دعت مؤسسة "العدالة الواحدة"، الأحد، السلطات الفرنسية إلى التدخل للإفراج عن الأسير الفلسطيني هشام أبو هواش، المضرب عن الطعام في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
وقالت المؤسسة، في بيان حصلت "عربي21" على نسخة منه، إنها تتابع "بقلق بالغ الأنباء التي تفيد بتدهور الحالة الصحية للمعتقل في السجون الإسرائيلية هشام أبو هواش، المضرب عن الطعام منذ 139 يوم احتجاجا على استمرار اعتقاله إداريا، دون تقديم لائحة اتهام بحقه أو محاكمته، فيما ما زالت دولة الاحتلال تعتقل 420 فلسطينيا آخرين بصورة تعسفية دون اتهام".
وأضاف البيان أن "المؤسسة تثير شواغل إزاء التطورات الخطيرة التي تشهدها السجون الإسرائيلية، بعد التلميحات باحتمالية الإقدام على تغذية المعتقل أبو هواش قسريا، إضافة إلى إعلان الحركة الفلسطينية الأسيرة في المعتقلات، عن مقاطعة المعتقلين الإداريين للمحاكم الإسرائيلية، في خطوات تشير إلى احتمالية تدهور الأوضاع داخل المعتقلات الإسرائيلية وتأثيرها المحتمل على مجمل حقوق الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين".
وذكّرت "العدالة الواحدة" بأن "إبقاء المعتقل دون توجيه أي لوائح اتهام أو محاكمة عادلة ونظامية، يمثل انتهاكا جسيما لاتفاقيتي جنيف الثالثة والرابعة بما قد يرقى إلى حد اعتباره جريمة حرب، إضافة إلى اعتبار أن التغذية القسرية قد تبلغ حد المعاملة القاسية أو المهينة واللاإنسانية، إضافة إلى ما تشكله من انتهاك للحق في الصحة".
وفي السياق ذاته، دعت المؤسسة المجتمع الدولي وخاصة حكومة الجمهورية الفرنسية بصفتها أحد الأطراف السامية الموقعة على اتفاقيات جنيف، من أجل التدخل العاجل والضغط على دولة الاحتلال الإسرائيلي من أجل الإفراج عن المعتقل هشام أبو هواش، والعمل على إنهاء سياسة الاعتقال الإداري التي تنتهك قواعد القانون الدولي الإنساني وكذلك القانون الدولي لحقوق الإنسان".
وفي وقت سابق، حذر المحامي الفلسطيني جواد بولس، من احتمالية الوفاة المفاجئة للأسير الفلسطيني هشام أبو هواش المضرب عن الطعام منذ 140 يوما.
وبحسب ما وصل "عربي21" من نادي الأسير، فقد بيّن بولس أن "الأطباء أرفقوا ملاحظات أساسية ومهمة في التقرير تتمثل في رفض الطاقم الطبي في المستشفى بتزويدهم بمعلومات عن الوضع الصحي لهشام، إضافة إلى عدم قدرة الأطباء الذين قاموا بزيارته، على استيعاب تصرف الأطباء في المستشفيات السابقة بموافقتهم على إعادته إلى السجن رغم إقرار التقارير بخطورة وضعه الصحي".
وذكر أن الأطباء الذين قاموا بزيارة أبو هواش، "أبدوا نوعا من الاستغراب والدهشة، علاوة على الإشارة إلى البديهيات الطبية العالمية والمحلية، أن المعتقل الذي يتجاوز إضرابه اليوم الـ55، هو عمليا في حالة مواجهة للموت الفجائي، ويجب أن يبقى في المستشفى".
اقرأ أيضا: الاحتلال يقمع مظاهرة مناصرة للأسير هشام أبو هواش (شاهد)
وسبق أن وجه نادي الأسير مجددا، نداءه لكافة جهات الاختصاص ولكافة المستويات لـ"التدخل بشكل حاسم وجدي لإنقاذ حياته قبل فوات الأوان"، منوها إلى أن "المعركة التي يخوضها أبو هواش هي، معركة من أجل كل فلسطيني واجه ويواجه سياسة الاعتقال الإداري".
يذكر أن الأسير أبو هواش (40 عاما)، من سكان "دورا" بالخليل، وهو معتقل إداريا منذ الـ27 من شهر تشرين الأول/ أكتوبر 2020. وهو متزوج وأب لخمسة أطفال.
ويعاني الأسير أبو هواش من ضبابية في الرؤية وعدم القدرة على الحديث، وضمور شديد في العضلات، وعدم مقدرة على الحركة، في حين قلَّت قدرته على إدراك ما يدور حوله. كما أنه يعاني من هزال وضعف، ومن نقص حادّ بالبوتاسيوم، وآلام حادّة في الكبد والقلب، ولا يستطيع النّوم من شدّة الأوجاع في كافة أنحاء جسده، ويتنقّل على كرسي متحرّك، بالإضافة إلى معاناته من التقيّؤ بشكل مستمر.
والاعتقال الإداري، قرار حبس بأمر عسكري للاحتلال الإسرائيلي، لمدة تصل إلى ستة أشهر قابلة للتمديد، بزعم وجود تهديد أمني، دون محاكمة أو توجيه لائحة اتهام.
وبلغ عدد الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال حتى نهاية كانون الأول/ ديسمبر الماضي نحو 4600، بينهم نحو 500 أسير إداري، و34 أسيرة، و160 قاصرا، وفق مؤسسات تعنى بشؤون الأسرى.
الاحتلال يخوض حربا شاملة ضد الأسرى وعائلاتهم.. تفاصيل
دعوة حقوقية للسلطة الفلسطينية لوقف القمع السياسي
انتقاد لمشاركة عرب بمسابقة "الجمال" لتلميع صورة الاحتلال