رغم تغير الإدارة الأمريكية بوصول الرئيس الديمقراطي جو بايدن، وطي صفحة سلفه الجمهوري دونالد ترامب، لكن المواقف الأمريكية بقيت على حالها تجاه تنامي العلاقات الإسرائيلية الصينية، على الأصعدة الاقتصادية التجارية، من حيث ارتفاع حدة الغضب الأمريكي من هذه العلاقات، والخشية من تأثيرها السلبي على الأمن القومي الأمريكي.
لا يخفي الأمريكيون قلقهم من عدم الاكتراث الإسرائيلي بتنبيهاتهم وتحذيراتهم، على اعتبار أن الإسرائيليين يهتمون بمصالحهم، ومصالحهم فقط، حتى لو جاءت نتائجها متناقضة مع المصالح الأمنية الأمريكية في دولة الاحتلال.
شلومو ماعوز الكاتب الإسرائيلي في صحيفة معاريف، ذكر في مقاله الذي ترجمته "عربي21" أن "المؤسسات الإسرائيلية في مختلف التخصصات تواصل التعاون مع نظيرتها الصينية، في مخالفة صريحة وواضحة للموقف الأمريكي، رغم أن هذا التعاون يزيد من النفوذ الصيني في الشرق الأوسط بأسره، وكأن لسان حال إسرائيل أنها تحاول الإمساك بالعصا من كلا الطرفين، في تحالفها الاستراتيجي مع الولايات المتحدة، ومصالحها التجارية مع الصينيين".
وأضاف أن "التمدد الصيني في إسرائيل وصل إلى حد تقديم مفاتيح إدارة ميناء حيفا من خلال شركة شنغهاي الدولية، التي تحوز الحكومة الصينية على حصة منها بنسبة 61.07٪، وقد حصلت هذه الشركة على امتياز إداري لتطوير ميناء حيفا لمدة 25 عاما، مما يعني أن إسرائيل تمنح الصينيين فرصة بإلقاء نظرة فاحصة على أهم ميناء عسكري لها في حيفا، ورغم أن الأمريكيين يتذكرون دائما قدرات الصينيين، لكنهم يعتقدون أن مصالح إسرائيل الاقتصادية أعمت عيونها".
مع العلم أن تزايد النفوذ الصيني في إسرائيل لا يقتصر على تطوير وترميم ميناء حيفا، بل سيمتد الأمر إلى ميناء آخر شمال ميناء أسدود قرب محطة كهرباء عسقلان جنوب فلسطين المحتلة على الحدود مع قطاع غزة، فيما كشف مراقب الدولة أن شركة الموانئ الإسرائيلية جففت استثماراتها في الموانئ القائمة من متوسط 247 مليون شيكل سنويا بين 2005-2010 إلى 32 مليون شيكل بين 2011 و2018، وبدأت بجلب الصينيين.
لم يعد سرا أن الحكومات الإسرائيلية ترقب المكاسب الصينية المتصاعدة من خلال تطوير ميناءين في إسرائيل، رغم وجود النقص في المال، على اعتبار أن التكلفة التقديرية لتطوير الميناء الجديد في حيفا تصل 5.5 مليار شيكل، وهي مبالغ صغيرة لواحدة من أقوى القوى في العالم.
وتتخوف الأوساط الإسرائيلية أن يأتي وقت يخبرهم فيه الأمريكيون بعبارة "كفى" للتعاون مع الصينيين في مجال البنية التحتية، ويطالبون بشدة بسد الثغرات مع الصينيين في مجال التكنولوجيا، التي تعد إسرائيل أحد قادة العالم فيها.
مع العلم أن الرؤية الإسرائيلية للتمدد الصيني، والانزعاج الأمريكي منه، تتجاهل الجهود الصينية الجارية لتقييد شحن السفن التابعة لدول أخرى، مع أن أحد التقديرات أنه بحلول عام 2040 سينقل الصينيون من آسيا إلى أوروبا معظم بضائعهم عبر الطرق البرية التي رصفها الصينيون، سواء السكك الحديدية أو عن طريق البر، حيث تمتلك الصين حافظة استثمارات وقروض بقيمة 1.5 تريليون دولار خارج الصين.
اتهامات إسرائيلية متبادلة بشأن برنامج إيران النووي
"معاريف": العودة للاتفاق النووي مصلحة لنا
باحث إسرائيلي: الاتفاق النووي يتطلب تحركا سريعا لكبحه