"أنا اعتزلت الحمد لله".. كلمة قالها المخرج المصري داود عبد السيد ردا على سؤال عن سبب ابتعاده ست سنوات كاملة من دون تقديم عمل جديد.
جاء كلام عبد السيد خلال لقاء تلفزيوني تحدّث خلاله عن مشواره الفني. وعلل سبب هذا القرار قائلاً: "ماقدرش أتعامل مع الجمهور الموجود حالياً ونوعية الأفلام التي يفضلها، لأنه يبحث عن التسلية".
هذه التصريحات أثارت ضجة وصدمة عند الوسط الفني والجماهير المحبة لداود عبد السيد، الأمر الذي دفع عبد السيد لتوضيح تصريحاته عبر مواقع صحفية عدة حيث قال إن "الاعتزال ليس قراراً إنما أمر واقع. منذ فيلم (قدرات غير عادية) في 2015، لم أقدّم أي جديد بسبب ظروفي الشخصية والمناخ السائد". وأضاف أن قراره ليس احتجاجا بقد ما هو وصيف للأمر الواقع وأن لو علم "أنّ كل هذه الضجة ستحدث، لكنت ربما تراجعت عن قول ذلك".
وقد اعتبر البعض أن نقد الجمهور وذائقته الفنية من قبل عبد السيد هو نقد شديد وغير مبرر. لكنه عزى ابتعاد الجمهور وغيابه عن السينما الجادة بغياب الطبقة المتوسطة عن الذهاب للسينما وسط حياة قاسية وظروف اقتصادية سيئة فقد باتوا مشغولين بتأمين حياة كريمة لأنفسهم. "أما الجمهور الحالي من روّاد المولات وطبقة أخرى، فلديه اهتمامات مختلفة، وهو ليس الجمهور الذي تعوّدت عليه. وهذه فقط وجهة نظري".
وحتى لا يلقي بالتبعة على الجمهور وحده قال عبد السيد إن تقدمه في السن وظروفه الشخصية الخاصة قد ساهمت في قراره بالابتعاد عن الإخراج السينمائي، وكذلك الاحتكار في سوق الإنتاج. حيث أكد بأن "شكل الإنتاج بمنظومته الحالية وسقف الحريات". وأنه لا سبيل لتقدم صناعة السينما إلا بمناخ كامل من الحريات ورفع الرقابة.
هذا الخبر لقي ردود فعل متباينة من قبل الوسط الفني والجمهور.
حيث كتب عبد الرحيم كمال السينارست والروائي مصري على صفحته في تويتر:" خبر اعلان الاستاذ داود عبدالسيد عن اعتزاله السينما لاختلاف المناخ والجمهور خبر حزين، مؤلم ربما أكثر من خبر موت سينمائي عظيم، الامتناع عن العطاء إختياريا من فنان له تميزه الفريد يخلق في الحلق غصة، اتمنى من كل قلبي أن لا يكون قرارا نهائيا فمصر ليس لديها سوى داود عبدالسيد واحد".
أما الكاتب محمد أبوشامة فعل على تويتر قائلا: " إن لم تكن تفهم العلاقة بين ما يجري في كابول وما يحدث في الرياض، لن تدرك معنى اعتزال مخرج عملاق في القاهرة، وانبطاح آخرين ليبصموا بأيديهم على حائط التفاهة".
وكتبت المذيعة في قناة البي بي سي البريطانية سالي نبيل علي تويتر معلقة على حديث داود عبد السيد: "اعتزال #داوود_عبدالسيد شئ مؤلم جدا لاي حد بيحب السينما وعارف قيمتها! لكن المناخ الفني والعام، مع الأسف، مش بتاع الفنانين أصحاب العقول والفلسفة والموهبة الكبير زي داوود عبدالسيد".
وعلق هاني فخري على تويتر: "اعتزال #داوود_عبدالسيد زلزال للإبداع .. و كارثة للفن .. بس مين لسه بيحس بالزلازل.. في زمن مخدات التمكين و الاستحواذ ؟".
نتفلكس والسينما الفلسطينية.. صورة رديئة للفلسطيني (3/3)