأي جهة عسكرية.

 

اقرأ أيضا: النظام السوري يفرض حظرا على الدراجات النارية في درعا