أكدت مصادر صحفية مقربة من المرشح الرئاسي سيف الاسلام القذافي، تسليم المبعوث الخاص للقذافي الابن رسالة إلى مستشارة الأمين العام للأمم المتحدة ستيفاني
وليامز، تتضمن رؤية القذافي الابن لانتخابات الرئاسة الليبية.
وقالت قناة الجماهيرية، إن مبعوث سيف الاسلام القذافي، عمر أبو شريدة، التقى مساء الاثنين، بـ وليامز وبحث معها الانتخابات الليبية في
ليبيا، حيث نفت الأخيرة نيتها الإعلان عن مبادرة انتخابية.
وكشفت القناة أن الرسالة التي حملها أبو شريدة تتعلق برؤية القذافي للانتخابات، مضيفة أن
وليامز أكدت أنها "جاءت من أجل الانتخابات ولا شيء غيرها، باعتبار أن إجراءها
يمثل رغبة الشعب الليبي وخريطة الطريق المدعومة دوليا".
ولم تعلن بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا أو المستشارة الأممية عن فحوى الرسالة المسلمة من القذافي الابن.
استفسار المرشحين
من
جانب آخر، دعا سبعة عشر مرشحا للانتخابات الرئاسية الليبية، الاثنين، المفوضية
الوطنية العليا للانتخابات إلى تزويدهم بتفسيرات لأسباب عدم إجراء الاقتراع في
الموعد المحدد، ما يشكل اعترافا ضمنيًا بأن ليبيا لن تشهد انتخابات رئاسية في 24
كانون الأول/ ديسمبر، بحسب ما نشرته وكالة الأنباء الفرنسية.
ودعا
المرشحون الـ17 المفوضية الوطنية العليا للانتخابات في بيان إلى "نشر القائمة
النهائية للمرشحين للانتخابات الرئاسية"، مطالبين بتوضيحات حول "أسباب عدم
قيامها بذلك"، إضافة إلى توضيح أسباب عدم إجراء الانتخابات في "الموعد
المحدد".
بدوره،
قال المرشح للانتخابات الرئاسية الشريف الوافي، إن "تأجيل الانتخابات أصبح أمراً
واقعاً بعد تأخر المفوضية في إعلان القائمة النهائية للمرشحين".
وحمّل
الوافي -في بيان له- الأمم المتحدة ومجلس النواب وحكومة الوحدة الوطنية مسؤولية أي
انهيار لخارطة الطريق، ودخول ليبيا في الفوضى.
وطالب
الوافي المجلس الرئاسي "باتخاذ خطوات فاعلة (من أجل) لملمة شتات البلاد ورأب الصدع"، داعياً حكومة الوحدة إلى "اتخاذ خطوات وإجراءات تتخطى مهامها كحكومة تسيير
أعمال لحل المشاكل الحياتية".
تقارب روسي-فرنسي
من
جانب آخر، بحث نائب وزير الخارجية ومبعوث الرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ميخائيل بوغدانوف، مع المبعوث الفرنسي إلى ليبيا بول سولير، عراقيل
إجراء الانتخابات في ليبيا.
ووفقا
للخارجية الروسية، فقد أكد الجانبان أهمية تعزيز الجهود الدولية لدعم العملية السياسية
الشاملة في ليبيا وفقا لقرارات مجلس الأمن ومقررات مؤتمري برلين وباريس.
واتفق الجانبان على مواصلة الحوار الروسي-الفرنسي في مجموعة من الملفات لحل الأزمات
وحالات الصراع في الشرق الأوسط وأفريقيا.
رؤية روسيا
وفي
السياق ذاته، قال الدبلوماسي الروسي فلاديمير زاخاروف تعليقا على وضع ليبيا
الحالي، إن البلد ينزف، ومن غير الممكن الآن التنبؤ بأي شيء، والوضع لا يزال
متوترا، مستدركا بأن ليبيا تحتاج حقا إلى السلام.
ونقلت
الكاتبة ليديا ميسنيك، في مقال لها بصحيفة "غازيتا رو"،
الروسية، عن زاخاروف قوله، إن الانتخابات منوط بها أن تعمل على استقرار الوضع في
ليبيا، لكن لكي يتحقق ذلك فإنه يجب التوصل إلى اتفاق بين جميع أطراف النزاع الليبي،
فضلا عن التفاهم المتبادل بين اللاعبين الخارجيين، وفي المقام الأول بين تركيا
ومصر والولايات المتحدة وفرنسا وروسيا.
وبحسب
المقال الذي نقله موقع "روسيا اليوم"، فقد أوضحت كبيرة المحاضرين في معهد موسكو الحكومي
للعلاقات الدولية، تاتيانا تيوكاييفا من جهتها، أنه لا توجد قوة سياسية واحدة تحظى
بدعم جميع الليبيين، مضيفة أنه "بشكل عام.. توجد لدى المجتمع الليبي رغبة لا لبس فيها في
إجراء الانتخابات، وإن الليبيين يريدون حقا إجراءها".
مطالب أوروبية
من جانبه، أكد المتجث الرسمي لخدمة العمل الخارجي الأوروبي، بيتر ستانو، أنه من
الأفضل احترام موعد الانتخابات الرئاسية في 24 كانون الأول/ ديسمبر الجاري، ثم الانتخابات
التشريعية مطلع العام المقبل.
وشدد ستانو على التزام الاتحاد الأوروبي بدعم الانتخابات في ليبيا في أي وقت تجرى فيه، مشددا
على أن الاتحاد الأوروبي يدعم إجراء انتخابات حرة وشفافة باعتبارها خطوة مهمة في
العملية السياسية التي ينبغي أن تقود لحل الأزمة الليبية، وفقا لوكالة آكي
الإيطالية.
وبيّن
ستانو، أن الاتحاد الأوروبي يدعم كل المؤسسات الليبية التي تعمل على إجراء
الانتخابات الرئاسية، ومن ثم الانتخابات التشريعية، منوها إلى إرسال الاتحاد فريقًا
صغيرًا من الخبراء في مراقبة الانتخابات وقد وصل بالفعل إلى طرابلس.
موقف أمريكي
وقال المبعوث الأمريكي الخاص إلى ليبيا ريتشارد نورلاند، الاثنين، إنه لا عوائق فنية أمام إجراء الانتخابات الليبية في موعدها، ولكن العقبات "سياسية وقانونية".
وأضاف: "من الواضح أن الجانب الفني لتنظيم الانتخابات في موعدها يعتبر موجوداً وجاهزاً، ولكن هناك عقبات أخرى موجودة، منها ذات علاقة بالجانب القانوني وأخرى ذات علاقة بالجانب السياسي"، دون توضيح أكثر.
وأشار نورلاند إلى أن الحكومة الأمريكية تدعم العملية الانتخابية بكل ما تستطيع لتسيير ليبيا نحو الانتخابات.
يذكر
أن رئيس مفوضية الانتخابات عماد السايح، أكد أنه ليس لديهم مشاكل فنية لإجراء
الانتخابات، وأنه في حال تأجيلها فإن مجلس النواب هو الذي يعلن ذلك وليس المفوضية.
وقبل
ثلاثة أيام من موعد الاستحقاق، يؤكد العديد من المسؤولين الليبيين استحالة إجراء
الانتخابات في موعدها المقرر بسبب عدم وجود قائمة رسمية بالمرشحين واستمرار
الخلافات بين الأطراف السياسيين حول القاعدة القانونية للاقتراع.
ولكن
لا تبدو أي مؤسسة مستعدة لتحمل مسؤولية إعلان هذا الإرجاء في شكل رسمي، خصوصا أن
كلا من المفوضية العليا للانتخابات وبرلمان طبرق ينزع عنه مسؤولية القيام
بذلك ويحيلها على الطرف الآخر.
لهذه الأسباب يتعذر إجراء انتخابات الرئاسة الليبية في موعدها
آمال أقليات ليبيا تصطدم بالإقصاء والمجهول
ما السيناريوهات البديلة بعد تأجيل الانتخابات في ليبيا؟