عناوين لا تعد ولا تحصى لكثرتها في الإعلام الصهيوني والعربي والعالمي كلها تحمل عبارة "مخاوف إسرائيلية من..."، وما شابهها في المعنى، وغالبيتها العظمى صادرة عن سياسيين وعسكريين صهاينة، فهم تارة يبدون ذعرهم من تطوير سلاح المقاومة في غزة، وتارة من صواريخ إيران وحزب الله، أو من احتمال اشتعال الضفة الغربية بحراك يؤدي إلى فقدان السيطرة، ومن خسارات كبيرة في الأرواح في حال نشبت حرب مع قوى المقاومة في فلسطين ولبنان.. وهذا على سبيل المثال لا الحصر..
الرعب بدأ يدب في جسد هذا الكيان المصطنع، وحساباته بدأت تأخذ منحنى جديدا، لم يكن موجودا من قبل؛ فدويلتهم تهتز تحت أحذية القوى العسكرية الفاعلة على خريطة الصراع العربي الصهيوني، هذه القوى التي لا يستطيع أحد إيقاف صعودها العسكري أو التأثير على راديكاليتها وتشبثها بإحدى الحسنيين.. النصر أو الشهادة. وقد أثبت التاريخ المعاصر أن فاعلية المليشيات المسلحة وانتهاجها حرب العصابات من الصعب هزيمتها من قبل الجيوش، ونادرا ما تغلبت الجيوش عليها، لا سيما إذا كانت تمتلك عقيدة قتالية ثابتة وقناعات ومبادئ راسخة، وقدرة على الكرّ والفرّ حسبما تقتضيه الحال القائمة، وهي قادرة على لمّ شعثها بعد كل ضربة تتعرض لها..
وكلما صعد نجم هذه الحركات المقاوِمة وباتت أكثر قدرة على مواجهة الآلة العسكرية الصهيونية، وألزمتها حالة الذعر والهلع؛ وجدت أعداءها عربا وغربيين يتكاثرون عليها دعما للكيان الصهيوني. وقد صنفت بعض الدول العربية هذه الحركات "حركات إرهابية"، مع أنها لم توجه بنادقها نحو هذه الدول، ولم تهدد بتوجيهها، على الرغم من الممارسات القبيحة والخيانية تجاه حركات المقاومة ومحاولات اجتثاثها..
لقد صوبت الأخيرة سلاحها نحو العدو الأول للأمة، وخلقت لديه حالة رعب دائم، وعدد المشاهد المصورة في المواجهة الأخيرة بين الحركات المقاومة في غزة والكيان الغاصب تبين بوضوح حالة الرعب التي عاشها كل من المدنيين والعسكريين الصهاينة في الحرب الأخيرة أيار/ مايو 2021 التي استمرت 11 يوما؛ تكبدت فيها الآلية العسكرية الصهيونية صفعات قاسية على يد المقاومة. وأخيرا وتحت تأثير اللوبيات الصهيونية في بريطانيا تم تصنيف حركة حماس حركة إرهابية، ولا أستغرب هذا الإجراء حين تسبق إليه دول عربية مطبعة أو على طريق التطبيع...
الخوف يسيطر على الكيان الصهيوني من عمليات الطعن التي يقوم بها بعض الفلسطينيين وخصوصا في مدينة القدس، ومن المواجهات مع الشباب الفلسطيني ومن احتمال نشوب انتفاضة ثالثة، وعلى الرغم من التطبيع مع عدد من الدول العربية واحتمالات التطبيع القادمة، إلا أن مخاوف المحتل تزيد يوما بعد يوم..
وجاء في أحد العناوين في الميدل إيست: "تخوفات إسرائيلية من تراجع مشروع الدولة اليهودية". لكن من حيث يظن الصهاينة بأن قرارهم البائس الذي اتخذوه في منتصف تموز/ يوليو 2018 بوصف كيانهم بـ"الدولة اليهودية" يصب في مصلحتهم، إلا أن الأمر عكس ما يظنون؛ ذلك أن وصف "دولة يهودية" هو ضد المبادئ الديمقراطية الكاذبة التي يدّعون تمسكهم بها، وهي إلى ذلك دعوة لمزيد من العداوة مع العرب والمسلمين، ناهيك عن كونها تكريسا لنظام التطهير العرقي وإمعانا في الفصل العنصري (الأبارتايد). وهي إجراء مرتجف لإخراج الفلسطينيين من التاريخ والحضارة القديمة، وهو ما زاد من حنق الفلسطينيين على الكيان المحتل، حيث لم يبق لدى المتوهمين بإمكانية تحقيق السلام أي أمل في حل سلمي مع كيان غاصب يجثم على صدورهم وينتزع آمالهم أملا تلو أمل..
في "عربي21" وحدها نجد ثمانية أخبار عن مخاوف صهيونية متنوعة بين 12 و23 كانون أول/ ديسمبر الجاري وهي:
- قلق إسرائيلي من توتر علاقات الإمارات وأمريكا بسبب "إف35".
- مخاوف إسرائيلية من تنامي قدرات حماس العسكرية.
- مخاوف إسرائيلية متزايدة من مسيّرات إيران.
- مخاوف إسرائيلية من تدهور الأوضاع الأمنية بالأراضي المحتلة.
- إصابات بالضفة.. و"حقيبة" تثير ذعر الاحتلال في باب العامود.
- إسرائيليون: حماس تريد إشعال الضفة ومخاوف من "موجة عمليات".
- مخاوف إسرائيلية من السلاح الكيميائي بسوريا وحرب طويلة مع إيران.
- قلق إسرائيلي من المواقف المرتقبة للحكومة الألمانية الجديدة.
هذا إذا تجاهلنا عشرات العناوين غير المباشرة كالعنوان الذي نشرته يديعوت أحرونوت 24 كانون أول/ ديسمبر: "حماس ستفاجئ إسرائيل في الحرب المقبلة"، فالعنوان الرئيس الذي يسيطر على الحالة الصهيونية وعلى غالبية السكان اليهود هو "الخوف"..
إنه الخوف المتجذر في نفوسهم، والذي لا يترك لهم مساحة من الحلم بمستقبل مزهر لدويلة نشاز بلا دستور مكتوب ولا حدود معروفة، فهي كيان توسعي قابل لابتلاع أية قطعة أرض حول فلسطين كما هو حال الجولان ومزارع شبعا إضافة إلى المحاولات الفاشلة لقضم بعض المناطق من سيناء، وإلى قضم الأراضي الفلسطينية حتى لم يبق للفلسطينيين منها إلا النزر اليسير، بما لا يزيد على الـ15 في المائة من فلسطين التاريخية..!
الكيان الصهيوني في حالة هلع مستمر، وينطبق عليه قوله تبارك وتعالى: "يحسبون كل صيحة عليهم"..
الرعب بدأ يدب في جسد هذا الكيان المصطنع، وحساباته بدأت تأخذ منحنى جديدا، لم يكن موجودا من قبل؛ فدويلتهم تهتز تحت أحذية القوى العسكرية الفاعلة على خريطة الصراع العربي الصهيوني، هذه القوى التي لا يستطيع أحد إيقاف صعودها العسكري أو التأثير على راديكاليتها وتشبثها بإحدى الحسنيين.. النصر أو الشهادة. وقد أثبت التاريخ المعاصر أن فاعلية المليشيات المسلحة وانتهاجها حرب العصابات من الصعب هزيمتها من قبل الجيوش، ونادرا ما تغلبت الجيوش عليها، لا سيما إذا كانت تمتلك عقيدة قتالية ثابتة وقناعات ومبادئ راسخة، وقدرة على الكرّ والفرّ حسبما تقتضيه الحال القائمة، وهي قادرة على لمّ شعثها بعد كل ضربة تتعرض لها..
وكلما صعد نجم هذه الحركات المقاوِمة وباتت أكثر قدرة على مواجهة الآلة العسكرية الصهيونية، وألزمتها حالة الذعر والهلع؛ وجدت أعداءها عربا وغربيين يتكاثرون عليها دعما للكيان الصهيوني. وقد صنفت بعض الدول العربية هذه الحركات "حركات إرهابية"، مع أنها لم توجه بنادقها نحو هذه الدول، ولم تهدد بتوجيهها، على الرغم من الممارسات القبيحة والخيانية تجاه حركات المقاومة ومحاولات اجتثاثها..
لقد صوبت الأخيرة سلاحها نحو العدو الأول للأمة، وخلقت لديه حالة رعب دائم، وعدد المشاهد المصورة في المواجهة الأخيرة بين الحركات المقاومة في غزة والكيان الغاصب تبين بوضوح حالة الرعب التي عاشها كل من المدنيين والعسكريين الصهاينة في الحرب الأخيرة أيار/ مايو 2021 التي استمرت 11 يوما؛ تكبدت فيها الآلية العسكرية الصهيونية صفعات قاسية على يد المقاومة. وأخيرا وتحت تأثير اللوبيات الصهيونية في بريطانيا تم تصنيف حركة حماس حركة إرهابية، ولا أستغرب هذا الإجراء حين تسبق إليه دول عربية مطبعة أو على طريق التطبيع...
الخوف يسيطر على الكيان الصهيوني من عمليات الطعن التي يقوم بها بعض الفلسطينيين وخصوصا في مدينة القدس، ومن المواجهات مع الشباب الفلسطيني ومن احتمال نشوب انتفاضة ثالثة، وعلى الرغم من التطبيع مع عدد من الدول العربية واحتمالات التطبيع القادمة، إلا أن مخاوف المحتل تزيد يوما بعد يوم..
وجاء في أحد العناوين في الميدل إيست: "تخوفات إسرائيلية من تراجع مشروع الدولة اليهودية". لكن من حيث يظن الصهاينة بأن قرارهم البائس الذي اتخذوه في منتصف تموز/ يوليو 2018 بوصف كيانهم بـ"الدولة اليهودية" يصب في مصلحتهم، إلا أن الأمر عكس ما يظنون؛ ذلك أن وصف "دولة يهودية" هو ضد المبادئ الديمقراطية الكاذبة التي يدّعون تمسكهم بها، وهي إلى ذلك دعوة لمزيد من العداوة مع العرب والمسلمين، ناهيك عن كونها تكريسا لنظام التطهير العرقي وإمعانا في الفصل العنصري (الأبارتايد). وهي إجراء مرتجف لإخراج الفلسطينيين من التاريخ والحضارة القديمة، وهو ما زاد من حنق الفلسطينيين على الكيان المحتل، حيث لم يبق لدى المتوهمين بإمكانية تحقيق السلام أي أمل في حل سلمي مع كيان غاصب يجثم على صدورهم وينتزع آمالهم أملا تلو أمل..
في "عربي21" وحدها نجد ثمانية أخبار عن مخاوف صهيونية متنوعة بين 12 و23 كانون أول/ ديسمبر الجاري وهي:
- قلق إسرائيلي من توتر علاقات الإمارات وأمريكا بسبب "إف35".
- مخاوف إسرائيلية من تنامي قدرات حماس العسكرية.
- مخاوف إسرائيلية متزايدة من مسيّرات إيران.
- مخاوف إسرائيلية من تدهور الأوضاع الأمنية بالأراضي المحتلة.
- إصابات بالضفة.. و"حقيبة" تثير ذعر الاحتلال في باب العامود.
- إسرائيليون: حماس تريد إشعال الضفة ومخاوف من "موجة عمليات".
- مخاوف إسرائيلية من السلاح الكيميائي بسوريا وحرب طويلة مع إيران.
- قلق إسرائيلي من المواقف المرتقبة للحكومة الألمانية الجديدة.
هذا إذا تجاهلنا عشرات العناوين غير المباشرة كالعنوان الذي نشرته يديعوت أحرونوت 24 كانون أول/ ديسمبر: "حماس ستفاجئ إسرائيل في الحرب المقبلة"، فالعنوان الرئيس الذي يسيطر على الحالة الصهيونية وعلى غالبية السكان اليهود هو "الخوف"..
إنه الخوف المتجذر في نفوسهم، والذي لا يترك لهم مساحة من الحلم بمستقبل مزهر لدويلة نشاز بلا دستور مكتوب ولا حدود معروفة، فهي كيان توسعي قابل لابتلاع أية قطعة أرض حول فلسطين كما هو حال الجولان ومزارع شبعا إضافة إلى المحاولات الفاشلة لقضم بعض المناطق من سيناء، وإلى قضم الأراضي الفلسطينية حتى لم يبق للفلسطينيين منها إلا النزر اليسير، بما لا يزيد على الـ15 في المائة من فلسطين التاريخية..!
الكيان الصهيوني في حالة هلع مستمر، وينطبق عليه قوله تبارك وتعالى: "يحسبون كل صيحة عليهم"..
شارك
المزيد حول هذا الموضوع
أسيرات فلسطين.. المطلوب لدعمهن في مواجهة العدوان الإسرائيلي
21-Dec-21 03:45 PM
هل من وسائل سلمية للشعب الفلسطيني لممارسة حق تقرير مصيره؟ (تقييم قانوني)
17-Dec-21 01:03 PM
15-Dec-21 11:49 AM
المزيد من هذا الكاتب
