مع استمرار التوتر الأمني في قطاع غزة، والتقديرات الإسرائيلية بشأن قرب اندلاع جولة جديدة من العدوان على القطاع، تتزايد معطيات الاحتلال عن زيادة زخم مناورات قوى المقاومة عموما، وحماس خصوصا، التي تأتي بالتزامن مع مطالب الفلسطينيين بإحداث تصدع في الحصار المفروض على غزة.
ودفعت المناورات الرئيسية الأخيرة التي أجراها الجناح العسكري لحماس مع فصائل أخرى في غزة، أوساط جيش الاحتلال التي شاهدت المناورات من تلال نائية على الجانب الإسرائيلي من الحدود، إلى تقدير أنها أمام تجربة قتالية قد تكون فاشلة ومؤلمة، على اعتبار أن الجنود قد يواجهون مقاتلي المقاومة الفلسطينية الذين لديهم خبرة غنية من مختلف أنواع القتال، لاسيما الكتائب ووحدات النخبة، ما قد يعيد إخفاقات حروب سابقة.
يوآف زيتون الخبير العسكري كتب بصحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، مقالا ترجمته "عربي21" جاء فيه أن "ضباط الجيش شاهدوا هذه المرة نوعا جديدا من التدريبات متعددة الأشكال، مع أننا أمام أول مناورات أجرتها حماس بعد حرب غزة الأخيرة، لكنها تركزت في استخدام المنظومة الصاروخية المضادة للدبابات، وإجراء عمليات التسلل نحو الحدود الإسرائيلية، ووصول منطقة الجدار، ومهاجمة قوة عسكرية إسرائيلية أقل تأهبا وجاهزية، وتعود بسرعة إلى غزة بجندي أو جنديين مختطفين".
وأضاف أن "المناورات الأخيرة تعيد للأذهان الإسرائيلية محاولات حماس عدة مرات مداهمة إسرائيل بأنفاق تقترب من السياج، لكن تم القضاء عليها من الجو، حتى قبل نزولهم إلى بطن الأرض، أو بعد ذلك مباشرة، كما أن قصف الأنفاق الداخلية، التي يفترض أن يقاتل الآلاف من مقاتلي حماس من خلالها ضد الجيش الإسرائيلي، لم تنجح في تحقيق إنجاز عسكري إسرائيلي، لاسيما على شكل مقتل عدة جنود إسرائيليين، أو أسير إسرائيلي واحد على الأقل".
وتشير المعطيات الإسرائيلية إلى أن ما تقوم به المقاومة من تدريبات عسكرية، مدعومة بقوات محمية، ومحاور قريبة من الحركة، تجعل من أي إسرائيلي هدفا محتملا، ما دفع إلى إعلان "حالة الطوارئ" في فرقة غزة التابعة للمنطقة الجنوبية في الجيش، ولذلك أصبحت الحدود مع غزة منطقة أشباح، مع وجود قوات لا تُرى، خاصة الفرق القتالية من ناقلات جند مدرعة ومشاة في مواقع خفية، أو خلف ثنايا الأرض قرب الحدود.
مع العلم أنه عندما يكون جيش الاحتلال متوترا في فرقة غزة، تكون النتيجة دفاعية، رغبة بعدد قليل من الخسائر، وإحباط للهجمات المضادة للدبابات، خاصة مع إنجاز بناء الحاجز الحدودي الجديد والضخم، وإنشاء الحاجز التحت أرضي، بمعدات ميكانيكية مطوية، وعدة أسطوانات خرسانية، بزعم أن الجدار الجديد سيمنع التسلل تحت الأرض، صحيح أنه سيؤخر قليلا أي عملية هجومية فلسطينية، لكنه لن يحبطها بإحكام، وهو ما ترغب فيه حماس لتحقيق مثل هذا الهجوم الناجح.
اقرأ أيضا: خبير إسرائيلي: جيشنا لم ينتصر بأي مواجهة وأزمة الثقة تتعمق
وتزعم المعلومات الإسرائيلية أنه أتيحت لحماس ما لا يقل عن عشر فرص لتنفيذ عمليات منذ حرب غزة الأخيرة، لشن مثل هذا الهجوم المفاجئ، بعد أن وصلت الحركة إلى نقطة الغليان، وفقا لتقدير شعبة الاستخبارات العسكرية، لأن حصار غزة الذي تفرضه إسرائيل وصل إلى ذروته منذ 15 عاما.
صحيح أن القيادة الجنوبية في جيش الاحتلال تحضر باستمرار خططا لاحتلال كامل لقطاع غزة، لكنها تواجه دائما بقدرات حماس، ما يوقعها في تحليل وتقييم غير صحيح لنوايا الحركة وجناحها العسكري، لأنه في معظم الجولات والعمليات العسكرية، لم ينجح جيش الاحتلال باستدراج الحركة، ومن بين 4000 صاروخ تم إطلاقها خلال الحرب الأخيرة، تمكنت حماس من إعادة تسليح نفسها من عملية لأخرى، رغم الأضرار الجسيمة التي لحقت بخط إنتاجها.
تقدير إسرائيلي يفسّر سر إخفاق الاحتلال بعملية "حومش"
ضابط إسرائيلي: ما زال الخلاف قائما مع حماس حول صفقة الأسرى
جنرال إسرائيلي: لا اختراق بالمباحثات غير المباشرة مع حماس